ندوة حول شباب لبنان وإشكالية تكوين الأسرة

تناول المنبر الثقافي في الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي في ندوة عقدها بعنوان «شباب لبنان، الزواج وإشكالية تكوين الأسرة»، التغيرات التي تطرأ على مفهوم الأسرة بين الأهل وأبنائهم الشباب. ورأى أستاذ علم الاجتماع الدكتور أحمد بعلبكي في محاضرة له في الندوة أن الأسرة لا تزال تشكل النواة القاعدية الأولى في مجتمعاتنا، على الرغم من تنوع ثقافاتها وتفاوت درجات النمو فيها. وقال إن التركيبة الأسرية تقوم على قيم ونواظم، تتحدّد بموجبها مراكز الأفراد الذين تتكون منهم وأدوارهم، وتتغير هذه القيم بدرجات متفاوتة من التوتر مع التغيرات الاقتصادية والثقافية التي تحصل في بنية المجتمعات المحلية التي تميل إلى المحافظة. واعتبر أن ذلك يجعل من الدراسات الخاصة بأنماط الأسر، دراسات سجالية، تندرج في إطار علم الاجتماع العائلي، وتتفرع منه لرصد اتجاهات التغيّر في الأنماط الأسرية ومحدداتها وهي تتراوح بين التطور القائم على اختلاف الأجيال، ونظام القيم المفروض عليها من البنية الثقافية للمجتمع.

من جهتها رأت الباحثة في قضايا المرأة والأسرة الدكتورة الهام كلاب أن وضع الأسرة في لبنان أصبح يثير قلق الأهل، وقد تحول الزواج إلى قضية تثير إشكالات عدة على المستويات الاجتماعية والقانونية والنفسية.

وقالت إن الدراسات العلمية لا تزال قليلة في هذا المجال، مقارنة بالدراسات في المجال الأسري والتربوي، ولكن ملاحقة الموضوع من خلال الملاحظات والإحصاءات ودينامية التحول المتسارعة، ترسم الأفق الاجتماعي المقبل والمضمر حيال واقع تتراجع فيه أحلام الزواج، وتكثـر فيـه حالات الطلاق السـريع بين الشـباب، كمؤشـر على نوعية العلاقة وتحول القيـم وقسـاوة الواقع.

واعتبر الباحث في قضايا الأسرة الدكتور زهير حطب أن جميع الدراسات تدلّ على أن كيان الأسرة الزواجية الحديثة، يميل موضوعياً إلى التقلص والاستقلالية، وتدخل الأسرة في شبكة علاقات افتراضية ورمزية وإعلامية واسعة، تعوّض فيها عن هامشيتها القائمة على الفردية، وتقوقعها وسعيها الدائم للانفكاك والتغير.

لكن في المقابل، ما زالت هناك نسبة ملحوظة من الأسر التي تعتمد مادياً على الأهل، لأن مستوى تحصيلها منخفض، الأمر الذي يضطرها إلى المحافظة على أواصر صلات دائمة مع أسرها، فكرياً وسلوكيا، وذلك يؤدي إلى استمرارها في محافظتها وتابعيتها العائلية، وقد تؤدي تلك التبعية إلى تعزيز حيازة الأهل السلطة التقليدية، أو إلى تأزمها وتوترها بين الطرفين. وشارك في الندوة عدد من المثقفين والشباب وأعضاء الجمعية الإسلامية.

السابق
بلدية ميمس تبعد خطوط التوتر العالي عن المنازل
التالي
مطار أبيدجان: تشييع أبو عيد وشكاوى بالجملة