غياب عبد الرؤوف فضل الله..سيرة زاخرة

غيب الموت يوم أمس وجهاً من وجوه الثقافة والعلم في لبنان والمنطقة العربية هو الدكتور عبد الرؤوف فضل الله، الباحث المجتهد، والناشط الثقافي الذي لم تفتر عزيمته أبداً، والذي حول بيته إلى ملتقى لأهل الفكر. جمع بثقافته الشرق والغرب، وخاض نقاشات تخص المجتمع العربي وثقافته ولغته، مثلما اهتم بالنقاشات التي تدور في العالم، وقد وقف ضد فكرة صراع الحضارات داعياً إلى الحوار بينها.

والراحل هو ابن بيت علم وثقافة عريضة، فوالده هو المجتهد الأكبر العلامة السيد محمد حسن فضل الله أستاذ الفقه والمعارف الإسلامية في نجف العراق، حيث ولد العام 1927، وعنه أخذ الكثير من العلوم، ثم أضاف إليها العلوم الحديثة، إذ تخرج من فرنسا، وألف في فلسفة التصوف وفي الفلسفة الإسلامية والاجتماعية، فضلاً عن الجغرافيا، التي ألف فيها ثلاثة كتب تختص بجغرافيا لبنان والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.

وإذا كان الراحل موسوعياً في ثقافته، فقد كان كثير التنوع في الوظائف والمهام الرسمية التي أوكلت له. تنقل بين وظائف عدة، بينها الأستذة في الجامعة اللبنانية، والعلاقات الثقافية الاجتماعية في وزارة الخارجية والمغتربين، ومصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في وزارة التربية الوطنية، وإدارة تعاونية موظفي الدولة، وهو كان مفتشاً عاماً للتفتيش المركزي، وعضو اللجنة الثقافية الدائمة في جامعة الدول العربية.

ولم يكن فضل الله منخرطاً أو مجرد مساهم في المؤسسات والأنشطة الثقافية وحسب، فهو من مؤسسي اتحاد الجغرافيين العرب الذي أنشئ في شباط العام 1962 ورئيس له، وهو مؤسس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وأمينه العام من العام 1964 حتى العام 1967، بالإضافة إلى كونه مؤسس المجمع الثقافي العربي وأمينه العام، الذي تمثل بفضل جهده في أنشطة عربية عدة، وقد استمر ناشطاً في المجمع حتى أقعده المرض منذ سنتين.
رحم الله هذا المثقف الكبير الذي شمل بأنشطته معظم الأقطار العربية، حيث حظي دائماً بالتقدير.
انتقل إلى رحمته تعالى المأسوف عليه المرحوم العلامة والمفكر الكبير الدكتور عبد الرؤوف فضل الله.

الفقيد، حائز وسام الاستحقاق اللبناني المذهب وعدة أوسمة عربية ودولية، مدير العام السابق لتعاونية موظفي الدولة، مؤسس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، مؤسس ورئيس المجمع الثقافي العربي.
والده: آية الله المقدس السيد محمد حسن فضل الله. شقيقه: آية الله المقدس السيد علي فضل الله. شقيقته: رؤوفة حرم المقدس آية الله السيد هاشم معروف الحسيني. أبناؤه السادة: هادي، هاشم، هاني، هيثم وهلال. بناته: هدى زوجة السيد أحمد سعادة، هالة زوجة السيد محمد بدير، هبة.
تقبل التعازي يومي الجمعة والسبت في 15 و16 نيسان 2011 من الساعة الثالثة بعد الظهر ولغاية السابعة مساء في الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي – الرملة البيضاء خلف أمن الدولة.
الآسفون: آل فضل الله، الأسعد، الحسيني، سعادة، بدير وعموم أهالي بلدة عيناتا.

السابق
معضلات لغولدستون
التالي
مواطنون عن ترحيل لبنانيين من البحرين: كفى قهرًا وظلمًا