نزوع الشعوب للحرية والعدالة

منذ احتلال الجولان لم تتحرك هذه الجبهة، بل اعتبرت إسرائيل أن النظام السوري حام جيد لهذه الجبهة، ولكن تحرك الشباب في الذكرى 63 للنكبة واختراقهم للحدود على ثلاث جبهات في سورية المحتلة ولبنان وفلسطين فضح وبشكل سافر التواطؤ السوري على شعبه بالجملة.

إن كل يوم يمر في هذه الثورات العربية يثبت لا وطنية هذه الأنظمة العربية وخيانتها لشعوبها، ويكشف الكذبة الكبرى التي عاشت بها شعوبنا حول ثورية وديموقراطية الأنظمة الفاسدة.
ويحاول بعض المحللين السياسيين الغربيين التقليل من شأن هذه الثورات فيشبهونها بالثورات الأفريقية التي ثارت على أنظمتها الدكتاتورية لتنتج أنظمة دكتاتورية أخرى في محاولة بائسة للتغطية على عجز أميركا وإسرائيل للتنبؤ أو احتواء حركة الشعوب العربية ولإثبات أن هذه الشعوب متخلفة ولا يمكن لها القيام بثورات ديموقراطية تسعى إلى التقدم، فقط لأنها عربية.

هذه الثورات التي أربكت الدول الكبرى وأربكت الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة وخربت مخططاتها لاحتواء الشرق الأوسط والذي كانت تعتبره متخلفاً وخانعاً خلقت واقعاً جديداً لم يكن على البال، وكشفت زيف وفساد ولا وطنية مثل هذه الأنظمة.
كما أثبتت أن الشعوب العربية، شعوب حية قادرة على أخذ حقها بيدها وعلى استعداد لتقديم الضحايا والشهداء من أجل الكرامة والحرية، وإنه لا سلاح أقوى من سلاح الإرادة الشعبية.

لقد تغير وجه العالم وانقلبت المفاهيم وثبت أن الإنسان هو الإنسان في أي مكان وزمان، وأن العربي لا يختلف عن أي إنسان في الكرة الأرضية، وأن التخلف ليس وراثة جينية وإنما هو صناعة استعمارية وتسلط أنظمة فاسدة دكتاتورية.
أما هذه الأنظمة العفنة التي تحتقر شعوبها وتقمعهم بأبشع الطرق فإنها زائلة لا محالة، فلا مكان لمثلها في مسيرة التاريخ، فالإنسان ومنذ بدء التاريخ تواق إلى الحرية والكرامة.
وهذه الثورات ليست مجرد تمرد كما يدعي بعض المحللين الغربيين بل هي نزوع إلى الحرية، وبحث دائم ومشروع عن التقدم والتطور والعدالة الاجتماعية.

السابق
الصهيونية في زمن الربيع العربي
التالي
الوطن: إعلامه يتبنى الأشرطة الملفقة وروايات شهود الزور