بهية الحريري: المرحلة دقيقة ونتابع ما يجري حولنا من حراك شعبي

إستقبلت النائب بهية الحريري في دارة مجدليون فاعليات وهيئات جنوبية من مختلف مناطق واقضية الجنوب في اطار اللقاء الجنوبي الدوري الذي تنظمه كل فترة، وخصص للتداول في شؤون هذه المناطق وشجونها.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني ، فالوقوف دقيقة صمت تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأرواح شهداء الوطن، ثم تحدثت الحريري فرأت "ان المرحلة التي نمر فيها لا شك مرحلة من أدق المراحل"، مشددة على "بقاء التنوع الذي أعطى لبنان هذه القيمة، يجب أن نحافظ عليه وعلى علاقتنا ببعضنا، وسلامة الناس تأتي في المقدمة وهي الأساس".
واشارت الى "اننا جميعا نتابع ما يجري من حولنا، هناك حراك شعبي كبير، ونحن نترك لكل بلد ان يعالج مشاكله ضمن خصوصيته، لكن يجب ان نفكر دائما بسلامتنا وبسلامة بلدنا وبسلامة الناس، ونحاول قدر الامكان أن نخفف عنهم في هذه الظروف الصعبة، لا يدعين أحد استشراف المستقبل، فلا أحد يستطيع أن يرى الى أين سنصل، لكن في إمكاننا أن نتفاهم مع بعضنا بعضا على الاستقرار، فالاستقرار هو العنوان الأساسي".
وقالت: "هذه المنطقة هي منطقة فريدة من نوعها في لبنان لأن عنوانها الأساسي هو الصمود والتعلق بالأرض رغم كل الظروف، وعنوانها الأساسي هو مقاومة اسرائيل ودعمها الدائم لقضية فلسطين، نحن بالنسبة لنا نعتبر أن قضية العرب المركزية هي قضية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ومنذ العام 1948 لغاية اليوم، هذا الشعب الصامد في منطقة الجنوب كان عنوانا اساسيا في دعمه للقضية الفلسطينية, سنبقى دائما على خط دعم هذه القضية المقدسة مهما طالت والظلم لن يدوم، فالحق في النهاية ينتصر طالما سلامة الناس هي الأساس".
واكدت "إننا موجودون هنا لنشد على أيدي بعضنا بعضا، ولنؤكد دائما حسن التواصل، ولنتعال فوق اشخاصنا الى مساحة هذا الوطن الذي جميعنا متعلقون به وحريصون على استقراره, أما القضايا الأخرى، فمهما طالت تنتهي، المهم أن نبقى مع بعضنا بعضا متمسكون بثوابتنا، متواصلون مع بعضنا، حرصاء على استقرارنا، ومدركون من هو عدونا ومن صديقنا، وفي لبنان لا توجد عداوات، هناك تنوع وتعدد في الآراء، لكن هذا لا يعني أن هذا الموضوع يؤدي الى عداوة".
وشددت على "ان هذه المرحلة لا بد تنتهي، وان شاء الله، نحن واياكم نبني هذا البلد ونفتخر به، ونعيش فيه كلنا سويا، نحن نريد رغم كل الظروف أن نلغي الحواجز بين بعضنا بعضا ونلتقي دائما على خير ومستقبل أهلنا وأولادكم وأولاد أولادكم، ودائما نتكل على رب العالمين".
دلي
ثم كانت مداخلات لعدد من الفاعليات ورؤساء البلديات الحاضرين تناولت قضايا حياتية وانمائية وخدماتية وتربوية تعاني منها معظم مناطق الجنوب. وفي هذا السياق عرض المفتي الشيخ حسن دلي مطولا لبعض هذه القضايا ولا سيما يخص منها منطقة العرقوب فقال: "ان لنا على هذا الوطن كثيرا من العتب، بل كثير من المطالب، أن هذه المنطقة على مر العقود السابقة لم يكن هناك اي اهتمام يذكر فيها الا على مستوى مؤسسات خاصة، فالدولة غائبة أو مغيبة، فلماذا هذا التغييب؟ لا ندري لماذا هذه المنطقة لم يأت اليها الا هذا النذر اليسير من المشاريع ومن بعض الحقوق التي هي لهذا المواطن، ألم يستحق هذا المواطن أن تكون لديه مؤسسات يستطيع أن يبقى في أرضه من خلالها، ألا يستحق هذا المواطن أن يكون له حق في وظيفة في الدولة"؟
وأثار المفتي دلي قضية مستشفى شبعا المنجزة منذ عامين والمقدمة من الامارات العربية المتحدة ومجهزة كاملة التجهيز، متسائلا "متى ستفتح هذه المستشفى؟ وهل سبب التأخير سياسي أم تقني أم مالي"؟ كما عرض واقع المنطقة وما تعانيه من اهمال على الصعيد البلدي وعلى صعيد الطرقات والأشغال العامة. وقال: "لا ندري هل هذه عقوبة أو لا يوجد مال لهذه المنطقة لتزفيت طرقاتها، لا بد أن نخرج من هذا الظلم اللاحق بهذه المنطقة".
حوار
وردت النائب الحريري فاشارت الى أن مشكلة مستشفى شبعا هي كمشكلة المستشفى التركي في صيدا تحتاج الى مجلس وزراء، وقالت "لكننا سنقوم بواجباتنا حتى يكون الملف جاهزا للبدء بالعمل عند تشكيل الحكومة العتيدة، فالنهوض يحتاج الى ايدي الجميع".
واكدت "ان اول انسان عبر الطوائف والمناطق والمذاهب هو رفيق الحريري". وقالت: "في التعليم ومن خلال وجوده في الدولة قدم ما استطاع، لكن من خلال مؤسسته أعطى الناس شهادات يفتخرون بها ويشتغلون فيها اينما ذهبوا، ونحن نفتخر بهذه الرسالة التي خطها رفيق الحريري، ونحن سنكمل بها على كل الصعد وبكل الاختصاصات، وفي وقت قريب سنطلق عملية تنموية كبرى اكيد سيكون الجنوب مجالها الأساسي لأننا ابناء الجنوب وله حق علينا وبعدها ننطلق الى كل لبنان كما عودنا رفيق الحريري لا شيء يقف في طريقنا طالما ارادة الناس واضحة وصامدة سنكمل واياها، نحن متمسكون بالدولة وانتم اكثر ناس متمسكون بالدولة لأنكم جربتم كثير من القضايا التي مرت خارج الدولة ولم تؤد الى مكان، نحن متمسكون بنظامنا التعددي، ومتمسكون بحقوقنا التي مهما طالت ستصل الى اصحابها، الظروف صعبة لكن بالنهاية تنتهي".
وفي موضوع مخالفات البناء وردا على مداخلة من أحد الحاضرين قالت الحريري "لقاؤنا ليس له علاقة بالسجال الدائر حول موضوع المخالفات واسبابها، ونحن نترك الموضوع للقوى الأمنية والعسكرية ان تقوم هي بواجباتها، كلنا تحت القانون، ولا احد فوقه، هذا الذي نتمناه وهذا الذي سنبقى نطالب به، ليس لدينا خيار الا الدولة ان تمسك بزمام الأمور وكل انسان يأخذ حقه، نحن مصرون على التواصل وعلى هذه التعددية ومصرون على الدولة، ومصرون على الاستقرار".
وإعتبرت "ان كل الطروحات التي طرحتموها هي طروحات في صلب المسؤولية والتي هي موضوع التشارك وموضوع انماء المناطق وتفعيل المجالس المحلية وموضوع البطالة والعمل، كله مرهون بالاستقرار، نحن اولا نؤكد على اهمية الاستقرار، ونحن طرحنا مئوية لبنان الكبير 2020 ليس كإحتفالية وانما كي نضع ايدينا على الجرح في كل المناطق اللبنانية انطلاقا من الجنوب الى كل لبنان، بقطاعاته وبمؤسساته وبأولوياته، وهذه لا تتم من دون التشاور الدائم مع اهل الأرض التي نعيش عليها، ان هذا اللقاء هو لقاء لتحديد كيفية وضع اولوياتنا، وبعدها نعمل على تنفيذها، ولن ننتظر أزمة تنتهي أو أزمة تبدأ، سنضع برنامجا لنتشاور في وضع أولوياتنا ونعمل على تنفيذها".

السابق
الشامي: لعدم الموافقة على مشروع بيان مجلس الامن عن الاحداث في سوريا
التالي
يزبك: الإسراع في تشكيل الحكومة بات أولوية للخروج من المأزق