الحياة: اليوم الذكرى 36 لاندلاع الحرب الأهلية: السلام بيننا أو على لبنان السلام..لا للفتنة والتباعد

بحلول اليوم يكون انقضى 36 سنة على اندلاع الشرارة الأولى للحرب الأهلية في لبنان، والتي دامت 15 سنة عاش خلالها لبنان وشعبه مرحلة من أقسى المراحل في تاريخه. وبحلول اليوم سيكون اللبنانيون – من عاش منهم الحرب ومن سمع عنها لاحقاً – قد استعادوا صوراً وأحداثاً عن تلك المرحلة بعدما أعادت الصحف ومحطات التلفزة التذكير بها في نصوص وحلقات مباشرة ومسجلة على أمل أن «تنذكر كي لا تنعاد

وأمس، اتفق في مؤتمر صحافي عقدته جمعية «فرح العطاء بالاشتراك مع تجمع «وحدتنا خلاصنا في نقابة الصحافة، للمناسبة، تحت شعار «السلام بيننا أو على لبنان السلام، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي على أن «يكون يوم 13 نيسان (أبريل) لهذا العام، تحت شعار: السلام بيننا أو على لبنان السلام، وأن تصدر الصحف اللبنانية بعناوين موحدة وتنشر نصاً مشتركاً. وجاء في البيان الصادر عن المشاركين أن «13 نيسان، الذكرى السنوية لبداية الحرب المدمرة عام 1975، وهو تاريخ حفر في ذاكرة كل لبناني. ولرسم مستقبل أكثر أمناً لجميع اللبنانيين، تعتزم جمعية «فرح العطاء بمشاركة تجمع «وحدتنا خلاصنا و26 جمعية وجميع المؤسسات الإعلامية المرئية وجميع الصحف اللبنانية ومجموعات وأفراد، إحياء هذه الذكرى المهمة معاً – كما جرت العادة في كل عام – تأكيداً لوحدة لبنان واللبنانيين والعزم على الوقوف متحدين ضد كل أنواع الانقسامات التي تهدد السلم الأهلي.

وأوضح البيان «أن النشاط المقرر لهذه السنة يطاول المجتمع على مستويات عدة هي: أولاً: إصدار الصحف اللبنانية صباح الأربعاء الواقع فيه 13 نيسان بمانشيت واحدة، ونص واحد ينشر على الصفحة الأولى. ثانياً، تنظيم حلقة تلفزيونية على درج المتحف الوطني تبث مباشرة على شاشات المحطات اللبنانية: يتحاور فيها عدد من الإعلاميين الذين يمثلون جميع المحطات ويناقشون فيها ملفات لا تزال عالقة، لتتكلل بدعاء مشترك مع 16 رجل دين من الطوائف اللبنانية كافة. ثالثاً، وجه «تجمع وحدتنا خلاصنا رسالة من جيل الحرب الأهلية الى شباب اليوم، عارضين من خلالها التجربة الأليمة والمآسي التي عاشوها خلال الحرب، على مدى خمس عشرة سنة (1975 – 1990)، داعين إلى تضافر الجهود للحؤول دون تكرارها، وإلى العمل معاً على بناء لبنان: ديموقراطي، عادل، مستقر، آمن ومزدهر، ينعم الجميع فيه بالاحترام وبالتساوي في الحقوق والواجبات. وأكد البيان «أن هذا النشاط يمتاز بأنه فعل إيمان بالمواطنة الملتزمة . وتصدر الصحف اللبنانية اليوم بعنوان: «36 سنة على 13 نيسان: السلام بيننا أو على لبنان السلام، في حين يكون النص المقترح نشره: «في 13 نيسان 2011، اللبنانيون يهتفون للسلام كما في كل سنة: لا للعنف، لا للفتنة، لا للحرب، لا للانقسام، لا للتباعد، وسواها من العبارات المماثلة. 13 نيسان، الكلام فيه لا يكفي! والحديث عن تداعياته ترداد واسترجاع لواقع مرير نخشى إن أغفلنا ذكراه أن يتكرر العنف الذي وصمه مرة أخرى. 13 نيسان، يوقظ ذاكرة الندم ليقضي على ذاكرة الحقد، ويفتح أبواب الغفران وقد أقفلها تعب السنوات. 13 نيسان، أكثر من ذلك، هو وقفة نقد ذاتي ومحاسبة شخصية لكل مواطن في الموقع الذي هو فيه، مسؤولاً كان أم سياسياً، أم دينياً، أم كان إعلامياً أم عاملاً أم فناناً. كل مواطن يقف بصدق وشفافية أمام وطنه وإنسانيته ليضع في الميزان أفعال التقارب والتباعد، سلوكيات الفتنة وسلوكيات السلام، مواقف المواجهة العنيفة وهدم الآخر مقابل مواقف مد الجسور وبناء المشترك والتفاهم.

13 نيسان، يسقط حاجز الخوف من الآخر المختلف بالمعتقد الديني أو السياسي، لأنه يجدد الالتزام بالمواطنية ويؤكد ضرورة بنيانها. هو يوم للرجاء لغد يعتز بأننا شعب علمه ماضيه أن يرذل بشاعة دمرته ليجهد في سبيل لبنان الواحد، المتنوع في الوحدة، الحر والعادل. يوم للذاكرة، وذاكرة ليجدد المواطن كل يوم مسؤوليته والتزامه بالسلم وبالوحدة وبالإنسان.

واعتبر البيان ان موافقة الصحف على نشر النص المذكور يعكس «صورة لوحدة مجتمعنا في تحسسه برفض أي 13 نيسان آخر

ودعت نقابة المصورين في بيان، «جميع الزملاء الإعلاميين الى نشر صور وأخبار الحرب من اجل ان يطلع الشباب اللبناني على المآسي التي سببتها الحرب كي لا ينخرط احد في حرب جديدة.

وفي هذا السياق، دعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح القوى السياسية والمواطنين إلى «الاتعاظ، وأخذ العبر والدروس من هذه الذكرى، ومن التجارب القاسية التي مر فيها لبنان خلال تلك الفترة الطويلة . وايده في الدعوة الى الاتعاظ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي قال في رسالة إلى اللبنانيين أن «الذكرى مناسبة لتجديد ولائنا لهذا الوطن الواحد الموحد بجميع بنيه فنتمسك بالثوابت الوطنية المرتكزة على تعميق الوحدة الوطنية وترسيخ صيغة العيش الواحد بين اللبنانيين".

السابق
توازن الضعف بين التسوية السياسية والحسم العسكري
التالي
الشرق :عون ينسف التقدم في التأليف: ما معي خبر!