“نيويورك تايمز”: جدل في واشنطن حول مسودة لخطة “سلام” أميركية

أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، إلى جدل قائم بين مسؤولي البيت الأبيض حول ما إذا كان الوقت قد حان كي يلقي الرئيس باراك اوباما خطابا حول خطة مقترحة للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الخطة قد تتضمن 4 نقاط أساسية، فيما تجمع حوالى 300 اسرائيلي بينهم حاصلون على «جائزة اسرائيل» داعين إلى إنشاء دولة فلسطينية بحدود العام 1967.

وذكرت «نيويورك تايمز» أن «مسؤولي البيت الأبيض يتجادلون حول ما إذا حان الوقت كي يلقي اوباما خطابا مهما حول الثورات في العالم العربي، وما إذا كان عليه أن يستغل المناسبة لاقتراح خطة جديدة للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين». ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله إن «التوجه نحو ذلك مدعوم من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأوباما نفسه، فيما يعارضه المستشار الرئاسي في شؤون الشرق الأوسط دنيس روس».

وفيما أشارت إلى تنافس ضمني بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول من يسبق الآخر الى إعلان خطة سلام، نقلت الصحيفة عن المفاوض الاسرائيلي السابق دانييل ليفي قوله «يبدو أن الظن يتجه نحو اعتبار أن من يقوم بذلك أولا، يكون توازن القوى لصالحه». كما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في البيت الأبيض حيث يتم العمل على مسودة لاقتراح محتمل، قولهم إن المقترح قد يتضمن 4 نقاط أساسية: «دعوة اسرائيل إلى القبول بدولة فلسطينية بحدود العام 1967. من جهتهم، سيكون على الفلسطينيين أن يقبلوا بأنهم لن يحصلوا على حق العودة إلى الأراضي الواقعة في اسرائيل… ستكون القدس عاصمة للدولتين، وسيكون من الضروري حماية أمن اسرائيل».

وقال مسؤولان اميركيان للصحيفة إنهم يعتقدون أنه إذا كان نتنياهو ينوي تقديم مقترح جريء لاتفاقية سلام مع الفلسطينيين، فسيقوم بذلك أمام الاسرائيليين في الكنيست».
اما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي التقى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، فقال إن فرنسا أعلنت بالفعل في الماضي تأييدها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وساندت الخطوات التي اتخذت من أجل تلك القضية. واضاف للصحافيين عقب اجتماعه مع ساركوزي ان هناك خطوات ستساعد الفلسطينيين في أن تكون لهم رؤية واضحة قبل التوجه للامم المتحدة. وأعلن أن مبادرات حول عملية السلام مع اسرائيل ستناقش في مؤتمر في حزيران المقبل.

ودعا الرئيس الفلسطيني اوباما الى «تقديم» مقترحات للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل قبل ايلول المقبل وذلك في حديث لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية. وقال ردا على سؤال عما اذا كان يرغب في ان يقدم اوباما مقترحات وخطة سلام قبل ايلول المقبل «نعم، ويجب عليه ان يفعل ذلك». واضاف في الحديث الذي ينشر اليوم ان «الولايات المتحدة بصفتها قوة عظمى من واجبها تقديم مقترحات. فهم (الاميركيون) الذين يستطيعون اقناع اسرائيل. وطالما تركت الولايات المتحدة لهذا الطرف او ذاك ان يفعل ما يحلو له فلن يكون هناك حل».

في هذه الأثناء، نظم نشطاء في أحزاب اليسار الإسرائيلي تظاهرة في شارع «أشديروت روتشلد» في مدينة تل أبيب، وهو نفس الشارع الذي أعلن فيه قيام دولة إسرائيل، لتأييد إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. وضمت التظاهرة عشرات المثقفين والعلماء الإسرائيليين والحاصلين على «جائزة إسرائيل» في عدة مجالات.

وجاء في نص وثيقة إعلان الاستقلال الرمزية، التي أعلنها المشاركون في التظاهرة من منطقة لاشوتيد في وسط تل أبيب «لقد اجتمعنا هنا من اجل الإعلان عن إقامة دولة فلسطين العتيدة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967 إلى جانب إسرائيل». ودعا إعلان إقامة الدولة الفلسطينية» كل من يحب السلام والحرية وجميع الأمم الى الترحيب بالإعلان عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة والعمل على تشجيع مواطني كلتا الدولتين (اسرائيل وفلسطين) على التعايش بسلام على أساس حدود العام 1967 مع تسويات متفق عليها بينهما». وأكد الإعلان أن «استقلال الشعبين يقوي كليهما ويشكل ضرورة أخلاقية ووجودية على حد سواء وقاعدة لتحقيق حسن الجوار بين الدولتين».

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المهرجان شهد أيضا مواجهات عنيفة بين نشطاء أحزاب اليسار والعشرات من مؤيدي أحزاب اليمين المتطرف الذين تجمعوا في المكان وحاولوا اقتحام هذا التجمع وهم يرددون كلمات تصف فيها نشطاء اليسار بالخائنين وبالطابور الخامس.

من جهته، حثّ الرئيس التركي عبد الله غول اسرائيل على التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين كتجاوب استراتيجي مع موجة الثورات في العالم العربي، والتوجهات الديموغرافية على المدى البعيد، التي لا تصب في صالح الدولة العبرية. وكتب غول في افتتاحية نشرتها «نيويورك تايمز» أيضا، «لا تستطيع اسرائيل تكبّد أن يتم النظر إليها كجزيرة فصل عنصري محاطة ببحر غضب وعدائية عربي»، مضيفا ان ثورات العربي تؤكد تعطشهم إلى «استعادة كرامتهم وعنفوانهم القوميين المكبوتين منذ زمن طويل».

وتابع غول افتتاحيته كاتبا أن «بزوغ جوار ديموقراطي حول اسرائيل هو الضمانة النهائية لأمنها»، وأضاف «في الأعوام الـ 50 المقبلة، سيشكل العرب الغالبية الساحقة لسكان المنطقة بين البحرين المتوسط والميت… جيل العرب الجديد أكثر وعيا بالديموقراطية، الحرية والكرامة الوطنية»، داعيا أميركا إلى الالتزام بمسؤوليتها «المتأخرة كثيرا، في الانحياز إلى القانون الدولي والعدالة في ما يتعلق بعملية السلام»، ومعتبرا ان دولة «فلسطين حرّة وقابلة للحياة» ستقوّي أمن اسرائيل.

السابق
العروبة: هوية أوطان وأمة
التالي
“مع كل نيسان يزهر ربيع الشهادة” لـ الشبكة المدرسية ومدرسة البهاء