البيئة ضيف مباراة العلوم الأبرز

(خاص الموقع)

استضافت كلية العلوم في الجامعة اللّبنانية، الحدث من 14 الى 16 الشهر الحالي، مباراة العلوم الثامنة التي أعدّتها الهيئة الوطنية للبحوث والعلوم. توزّع الطلاب على 60 مدرسة خاصة ورسمية من محافظتي بيروت وجبل لبنان، وقدموا مشاريعهم العلمية التي تمحورت بمعظمها حول القضايا البيئية وتغيير المناخ، بجو مليئ بالحماس.
بدى واضحاً في المباراة الثامنة للعلوم التي تعقد في الحدث، مدى وعي التلاميذ الذين شاركوا فيها لخطورة التلوث والقضايا البيئية، فضلا عن أهمية الطاقة البديلة، الأمور التي لا تعني عادةً الكثيرين. فعلى مدى أشهر قبل المبارة، قام الطلاب بالعمل في مختبرات مدارسهم لإنجاز مشاريع علمية، تمحورت بمعظمها حول إمكانية الحدّ من تلوّث البيئة، وإمكانية إستخدام مصادر بديلة عن الطاقة النفطية.
توزع الطلاب على مجموعات توزعت في أرجاء الباحة الخارجية لكلية العلوم، بحضور قوي للتلاميذ من الأعمار الفتية، الذين قدموا لتشجيع زملائهم الذين قدّموا صورة جميلة تدعوا الى التفاؤل حول جيل المستقبل .
"تعهدّت الحكومة اللبنانية بتأمين 12 % من المصادر المتجددة، في قمة كوبنهاقن لتغيير المناخ، فاقترحنا مشروعا يستطيع توليد الطاقة من زراعة الطحالب المائية واستخدام زيتها كوقود للمصانع، وبذلك نكون قد أمّنّا ال28% من 12%". هكذا تشرح نانسي عيتاني من ثانوية زاهية قدورة للبنات فكرة مشروعها، الذي استغرقت بالعلم فيه مع مجموعتها ثلاثة أشهر، والذي يوفّر على الدولة اللبنانية ملايين الدولارات، عبر زراعة بحيرة القرعون. امّا الطالب تيسير حسن، من ثانوية جبران انداوس تويني، فصنع سيارة تعتمد على الطاقة الشمسية للعمل بدل الوقود"صنعوا نموذجا من هذه السيارة في اليابان، وما زالت قيد التجربة". بعض الأفكار كانت جديدة، وبعضها الآخر كانت مكرّرة كفكرة المدينة الخضراء التي قامت أكثر من مجموعة بتحضيرها. وأجمع معظم الطلاب أنهم قاموا بالمشاريع لوحدهم، عبر البحث وجلب المعلومات من الإنترنت وإجراء الإختبرات، دون مساعد أساتذتهم، الأمر الذي تتحقق منه اللجنة العلمية."تتوزّع علامة التقييم على عدّة أمور، طريقة شرح المشروع، المبادرة الفردية، الإبتكار،الهدف، والمضمون"، كما يقول الدكتور كمال سليم، أحد المقيّمين في اللجنة العلمية. يضيف"تتفاوت المشاريع بتفاوت أعمار التلاميذ وقدراتهم، لكنها بالإجمال جيدة ومميزة". وما تميّزت به مباراة العلوم عن بقية السنوات هو حضور الفئات الثلاثة الجديدة "السنة العالمية للكيمياء"، "فئة الفلك"، و"فئة الروبورت"، والذي استضاف مشاريعا كالخادمة الآلية التي توقظ الأطفال عند الصباح، والذي قام به الطالب علي فحص من مدرسة سيدة الجمهور.
أبدى الطلاب الذين يشتركون في المباراة للمرة الأولى إعجاهم بمشاريع زملائهم من المدارس الأخرى، فالتلميذ علي أبي خضر الذي قام وزملاءه بإعداد مجهر لرؤية القمر، يرى أن المباراة "اسم على مسمى"(حرّر خيالك)، لأنها تحرّر خياله، وتعطيه فكرة عن مشاريع التخرج في الجامعات.
أما السؤال الذي يطرح نفسه،هل ستقتصر الهدايا على الجوائز المالية ، أم أنها قد تقدّم منحا للطلاب المتفوقين وتتابعهم في مسيرتهم العلمية؟ يقول مدير المباراة رضوان شعيب"نطمح لذلك".

السابق
بري بعد لقائه سليمان: عيدية الحكومة على الطريق انما بعد العيد
التالي
سليمان يلتقي ميقاتي في بعبدا