بحارة البحرين وربّان سفينتهم

في البحار الهائجة حين تثار العواصف بشدة وقوة تكون ردة فعل ربابنة السفن ونواخذتها صلبة وقوية، اذ يتطلب الموقف منهم التركيز الشديد وعدم الانجراف والتعجل، والا فستصدم السفينة بالصخور او تجرفها الامواج المتلاطمة الى المجهول، ويلقى قائدها والبحارة حتفهم، او تقذفها العواصف والرياح العاتية فتغرقها بمن فيها فيكونون لقمة سائغة للحيتان المفترسة.
فقائد السفينة وربانها خائف على مصير بحارته، فرياح الفتن وعواصف الحقد والامواج العالية القوية من الجهل والتعصب ستقضي على السفينة، ويحاول الربان انقاذ السفينة، فان طبعت طبع هو وبحارته، والبحارة جميعهم انظارهم شاخصة له تنتظر منه ان يوصل السفينة الى بر الامان.
والربان لديه الرؤية لخير بحارته وسلامة سفينته يؤيده بها، وناصح له يده اليمنى وحبيبه وقرة عينه ونائبه، لكن بعض مساعديه الطامعين بثروات السفينة يجبرونه على ان يسلك الدروب الصعبة وبحارته يعانون كثيرا بسبب رضوخه لنصائح ومشورة من حوله، فقد تعب البحارة كثيرا واهلكهم البؤس الذي يعانون منه، مطالبين بدستور يحميهم من جور الظالمين ويحفظ كرامتهم.
فأخذوا يناشدونه: يا قائدنا العزيز الغالي ويا رباننا الحبيب، لقد تعبنا تعبا شديدا، مناشدينه ان يأخذ الرأي السديد والقرار المصيب، ولا يأخذهم بجريرة قلة قليلة من البحارة لم تتحمل البؤس الشديد والظلم، فثارت غضبا، لكنه لم يتمكن من سماعهم، فما يقوم به اعوانه من جلبة وفوضى اضاعت السفينة ومن فيها.
لا نملك الا ان ندعو الله تعالى ان يبعد الغمامة من امام عيني الربان، وهو المعروف عنه حنكته وخبرته، ومؤكد انه تعلم من سفن اخرى ألقى بحارتها بربابنتها في عرض البحر او هرب ربانها ذليلا من السفينة، لانهم لم يتعاونوا مع بحارتهم، بل كانوا قساة معهم ويسومونهم العذاب الشديد والحرمان.
* * *
يا الهي، فرعون مصر وحاكمها وربان سفينتها يصبح بهذا الذل والهوان! دكتاتور تونس يطرد خائبا مدحورا! ومجنون ليبيا يحرق شعبه الذي لم يتمتع بثروات بلده، ويشعل حاكمها النيران فرحا لذهاب عقله! أليس هناك من هو قادر على الوصول الى هذا المجنون الذي يحرق الحرث والنسل والقبض عليه؟!
وها هو ناكر الجميل الشاويش صالح يزداد ذلة ومهانة يوما بعد يوم لثورة الشعب اليمني الأبي على الطاغية.
والقادم من الحكام الظلمة في الطريق الذين لم يتمكنوا من التعاون مع بحارة سفينتهم المهرة الطيبين الشجعان، ويتعاملوا معهم بطيبة ومحبة ويتركوا لهم مساحة كبيرة من الحرية والتعبير والمشاركة السياسية وان كانت محدودة، كما يفعل حكام الكويت، حفظهم الله ورعاهم.
وها هي سفينة الكويت تمخر عباب البحر بسلام وأمان – يحفظها الله ويحميها – بحكامها الطيبين ودستورها الذي يحفظ حقوق بحارتها، فيعيشون في وئام وأمان بربانها المنصف العادل، حفظه الله ورعاه.
اللهم احفظ خليجنا من شر الفتن وسخّر لنا حكامنا لراحة شعوبهم وأمانهم وألا يطغوا عليهم، اللهم أمين.

السابق
السلفية والشيعية والإسلام
التالي
L.B.C: قطع طريق الأوزاعي بإطارات مشتعلة على خلفية إزالة المخالفات من قِبل القوى الأمنية