اللواء: أسماء للداخلية تحشر سليمان … وحزب الله يدعم الرابية

حتى ساعة متأخرة من ليل امس، بقيت الدوائر الرئاسية متحفظة على اجواء التفاؤل الجارفة التي سعى اعلام <حزب الله> والاوساط الرفيعة المقربة من اجواء اللقاء الذي عقد في فردان بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والمعاونين السياسيين النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل.
ولم تنف هذه الدوائر حصول تقدم، إلا انها ربطت بين حقيقة التفاؤل وخواتيم المشاورات، لا سيما وان العماد ميشال عون الذي ابلغ هاتفياً بما تم التفاهم عليه في الاجتماع. تنبأ ببروز عقد جديدة في حقائب اخرى، حتى لو حلت عقدة الداخلية، محملاً الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. وقالت انه مهما كان من شأن رجحان كفة الفريق المتفائل على الفريق المتحفظ فإنه يمكن التأكيد على حسم موضوع الداخلية، في اتجاه توقع التأليف بين غد الخميس او السبت على أبعد تقدير.

وحظيت زيارة الرئيس ميقاتي عند الثامنة من مساء امس الى قصر بعبدا، باهتمام اعلامي لافت، خصوصاً وانها جاءت في اعقاب اشاعة اجواء التفاؤل، بحيث اختلطت التقديرات، باحتمال قرب ولادة الحكومة العتيدة، الا ان اوساط رئيسي الجمهورية والمكلف، سارعت إلى استبعاد صدور المراسيم اقله ليس اليوم، بانتظار جولة جديدة من مشاورات ربع الساعة الاخيرة، وقالت ان الجو العام ايجابي، ولعله افضل من السابق، وان الامور وضعت على السكة إلا انها تحتاج الى مزيد من الاتصالات.

واوضحت هذه الاوساط ان الرئيس ميقاتي وضع الرئيس سليمان في اجواء اجتماعه بالخليلين ظهراً في فردان وجرت خلال اللقاء غربلة كاملة وشاملة للاسماء المرشحة لدخول الحكومة، فضلاً عن الحقائب والحصص، إلا ان اي شيء نهائي لم يحصل.

وفهم ان ما تردد عن صيغة لحكومة من 14 وزيراً لم يكن دقيقاً، وان البحث ما يزال قائماً على حكومة ثلاثينية سياسية مطعمة بتكنوقراط. بحيث تسند الى العماد عون ثماني حقائب بالاضافة الى وزيري دولة، اما وزير الداخلية العتيد، فيتم التفاهم حول شخصه بين الرئيس سليمان ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ضمن لائحة بالاسماء يقترحها الخليلان، علماً ان احدى صيغ الحل كانت تقضي بأن يسمي الرئيس سليمان 4 اسماء لهذه الحقيبة كما يسمى عون 4 اسماء اخرى شرط ان لا يطلع الجانبان على اسماء بعضهما البعض ما يعني ان المرشح قد يكون مشتركاً بين بعبدا والرابية.

وأشارت بعض المعلومات إلى أن عون وافق على التخلي عن حقيبة الطاقة للرئيس نبيه برّي، في مقابل حصوله على الصحة، الا انه بقي مصرّاًً على الاتصالات، مفضلاً إلى جانبها العدلية.

<لقاء مفصلي> وكانت قناة <المنار> الناطقة بلسان <حزب الله> قد حرصت على وصف الاجتماع بين الرئيس ميقاتي والخليلين، بأنه كان <مفصلياً>، وانه كان ايجابياً، حسم الصيغة النهائية للاسماء المرشحة لتولي حقيبة الداخلية. وإذ نقلت عن مصادر المشاركين في الاجتماع ارتياحها، أكدت انه لم يعد هناك مبرر للتلكؤ في تشكيل الحكومة، متوقعة موافقة رئيس الجمهورية على هذه الصيغة، لأنها المخرج المناسب لموضوع الداخلية.

وتزامن إشاعة هذه الاجواء مع موقف لافت لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد اعتبر فيه أن <ما يطالب به العماد عون هو حقه الدستوري الذي لا نقاش فيه>، لافتاً إلى أن <هناك من يعرقل على الأكثرية الجديدة جهودها للتأليف، لكن الأكثرية تقوم بواجبها ومن حقها أن تمارس خياراتها بما يحفظ نهجها>.

واعتبر هذا الكلام الذي أطلق من منزل الرئيس السابق اميل لحود بمثابة رسالة <ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار> من قبل عون الذي سارع إلى إعطاء موافقة مبدئية على سلّة الأسماء التي اقترحها الخليلان على الرئيس المكلف والتي تتضمن أسماء مدنيين حقوقيين وكذلك عسكريين، بالرغم من الحذر الذي ابداه في تصريحه بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح.

وقالت مصادر في الأكثرية الجديدة لـ <اللواء> إن عون سيتساهل بالطرح الذي تقدم به الخليلان حتى لا يقال أن العقدة في وزارة الداخلية، بحسب ما كان توقع بأنه عندما تحل قصة الداخلية ستكون هناك عقد جديدة في الطاقة أو الاتصالات أو غيرها، مشيرة بأن عون لم يكن على علم بالاتفاق الذي تم مع الرئيس ميقاتي، معتبرة ما تم التوصل اليه بأنه <جهد داخلي لتذليل العقبات ليس له غطاء خارجي>.

وكشفت بأن الاتفاق كان على سلة أسماء مقبولة من رئيس الجمهورية وعون، وأنه من الممكن أن يكون من بين الاسماء اسم أو أكثر كان قد طرح سابقاً.

تحفظ مبرر غير أن مصادر مطلعة على أجواء اتصالات التأليف، استبعدت أن يكون هذا الجو التفاؤلي دقيقاً، وأبدت تحفظاً على ما وصف بالاتفاق بين الرئيس ميقاتي والخليلين على سلة الأسماء، على أساس أن من يسميه <حزب الله> سيكون حتماً مقبولاً من العماد عون وربما هو الذي سماه، وهو أمر ينبغي أن يكون موضع تدقيق.

وأوضحت أن الجو التفاؤلي حرص <حزب الله> على إشاعته في محاولة منه لتخفيف الضغط على عون بعد <الصرخة> التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بقصد رد الكرة إلى ملعب الرئيس المكلف، في إطار تصويره بأنه هو المعرقل للتأليف، بحسب وجهة نظر عون.

وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك تجاذباً غير مفهوم سوري – إيراني يؤثر سلباً على الجهود المبذولة للتأليف، بصرف النظر عما هو معلن.

وكشفت رواية الفريق المتحفظ ان الخليلين اللذين زارا دمشق قبل يومين عادا برغبة سورية تقضي بالاسراع في تشكيل الحكومة، الا ان قيادة <حزب الله> ابلغت من يعنيه الامر انها ليست في وارد الضغط على عون، طالبة من الفريق المقرب من سوريا ممارسة هذا الضغط عليه.

لا حل لازمة المحروقات في غضون ذلك، لم ينتج السجال السياسي النيابي في اجتماع لجنة الاشغال النيابية امس في ايجاد حل لازمة المحروقات، وبحسب ما يطالب به السائقون من تخفيضات على سعر صفيحة البنزين.

ففي حين اقترحت وزيرة المال ريّا الحسن مبلغ خمسة دولارات يومياً للسائقين العموميين المسجلين رسمياً، والذي لا يكلف الخزينة أكثر من 40 مليار ليرة كل ثلاثة اشهر، اقترحت وزارة الطاقة الغاء رسم الاستهلاك الذي يكلف الخزينة 400 مليار ليرة سنوياً، وانتهى الاجتماع من دون اتفاق نظرا لارتباط الوزيرة الحسن بموعد خارج البرلمان.

واقترح السائقون في المقابل لاعطاءهم 25 صفيحة بنزين كل شهر، وهو رقم اعترض عليه النواب الذين طرحوا خفض هذه الحصة الى 15 صفيحة، غير ان هذا الطلب لم يلق ردا من وزيرة المال، علما انه يوازي ما مقداره 500 الف ليرة شهرياً.

وتوقعت المصادر النيابية استمرار السجال، خصوصا في حال عدم اصدار الوزير جبران باسيل اليوم جدولا بأسعار البنزين.

السابق
بري: الخوف ليس على المسيحيين بل على لبنان لأننا إما ننهض معاً أو نسقط معاً
التالي
مخرج من الدوامة