رفيق شاهين

يسجل النواب السابقون اعتراضهم على سياسي اليوم بالموت. ربما لأنهم أدركوا أن الانخراط في السياسة البديلة لتلك التي تربّوا عليها سقطة، حريّ بالإنسان أن يحرص على عدم الوقوع فيها.
رفيق شاهين واحد من هؤلاء، نائب لأكثر من ربع قرن وعلى مدار ثلاث دورات انتخابية ووزير مرتين حصّن نيابته بالدكترة والاختصاص ومع هذا بقيت «بسطات» سوق الإثنين في مدينته النبطية نقطة عشقه. فكل الأيام عنده لبيروت إلا ذلك اليوم كان لملاعب صباه. يجول بين بسطات السوق فيطرب من ألحان المناداة على البضائع وكأن السوق قد تحول إلى «عكاظ» آخر يتوافق مع روح العصر الذي أبدل الطرب بالكلمة الموزونة بالسلعة للاستهلاك.
فمهما قيل في السياسة والمواقف التي انتهجها نائبنا الذي غاب، فلا يمكن أحداً أن يمس التصاقه بأرضه وشعبه بسوء، فإذا كان قد شارك في لائحة مدعومة من إقطاع سياسي، فإن تلك المشاركة كانت السبيل الوحيد للإفادة من الخدمات التي قدمها لأبناء المنطقة عندما كان في موقع متميز في «إدارة التعمير»، اذ ان مسؤولية المشاركة تقع على عاتق نظام سياسي فرض عليه ذلك وعلى قانون انتخاب لا يصدر إلا لخدمة ورثاء البيوت السياسية و«البكوات». وفي المطلق يمكن القول إن النائب السابق رفيق شاهين الذي أخلى مقعده النيابي في انتخابات العالم 1972 لابن عمه فهمي، عاد إلى ذلك المقعد في انتخابات فرعية بعد وفاة ابن العم.
رفيق شاهين هو واحد من رعيل نيابي انسحب بعد الحرب التي شهدها لبنان بدءاً من منتصف سبعينيات القرن الماضي. هو نسق مختلف لنواب اليوم، وكل ما يمكن قوله لعائلته وللسيدة زينة العلي وسناء ورندة، هو العزاء وللبنانيين الصبر والسلوان.

السابق
المجدرة والمناقيش والمغربية … فلسطينيات
التالي
قنابل عنقودية في حديقة منزل في دير قانون – رأس العين