بن لادن يدفع أوباما لفترة رئاسية ثانية

هل تصبح الرصاصات التي قتلت اسامة بن لادن سببا لإعادة انتخاب الرئيس اوباما؟
ساكن البيت الابيض السابق جورج دبليو بوش كان قد اقسم لمواطنيه باحضار اسامة «حيا أو ميتا»، لكن باراك اوباما هو الذي فعل هذا بالنهاية، ليحصل بذلك ربما على مفتاح ولاية رئاسية ثانية.

ساعات حاسمة

خلال العشاء السنوي الذي اقامه لمراسلي البيت الابيض مساء السبت الماضي، كان الرئيس اوباما يعلم ان ساعات صباح اليوم التالي «الاحد» سوف تكون حاسمة لأنها ستحمل معها اخبار ما اذا كانت جهوده قد حققت النجاح أو انتهت بالفشل في مهمة بالغة الاهمية والخطورة، لذا حافظ على هدوئه وخلا وجهه من أي تعبير قد يكشف عن افكاره بل وحتى عندما تحدث الممثل الكوميدي سيث ميرز، وانتقد اوباما لفشله في القبض على بن لادن، لم يقل الرئيس شيئا واكتفى برسم ابتسامة عريضة على وجهه.
كان اوباما هو الوحيد الذي يعلم انه هو الذي سيضحك بالنهاية على ما يبدو، وان احدا لن يطلب منه بعد تلك الليلة الكشف عن شهادة ميلاده.
ومن الواضح ان الرئيس سوّى ايضا حسابه مع دونالد ترمب بعد ان قطع برنامج هذا الاخير «ذي ابرينتيس» ليعلن موت بن لادن.
هذا الاعلان دفع كل الامريكيين لوضع خلافاتهم جانبا لينطلقوا في مسيرات جماهيرية كبرى في العديد من المدن الامريكية تعبيرا عن فرحهم بموت زعيم القاعدة.

هدية للأمريكيين

الحقيقة ان مقتل بن لادن يشكل هدية كبرى للشعب الامريكي الذي عاش اوقاتا سيئة منذ 2001/9/11، ويشكل ايضا دعما معنويا لا يقدر بثمن للجنود الامريكيين العالقين في افغانستان وهذا عدا عن ان موت بن لادن عزز بقوة مكانة الرئيس الذي يستعد لخوض انتخابات الرئاسة من جديد بعد سنة ونصف السنة من الآن.
لكن على الرغم من كل هذا علينا ان نتذكر ان هذه الفترة الزمنية تعتبر طويلة نسبيا في عالم السياسة، فالاقتصاد الامريكي لايزال يتعثر، ومن غير الواضح من هو المرشح الجمهوري الذي سيخوض المعركة الانتخابية امام الرئيس الديموقراطي.
من ناحية اخرى، اعرب المراقبون في واشنطن عن دهشتهم لأن خبر التخطيط لقتل بن لادن لم يتسرب خلال الاستعدادات والاجتماعات التي عقدها اوباما مع فريق صغير من موظفي مجلس الامن القومي الكبار واستغرقت اشهرا طويلة.
صحيح ان عملية القتل نفذها فريق من رجال الوحدات الخاصة الامريكية الا ان امر التنفيذ صدر من الرئيس، القائد الاعلى للجيش الامريكي، الذي يتحمل مسؤولية النجاح أو الفشل، ولذا تتعين اعادة الفضل للرئيس في هذه العملية التي تكللت بالنجاح، والتي ربما تمهد الطريق امامه الآن للفوز بولاية ثانية في البيت الابيض.

تركيز على أفغانستان

من الملاحظ ان اوباما نظر الى الحرب في افغانستان بشكل جدي اكثر من سابقه جورج دبليو بوش الذي كان قد ركز النشاط العسكري الامريكي في العراق.
لقد كان اوباما هو من قرر سحب الجنود من العراق، وارسال 30.000 جندي آخر لأفغانستان من اجل الهجوم على معاقل طالبان، كما زاد اوباما ايضا عدد الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بلا طيار بمقدار عشرة اضعاف ما كانت عليه سابقا، واستهدف مواقع القاعدة وطالبان الموجودة في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان بقذائف من نوع «هيل فاير» (نار الجحيم).
وبينما ارتاح كثيرون لفكرة ان بن لادن كان يختبئ في احد الكهوف في الجبال، تبين لهم فجأة ان عدوهم هذا كان يعيش في فيلا فاخرة لا تبعد كثيرا عن اسلام اباد.
والآن بقي ان نعرف مدى تأثير موت بن لادن في دفع اوباما الى الامام وفي زيادة شعبيته التي كانت قد تراجعت اخيرا بسبب ارتفاع اسعار النفط والشعور بأن الولايات المتحدة لم تتخلص بعد من ازمتها الاقتصادية الواقع ان الناس في واشنطن لم يتحدثوا بعد حول مضامين قتل بن لادن وانعكاساته على سباق الرئاسة، لكنهم يتكلمون حول تعبهم وسأمهم من الحرب في افغانستان، لذا من المتوقع ان يشهد الكونغرس مناقشات حامية الآن تتناول انسحاب الجنود الامريكيين من هذا البلد.

ترجمة نبيل زلف- الوطن

السابق
منع بيع اسلحة صيد بالبقاع
التالي
الوزير و الـ pee pee