هدم أبنية في الصرفند وإطلاق نار.. وفشل محاولتين لإزالة المخالفات في صور

يستمر الكرّ والفرّ بين المعتدين على الأملاك العامة والقوى الأمنية التي تحاول إزالة المخالفات من صور وقراها إلى الطريق الساحلية في الزهراني، إلى منطقة بئر حسن. وحاولت قوى الأمن الداخلي معززة بوحدات من الجيش اللبناني البدء بإزلة تلك التعديات مرتين في حي الزراعة في صور (حسين سعد) أمس، وذلك بمؤازرة سياسية من «حركة أمل» و«حزب الله»، لكن المحاولتين لم تنجحا. والسبب الميداني «المعلن» للوقائع التي استمرت من منتصف ظهر أمس، حتى ما بعد الخامسة عصرا، على وقع إشعال إطارات السيارات، وإقفال طريق البرج الشمالي من ناحية المساكن الشعبية، هو عدم القدرة على تأمين سائق لجرافتين مدنيتين.

وفي التفاصيل أنه بناء على مقررات اللقاء الأمني السياسي، الذي عقد قبل ثلاثة أيام في صور، بحضور ممثلين عن الأجهزة الأمنية والقضائية والحركة والحزب، القاضية بإزالة مخالفات البناء في غضون 48 ساعة، توجهت إلى منطقة الزراعة جرافة تابعة لـ «اتحاد بلديات صور»، إثر لقاء عقد في مكتب آمر سرية صور في قوى الأمن الداخلي العقيد جورج الياس أمس، بمشاركة مندوبين أمنيين من التنظيمين. ولدى وصول الجرافة إلى مدخل البرج الشمالي بالقرب من إحدى نقاط الجيش اللبناني، تم اعتراضها من قبل بعض أصحاب المنازل المستهدفة بالإزالة، وعددها خمسة، فما كان من سائقها إلا أن تركها وسط الطريق وغادر المنطقة، تخوفاً من الاصطدام مع المحتجين، وتعرض الجرافة للاحراق، كما حدث في عدلون أمس الأول. وبعد أكثر من ساعتين تزامنت مع تمترس عدد من أصحاب المنازل المخالفة تحت سقوفها المشيدة حديثاً إلى جانب أطفالهم، انسحب ممثلو القوى الأمنية والتنظيمين من المنطقة، بينما عادت الجرافة أدراجها إلى موقف «اتحاد بلديات صور» بعد استتباب الوضع وتفرق أبناء المنطقة المحتجين. وأصرت قيادة قوى الأمن الداخلي على تنفيذ المهمة. وعملت على تأمين جرافة مجنزرة تم نقلها إلى المنطقة بواسطة قاطرة، إلا ان تلك المحاولة باءت بالفشل، نتيجة عدم قبول أي سائق مدني قيادة الجرافة وإزالة المخالفات، فكانت النتيجة إعادة تحميل الجرافة ونقلها إلى حيث أحضرت، عندها تنفس أبناء المنطقة المستهدفون بإزالة منازلهم الصعداء، «وعادت الأمور إلى طبيعتها».

وفي الزهراني (محمد صالح)، واصلت القيادة الإقليمية لقوى الأمن الداخلي في الجنوب تنفيذ مهمة إزالة عدد من الأبنية المخالفة، مع تطور أمني لافت أمس، خلال تنفيذ هدم بناء مخالف في الصرفند، حيث سمع اطلاق نار بالقرب من تواجد عناصر قوى الأمن. وعلم أن دورية للدرك انتشرت في المكان، وقام عناصرها بعمليات تفتيش وتمشيط بحثاً عن مطلقي النار. إلا أنهم لم يعثروا على شيء. وعلمت «السفير» أن قوى الأمن تمكنت من هدم بناءين مخالفين في الصرفند، شيدا فوق الأملاك البحرية. وقد نفذت عملية الهدم في الصباح الباكر. وأنه بالرغم من سماع إطلاق نار في محيط إزالة المخالفات إلا أن قوى الأمن أكملت مهمتها.

وكانت مجموعة من اهالي بلدة عدلون قد أقدمت على قطع طريق الأوتستراد الرئيسي بين الجنوب والزهراني، احتجاجا على مواصلة عملية هدم المخالفات. وتمكنت القوى الأمنية من إعادة فتح الطريق. واكد قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي على «عدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة، وهدم كل المخالفات بالاتفاق مع السلطة السياسية، حيث بدأت عملية إزالة المخالفات في أكثر من منطقة». وقال: «باشرت القوى الأمنية، التزاما منها ببنود الاتفاق الذي تمخض عن الاجتماع التنسيقي، إلى توقيف وحجز معظم السيارات التي تنقل الباطون، ومواد البناء كافة، بعد دعوتها أصحاب مجابل الباطون وتجار مواد البناء إلى التوقف عن بيع تلك المواد لمدة أسبوعين في صور والزهراني لجميع الورش تحت طائلة وقفها عن العمل والملاحقة القانونية»، مشيراً إلى أن القوى الأمنية «في حالة استنفار لمواصلة إزالة التعديات وخاصة على الأملاك البحرية وأملاك وزارة الصناعة وسكة الحديد في منطقة صور».

وفي منطقة صور («السفير»)، تقوم قوى الأمن بتضييق الخناق على مخيم الشبريحا للاجئين الفلسطينيين، بعد قيام عدد من المواطنين فيه بالبناء على منازلهم القديمة في المشاعات التابعة لبلدية العباسية. وقد قامت تلك القوى بنشر حواجز ثابتة على مداخل البلدة الرئيسية على مدار الساعة، وفي الطرق الفرعية، لاسيما من البساتين المجاورة، حيث تتم مصادرة جميع مواد البناء، وتمنع جبالات الاسمنت من الدخول إليها. إضافة إلى تفتيش جميع وسائل النقل لاسيما الشاحنات الصغيرة والكبيرة، التي يشتبه في أنها قد تحمل مواد بناء. وأفاد أحد أفراد قوى الأمن أن الأوامر المعطاة لهم تقضي بمنع دخول حتى «خشبة واحدة» تستخدم في البناء. وقد نجحت تلك القوى في شل حركة البناء في المخيم، رغم احتجاج المتضررين من قرار المنع وقيامهم، بقطع طريق عام بلدة العباسية صور الأحد الفائت، بالإطارات المشتعلة. وأبدى فعاليات المخيم وسكان الشبريحا استياءهم الشديد، من طريقة الكيل بمكيالين التي تنتهجها قوى الأمن ومعها بلدية العباسية، متسائلين لماذا هذه القبضة الحديدية علينا فقط؟ ولماذا هذه الاستنسابية في التعامل معنا؟ فهناك قسم كبير من أهالي الشبريحا من أبناء «القرى السبع»، قد بنى عدة منازل ضمن مشاع المخيم أثناء فورة التعدي على الأملاك العامة، ولم يعترضه احد خصوصا بلدية العباسية وقوى الأمن. هل نحن الوحيدون الذين نبني في الجنوب؟ هناك مئات الأبنية شيدت في القرى والبلدات المجاورة، لنا ولا احد يتكلم؟ خصوصا قوى الأمن، التي تغض الطرف عنها، ليس فقط على المشاعات بل الأملاك العامة للدولة رغم إبلاغ المواطنين عنها»، ولماذا لم يقوموا بهذه الإجراءات الصارمة في القرى المجاورة لنا لغاية الآن. ويروي، المصدر أن «معظم الفلسطينيين الذي منعوا من البناء كانوا يعملون على استبدال أسقف منازلهم والتي هي عبارة عن ألواح «زينكو»، بالاسمنت. ويضيف أن المثير للريبة، أن قوى الأمن منذ البداية علمت بالأمر وجاءت الى مخيم، وأجرت مسحا لجميع المنازل التي شرعت بالبناء وقامت بتسجيل أسماء اصحابها، ولم توقف البناء، إلا بعدما وصل الى مراحل متقدمة، متسائلا «لماذا لم يمنعوا الناس قبلا»، نافيا أن «يكون احد سكان المخيم قد باشر البناء خارج أرض المخيم».

في المقابل، أكدت مصادر في ثانوية العباسية، على أن حركة البناء على العقار التابع لوزارة التربية، والمحاذي لسور الثانوية ما زالت جارية، ولم تتوقف للحظة واحدة، بالرغم من علم البلدية وقوى الأمن بالأمر وعدم تحريكهما ساكنا، وكذلك وزارة التربية الوطنية، ومناشدة وزير التربية حسن منينمة الجهات المعنية إيقاف البناء.

ومن الجنوب إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أزالت فرق من القوى الأمنية اللبنانية اليوم الاربعاء عددا من المخالفات في منطقة بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية، ما أثار غضب الأهالي، الذين تجمعوا ونددوا بالدولة والمسؤولين السياسيين (فرانس برس). فقد قامت جرافة تابعة للجيش اللبناني، بجرف عدد من المحلات التجارية والمساكن المبنية على أراض تابعة للدولة في بئر حسن – الجناح، فيما تجمع عدد من الأهالي مطلقين هتافات وشتائم طالت الدولة ومسؤولين سياسيين. وانتشرت قوة من قوى الأمن والجيش معززة بآليات عسكرية، وقوة من شرطة مكافحة الشغب، عمل عناصرها على إقناع سكان تلك الابنية المخالفة بالخروج منها للمباشرة بهدمها.

السابق
ما هي نظرة “حزب الله” إلى التطورات السورية.. وماذا عن طريق الامداد بالسلاح؟
التالي
بلدية صيدا: لإزالة مقاهي الكورنيش البحري طوعاً