التأليف في مرحلة حصر آخر العقد لتركيب “البازل الحكومي”

 على وقع جرعات التفاؤل الزائدة التي ضخها اقطاب الاكثرية واوساط المعنيين بتشكيل الحكومة في وقت غير بعيد في ضوء حل عقدة "الداخلية" التي رست مبدئيا على العميد المتقاعد مروان شربل همزة الوصل بين بعبدا والرابية، واثر ورود الضوء الاخضر السوري بضرورة التأليف السريع لاعتبارات يتقاطع فيها الداخلي بالاقليمي، تبدو عملية التأليف قريبة من حصر آخر العقد وايجاد مخرج لحلها، ما لم تبرز عقبات طارئة لا يمكن اسقاطها من الحساب حتى اللحظة الاخيرة باعتبار ان "الشيطان يكمن في التفاصيل".
ومع ان غلاة التفاؤل ذهبوا الى تحديد ساعات او ايام قليلة للتوصل الى صيغة نهائية للحكومة العتيدة فإن العاملين على خط المواصلات بين المقرات المعنية بالتشكيل اكدوا العمل الحثيث على استكمال حل عقد اخرى لا تزال تستوجب مزيدا من التواصل والجهد لعدم الاصطدام بتعقيدات اضافية واشاروا الى حرص على المتابعة بتأن ودقة خشية بروز قطب مخفية تنسف الجهود وتعيد الوضع الى نقطة الصفر.
المعارضة السنية: وفيما يمضي اطراف الاكثرية في الدفع للتشكيل وتخطي الالغام المحتملة في مساره وفي مقدمها تمثيل المعارضة السنية غير المتوافق عليه بفعل الاصرار على توزير فيصل كرامي ورفضه من جهة الرئيس المكلف ليس لشخصه، وانما لاعتبارات يأخذها في حساباته ابرزها التوزيع العادل بين المناطق باعتبار ان طرابلس نالت قسطها ويتوجب بالتالي اسناد وزارات الى شخصيات من خارج المدينة، اضافة الى غياب التوافق على الماروني السادس وعلى توزيع بعض الحقائب ومن بينها الاتصالات، والتربية والصحة، علمت "المركزية" ان بعض القيادات السياسية السنية في المعارضة زارت دمشق اليوم التي استقبلت ايضا رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط في اطار المشاورات المتقدمة للتأليف. وفي معلومات "المركزية" ان العميد شربل الذي بات شبه محسوم كوزير الداخلية العتيد زار اليوم الرئيس ميقاتي بعيدا من الاضواء في اطار التعارف وتم التشاور في دوره المرتقب ومهمته في الوزارة فور تشكيل الحكومة.
حملة غير مبررة: وفي سياق متصل، استغربت اوساط مواكبة مشروع الحملة الذي يطل برأسه على العميد شربل من قبل جهات سياسية تدرجه في خانة سياسية معينة على رغم معرفتها بصلته الوثيقة بالرئيس سليمان وانتمائه الوطني اولا وآخرا.
وسط هذه الاجواء، عزت مصادر مطلعة اسباب الاندفاعة الاكثرية نحو التشكيل الى قرار سوري ابلغ الى الحلفاء بوجوب وضع القطار على السكة والانطلاق في حكومة تملأ الفراغ السياسي الذي بات يشكل عنصر قلق على سوريا لارتداداته السلبية المحتملة في ظل وضع دقيق تمر به، يستوجب تحصين خاصرتها لعدم استغلال المسرح اللبناني وتوظيف الحدود لاستهدافها، باعتبار ان دمشق تنظر الى التطورات السورية كمؤامرة غربية للاطاحة بالنظام وفرض خريطة جديدة في المنطقة. واشارت الى ان الرئيس المكلف وظف المناخ الضاغط لتشغيل كل محركات التأليف، وبدأ تركيب قطع "البازل الحكومي" الواحدة تلو الاخرى وصولا الى حكومة ممهورة بخاتمه و"بحياكة ميقاتية" بامتياز تؤدي دورها الوطني وفق الدستور في مواجهة التحديات الداهمة كفريق عمل متجانس بعيد من المماحكات والتجاذبات التي حكمت حكومة الوحدة الوطنية الاخيرة وعطلت دورها. في المقلب الآخر، يترقب سياسيو المعارضة تطور مسار التأليف مستغربين سقوط الحواجز والشروط والالغام "بسحر ساحر" وقال مصدر معارض لـ "المركزية" ان مستجدات الساعات الاخيرة اثبتت بما لا يرقى الى الشك ان الحكومة العتيدة سورية بامتياز طابعا وشكلا وقالبا تؤدي الغاية المرجوة في حماية ظهر دمشق في مرحلة حرجة اقليمياً.
قمة بكركي: والهم الحكومي، لم يغب عن القمة الروحية التي جمعت رؤساء الطوائف من بكركي فضخت مزيدا من الدفع في اتجاه التشكيل، حيث ناشد المجتمعون المسؤولين السياسيين تأليف الحكومة اليوم قبل غد على الاسس الدستورية بما يمكنها من اداء دورها في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة.
واكدوا ضرورة الوحدة وسيادة لبنان وحق الدولة في تحرير اراضيها، مطالبين بالاحتكام الى المؤسسات الدستورية دون سواها والاعتماد على الجيش وقوى المان لمكافحة الارهاب. ودعوا الى البحث في استراتيجية تمكن الدولة من الدفاع عن حقوقها وسيادتها وتثبيت اركان الدولة. 

السابق
السياسة: لبنان يطرد السوريين الفارين بعد تهديد دمشق بإرسال قوات إلى الشمال
التالي
بري ومجلس النواب نعيا رفيق شاهين