الديار: حركة بلا بركة على خط بعبدا ــ عين التينة ــ فردان ــ الرابية ــ كليمنصو

100 يوم على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة والامور ما زالت على حالها من المراوحة وسط الشروط والشروط المضادة حول العقد والحصص، فيما البلاد تعيش أزمة اقتصادية ومعيشية حادة تمثلت بالارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والمحروقات بشكل خاص، دون ان يحرّك هذا الامر اهتمامات المسؤولين الغارقين بحصصهم. وقد اظهرت نتائج المالية العامة لغاية شهر اذار الفائت زيادة قدرها 794 مليار ليرة في العجز الاجمالي عما كان عليه في الفترة نفسها من العام 2010، وسجل في الاشهر الثلاثة الاولى من السنة الجارية عجز اولي بنحو 218 مليار ليرة، في حين كانت الفترة المقارنة من العام المنصرم شهدت تسجيل فائض اولي قدره 582 مليار ليرة لبنانية.
وحذرت الهيئات الاقتصادية من الانهيار، لافتة الى ان جميع القطاعات تشهد تراجعا خصوصا قطاع السياحة وحركة المطار بنسبة 18% والشيكات المرتجعة 10% وتم اهدار فرصة الاستفادة من الازمات في الدول العربية.

اما على الصعيد الحكومي، فحركة بلا بركة، امس على خط بعبدا عين التينة، فردان، كليمنصو، الرابية وسط تزخيم في الاتصالات على خلفية توجه الرئيس ميقاتي لاعلان حكومة امر واقع من 30 وزيراً من التكنوقراط والسياسيين، على ان تضم وزير داخلية مدنياً ومحايداً، حيث تراعي هذه الحكومة التوازنات وتمثل كل القوى السياسية.

وتشير المعلومات الى ان تحركاً على الفور بدأ باتجاه ميقاتي لاقناعه بالعدول عن الفكرة من قبل الرؤساء والقوى السياسية، وان رئيس الجمهورية اوفد مستشاره ناظم الخوري الى فردان طالبا من ميقاتي التريث، وكذلك الرئيس بري الذي اوفد مستشاره علي حسن خليل.
واكد لميقاتي عن تقدم ما في الاتصالات، ملمحاً الى ان الظروف تغيرت، وهناك جو ايجابي عند العماد عون.
وتقول المعلومات ان الخلفيات التي دفعت ميقاتي الى اعلان حكومة امر واقع تعود الى كلام رئيس الجمهورية بأن الرئيس ميقاتي لم يعرض على بعبدا اي تشكيلة حكومية حتى الآن، مع العلم ان ميقاتي وضع الرئيس سليمان بكل التفاصيل وتصوره للحكومة والصيغة التي يريدها، وتضيف المعلومات ان ميقاتي ابدى انزعاجه لطريقة التعامل معه من قبل بعبدا ومحاولة وضع الطابة في ملعبه.

كما ان الرئيس ميقاتي ابدى انزعاجه ايضا من مواقف الرئيس بري التي وصلت الى حد التخوين باتجاه ميقاتي محملا إياه مسؤولية التأخير واطلاق امثلة وعبارات من صلاة الاستسقاء الى صلاة الميت وغيرها.
وتضيف المعلومات، كما ان انزعاج الرئيس ميقاتي من طريقة تصرف العماد عون ومواقفه اليومية ضد ميقاتي وبأنه لم يقدم اي تشكيلة بعد ولا يتحرك، في حين يدرك الجميع ان المشكلة ليست عند الرئيس ميقاتي، وان الخلاف على حقيبة الداخلية بين الرئيس سليمان وعون.
كما تقول المعلومات ان الرئيس ميقاتي منزعج ايضا من طريقة عمل حزب الله الذي يبدو انه تارك الموضوع، ولا يضغط على حلفائه ويمكن ان يلعب دورا افعل في موضوع التشكيلة ولم يمارسه حتى الآن.
هذه الاسباب، حسب المعلومات، دفعت الرئيس ميقاتي الى التوجه لاعلان حكومة الامر الواقع، وهذا ما دفع بالقوى السياسية الى التحرك باتجاه فردان، طالبين من ميقاتي التريث للتفتيش عن صيغة جديدة.
وتضيف المعلومات ان ميقاتي كان سيضع التشكيلة امام رئيس الجمهورية ويضع الحقائق امام الرأي العام اللبناني.

اما اوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان فتقول: ان تحرك ناظم الخوري باتجاه فردان مرده الى هم الرئيس الاساسي بتشكيل حكومة متماسكة، كما ان الرئيس سليمان يشكو من التسريبات التي تقول بأنه طلب من قائد الجيش ان يسمي احد الضباط لوزارة الداخلية، وهذا الموضوع غير صحيح مطلقا، فالرئيس سليمان يعرف مسؤولية قائد الجيش لانه مارس هذه المهمة.

الى ذلك، اشارت مصادر متابعة للتشكيل الى ان المحاولة الجديدة للاسراع في تشكيل الحكومة، استمرت في الساعات الماضية على غير صعيد، وزار الرئيس ميقاتي بعد الظهر عين التينة وبحث مع الرئيس بري في آخر ما آلت اليه عملية التشكيل، والجدير بالذكر ان هذا اللقاء يأتي في اعقاب زيارة بعيدة عن الاضواء قام بها ميقاتي مساء اول امس لرئيس الجمهورية.

وعندما سئل الرئيس بري عن اجواء اللقاء اكتفى بالقول: لن اتكلم في موضوع الحكومة. وفي المعلومات ايضا ان معاونه السياسي النائب علي حسن خليل زار مساء امس الرئيس ميقاتي في فردان في اطار متابعة الجهود الرامية للاسراع في تشكيل الحكومة، وفي حين لم يتسرب اي شيء عن نتيجة هذه المداولات والمشاورات، قالت مصادر مطلعة ان الرئيس ميقاتي اكد امام زواره انه عازم على الاسراع في تأليف الحكومة وأنه يسعى لذلك، لكنه فضّل عدم الدخول في التفاصيل رغبة منه في ابقاء المداولات في اجواء غير معلنة حفاظا على سلامة البحث.
والجدير بالذكر ان البحث ما زال يدور حول طريقة ايجاد الوزير التوافقي لحقيبة الداخلية على قاعدة تسميته من قبل رئيس الجمهورية وموافقة العماد عون عليه. وتضيف المصادر ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبعد ان التقى الرئيس سليمان مساء امس الاول بعيدا عن الاضواء، اجتمع بالرئيس بري امس، كما التقى النائب وليد جنبلاط، ثم عاد والتقى مساء امس الخليلين في محاولة لكسر الجمود.

واشارت مصادر الاكثرية الجديدة ان حكومة الامر الواقع كانت مجرد فكرة، ولم تبحث بشكل جدي وتأجلت الى اجل غير مسمى في ظل معارضة قوى الاكثرية الجديدة لهذا الطرح وهذا ما ابلغته الى ميقاتي في حين هدد العماد عون بحجب الثقة عن حكومة الامر الواقع واسقاطها في المجلس النيابي. وقالت هذه المصادر، ان العماد عون وبعيدا عن المواقف المتشنجة التي اتخذها، تنازل في المضمون اذ اعلن للمرة الاولى قبوله بأسماء توافقية للداخلية رغم تأكيده على الاحتفاظ بهذه الحقيبة، لكنه اشار الى استعداده للنقاش والتوافق في موضوع الاسماء.

واكدت اوساط رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عزم رئيس الحكومة المكلف على تشكيل حكومة جديدة ترضي جميع اللبنانيين، قائلة ان ميقاتي مصر على تشكيل الحكومة. وقالت ان الاتصالات الاخيرة التي اجراها ميقاتي مع الرئيس ميشال سليمان والمعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـحزب الله حسن نصرالله، حملت افكارا جديدة ايجابية، مشيرة الى ان الايام القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأن عملية تشكيل الحكومة. وردا على سؤال اكدت الاوساط ان ميقاتي ليس في وارد الاعتذار عن تشكيل الحكومة. كما رفضت مصادر الرئيس ميقاتي التعليق على كلام العماد ميشال عون بالقول: ان لكل شخص حق ابداء الموقف الذي يراه مناسبا وليس لدينا اي تعليق سلبي او ايجابي على كلامه.
واكدت مصادر 14 اذار ان ملف التأليف سيبقى في غرفة الانتظار، حتى انضاج مسار الامور على صعيد التطورات السورية، مشيرة الى ان الملف الحكومي سيبقى على حاله مع كل ما ينتج عن ذلك من تراجع اقتصادي واجتماعي طالما ان الضوء الاخضر السوري لم يأت بعد.

السابق
ترطيب الاجواء
التالي
الأنوار: موقف الاكثرية الجديدة يضع ميقاتي امام الخيار الصعب