عاجل جدّاً: سجن نموذجي في الجنوب

المؤسسات الرسميّة المعنيّة قررت إقامة سجن نموذجي في الجنوب، نظراً إلى الحاجة الماسّة إليه، المطلوب في المرحلة الحالية تحديد عقار يُبنى عليه السجن

يبدو أن «انتفاضة» السجناء الأخيرة في السجن المركزي في رومية قد رفعت عنوة من الأدراج الوعود الرسمية بتحسين أوضاع السجون في لبنان. فقد قرر المعنيون إحياء قرار مجلس الوزراء حامل الرقم 58، الصادر بتاريخ العشرين من شهر تشرين الأول 2010، الذي يقضي باستحداث سجن نموذجي في الجنوب وآخر في دير عمار في الشمال.

في منتصف الشهر الماضي، أرسل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كتاباً الى المديرية الإدارية المشتركة في وزارة الداخلية والبلديات موضوعه: تحديد عقار لبناء سجن نموذجي في منطقة الجنوب.
جاء في نص الطلب أنه «إلحاقاً بكتابنا الصادر بتاريخ الرابع والعشرين من آذار الفائت الذي عرضنا بموجبه عدم موافقة بلدية المروانية (قضاء صيدا ـــــ الزهراني) على تخصيص قوى الأمن الداخلي بعقار لبناء سجن نموذجي، ونظراً الى أهمية الموضوع والحاجة الماسة إليه، نقترح تسطير كتاب أو تعميم الى اتحادات البلديات ومحافظتي الجنوب والنبطية لتحديد عقار مناسب من حيث الموقع والمساحة لبناء سجن نموذجي عليه، على أن يكون ملكاً للدولة اللبنانية أو البلدية المعنية، مع الإشارة الى أن منطقة كفرفالوس وضواحيها تعدّ مناسبة لاستحداث السجن». الوزارة وافقت على الطلب وأدخلته حيز التنفيذ فوراً، وذلك بإحالته بعد أربعة أيام الى محافظتي النبطية والجنوب تحت تصنيف: عاجل جداً. طلبت الوزارة من القائمقامين في صور وجزين ومن محافظي النبطية وصيدا، تعميمه على اتحادات البلديات، التي ستبلغه بدورها الى أعضائها. ومن وراء التعميم، تأمل الوزارة منها التنسيق مع قيادة المنطقة في قوى الأمن لرفع مقترحات سريعة وجدية لمعالجة الأمر.

في الفترة الأخيرة، لم يكن قد كشف عن أي من الاقتراحات المطلوبة، لأن التعميم أصلاً لم يكن قد أبلغ الى جميع البلديات. لذا، فإن الهدف يحتاج الى دفعة الى الأمام من أطراف عدة لتعجيل بلوغه، ولا سيما بالنظر الى مواصفات السجون الحالية التي من الممكن أن تسبب حوادث شبيهة بما يحصل في سجن رومية، كان آخرها تشطيب سجين نفسه وعدداً من زملائه في سجن النبطية.

في هذا الإطار، تجدر الإشارة الى أن الفكرة ليست جديدة على الجنوب، فقد تقرر استحداث سجن نموذجي قبل أكثر من عشر سنوات، وقد عرضت حينها بلدية حارة صيدا استقبال السجن بتقديم عقار في تلة مار الياس، بجوار مجمع قوى الأمن الداخلي ومجمع المدارس الرسمية، إلا أن العرض لم يلق قبولاً ووضع في الأدراج.

في الجنوب أربعة سجون، سجن في النبطية كان يقع بداية في الطبقة السفلى من السرايا الحكومية في قلب السوق التجاري للمدينة. وبسبب ضيق المكان وانزعاج السجناء من أصوات السيارات وحركة المواطنين، تقرر إراحتهم، فنقلوا قبل حوالى ست سنوات الى مرأب مجمع قوى الأمن الداخلي في كفرجوز المجاورة! جرى تحويل المرأب الى زنزانتين كبيرتين، يتكدس فيهما حوالى تسعين سجيناً، معظمهم من الموقوفين من دون محاكمة، فيما تحشر في إحدى زواياه مكاتب لفريق إدارة السجن وحراسه حيث لا تصل أشعة الشمس إليهم.

أما في صور، فالسجن لا يزال في الطبقة السفلى في السرايا الحكومية في قلب السوق القديم السياحي في صور. في زنزاناته الست يحتجز حوالى ستين سجيناً من اللبنانيين والأجانب. كذلك، سجنا تبنين وجزين (المخصص للأجانب) فإنهما يقعان في مبنى السرايا الحكومية في كل منهما، علماً بأن الجنوب لا يحتوي على سجن خاص بالنساء. هذه السجون كانت قد حظيت بورش تأهيل من جمعيتي فرح العطاء وأنترسوس الإيطالية. لكن التحسينات التي أجريت «تمثّل حلولاً جزئية ومؤقتة لا تلغي الحل الشامل بإنشاء سجن نموذجي جديد».

السابق
برنامج الأمم المتحدة للتنمية: اللاإستقرار السياسي عطل مكافحة الفقر والأمية
التالي
النابلسي نوه بالمصالحة الفلسطينية