أوساط ميقاتي لـ “السياسة”: يدرس مجموعة خيارات ولن يقبل استمرار الابتزاز

ما يُسمى الأكثرية الجديدة فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة وحبذا لو يستفيق المتحاصصون
بيروت – "السياسة" والوكالات:
وجه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط, أمس, انتقادات حادة إلى قوى "8 آذار", مشدداً على أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة و"لم يعد منطقياً تغطيتها", في تهديد واضح بخروجه من الاصطفاف إلى جانب هذه القوى, ما يعني عملياً عودتها أقلية في مجلس النواب, بعدما تحولت أكثرية خلال الاستشارات النيابية الأخيرة بفضل تصويت نوابه لمرشحها المكلف تشكيل الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وأكد جنبلاط, في موقعه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه, أن "الاستمرار في تأييد بعض الشعارات العبثية التي سبق أن أعلنتها الأكثرية السابقة (14 آذار) لم يكن ممكناً, ولكن في الوقت ذاته, لم يعد منطقياً استمرار الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"جبهة النضال الوطني", في تغطية هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمى الأكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة الجديدة".
وأشار إلى أنَّه "سبق أن أجمعت الأكثرية الجديدة على تسمية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة, ولبى الرئيس المكلف معظم المطالب السياسية لمختلف الأطراف قدر المتاح", متسائلاً "لماذا هذا الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات, على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان".

وأكد أنَّ "الحزب التقدمي الاشتراكي و"جبهة النضال الوطني", ومن موقع الالتزام بقضايا الناس والعمال والفلاحين والكادحين, يرفضان الانجرار إلى لعبة الحصص الوزارية, التي لا تزال تعطل التأليف منذ ما يزيد عن مئة يوم, ويريان أنَّ مصلحة البلاد لا تتحقق من خلال تولي هذا الطرف لتلك الحقيبة أو بالعكس, بل من خلال تخطي المصالح الفئوية الضيقة والذهاب نحو واقع جديد, اتضح أنَّ ما يسمى الأكثرية الجديدة أعجز من أن تستولده في ظل انقساماتها الراهنة وتجاذباتها المستمرة التي لا تنتهي".
ورأى جنبلاط أنَّ "الاعتبار الأساسي الذي بنى "التقدمي الإشتراكي" على أساسه موقفه السياسي هو حماية الاستقرار والسلم الأهلي, وإذا كان البعض من القوى السياسية لا يبحث سوى عن مصلحته المباشرة, فإننا لا نستطيع الاستمرار في تغطية هذا الموقف بعد الآن, فالسقوط في هذه الدوامة هو إسقاط للبلد برمته, فحبذا لو يستفيق المتحاصصون".

وفي الوقت الذي ما زالت قوى "8 آذار" تمارس سياسة المراوحة والمماطلة في عملية تشكيل الحكومة بفرض الشروط التعجيزية على ميقاتي, كشفت مصادر موثوقة قريبة من الأخير أنه أبلغ من يعنيهم الأمر في الأكثرية الجديدة أنه لن يقبل استمرار سياسة الابتزاز التي يمارسها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون, والمدعومة من بعض القوى الأساسية في الغالبية النيابية.

وقالت المصادر إن الرئيس المكلف لن يسمح للآخرين بأن يحددوا له الخطوات التي سيقوم بها أو شكل الحكومة التي يريد تأليفها, وهو وإن كان أعطى مزيداً من الوقت لمشاورات التأليف, فلأنه حريص على أن تحظى الحكومة العتيدة بموافقة أوسع شريحة من اللبنانيين, لكنه في ظل استمرار هذا المأزق وما يتعرض إليه من ضغوطات, فإنه بدأ يدرس جدياً مجموعة من الخيارات للسير بأحدها بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان, انطلاقاً مما ينص عليه الدستور في عملية التأليف, وبعدها فليتحمل كل طرف مسؤولياته في إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه, ولا بد بالتالي من اتخاذ القرار الذي هو لمصلحة البلد والناس أولاً وأخيراً.

وكشفت المصادر أن الرئيس المكلف بحث مع الوسطاء الذين يقومون بتقريب وجهات النظر من الملف الحكومي أفكاراً جديدة بما يتعلق بحقيبة "الداخلية" يأمل أن تلقى قبولاً من الفريق الآخر بما يعبد الطريق أمام إعلان الحكومة في وقت قريب, حيث أنه لم يعد جائزاً التسليم بهذا الواقع طويلاً, نافية ما يُحكى عن تأثيرات خارجية تعرقل عملية التأليف.

وقالت إن العقبات التي يضعها البعض أمام التشكيل هي وحدها التي تؤخر الإعلان عن الولادة, في وقت تبدو الدول العربية جميعها مشغولة بأوضاعها الداخلية, وليس لديها الوقت لمساعدة اللبنانيين على معالجة أمورهم, وهذا ما يوجب على جميع الأطراف التبصر في حقيقة المخاطر التي تواجه البلد والعمل على مواجهتها بتمتين الوحدة الداخلية والإسراع في تأليف حكومة قادرة وقوية.

في سياق متصل, أوضحت مصادر سياسية مواكبة ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان سلسلة اقتراحات هي قيد التداول راهناً لمعالجة العقد التي تعترض التشكيل ومنها اقتراح بتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين مدتها محددة ومهمتها معالجة شؤون الناس ومصالحهم, على ان تترك الشأن السياسي لطاولة الحوار ومجلس النواب في انتظار ان تتبلور صورة التطورات في المنطقة وتحسم الخلافات في الداخل حول مواضيع سياسية.

السابق
الاخبار: جنبلاط: الأكثرية الجديدة فشلت فشلاً ذريعاً
التالي
السياسة عن مصدر: نصرالله يتوقع صيفاً ساخناً جداً وحزبه فشل في معرفة إضافات بلمار