“الانباء”: الفريق العوني يلوّح لميقاتي بالاعتذار والرئيس المكلف يرد بانتفاء هذه النية: ماضٍ في اتصالاتي

عقم الاتصالات واللقاءات الجارية ضمن اطار تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، ولد لدى اللبنانيين هواجس متعددة ومقلقة، من الاضطرابات المحتملة في سورية، الى التصعيد الايراني في الخليج، الى التهديدات الاسرائيلية بالعدوان على لبنان، دون أن ننسى تحريض بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، والذين قال عنهم، أي المحرضين، النائب أحمد فتفت أمس، انهم نسوا ان هناك وطنا لهم اسمه لبنان.

وتدخل عملية خطف السواح الاستونيين السبعة دائرة الهواجس اللبنانية أيضا، كونها تشكل ظاهرة سيئة، اعتقد كثيرون أنها سقطت بمرور الزمن على الاحداث اللبنانية، لكن ذلك لم يحصل، وثمة هاجس كبير، وحده يجب أن يشكل دافعا لأهل النخوة الوطنية، ان وجدوا، كي يسهلوا تشكيل الحكومة، أي حكومة، لتقوم بواجب الاهتمام بمصير عشرات آلاف اللبنانيين المحتجزين في ساحل العاج وليبيا، أو المهددين بترك مصادر رزقهم في بعض الدول العربية، نتيجة مواقف وتصريحات، جلبت القلق لكل هؤلاء.

فعلى صعيد تشكيل الحكومة لم يطرأ على مأزقها أي معطيات جديدة، عدا اللقاء والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وغالبها بعيدا عن الاضواء، في حين برز تصعيد لافت في لهجة الكتلة العونية، حيال مجريات التأليف، خصوصا موقف الرئيس ميقاتي.

لا حساب مفتوحاً لميقاتي

وعكست تصريحات للوزير جبران باسيل، ممثل العماد عون في المفاوضات مع الرئيس المكلف، حجم التباعد الحاصل بين ميقاتي وبين العماد عون، واعتبر باسيل في تصريح لـ «النهار» البيروتية، ان المشكلة الاساسية هي انه ليس من فهم موحد لمكمن المشاكل أو الخلافات، ولا وجود لطرفين يلتقيان على توحيد نوع الخلافات، ولا فهم مشتركا لطبيعة المشكلة لكي نبدأ بمعالجتها.

5 عقبات

وقال: لم يحسم أي شيء بعد وكأن المقصود البقاء في حال من عدم فهم المشكلة، وعدّد خمس عقبات تعترض تشكيل الحكومة، وهي عدد الوزراء وطبيعة الحكومة، ومبدأ التوزيعات في الوزارات والاسماء، وكرر المطالبة بوزارة الداخلية لفريقنا، وهذا لا يعني ألا يكون لنا رأي في الوزارات الاخرى، وقال ان الرئيس ميقاتي استعظم مطلبنا الحصول على 12 وزيرا وهناك عدم موافقة عليه، واعتبر الحديث عن حكومة أمر واقع من باب التهويل والتهديد، مشددا على أنه «ليس هناك حساب مفتوح للرئيس المكلف».

لكنه أكد عدم «الوصول الى الندم على اختيار ميقاتي، بيد ان الاكيد ان الاستمرار في هذا الوضع المزعج والخطر سيفرض حكما السؤال علينا، وإعادة النظر في هذا الموضوع».

وكان الرئيس سليمان التقى مساء الخميس الرئيس ميقاتي، في منزله بالقصر الجمهوري، وعرض معه التطورات.

أفكار جنبلاط

وقبله التقى سليمان النائب وليد جنبلاط الذي حثه على دعوة هيئة الحوار الوطني في بعبدا، مع أهمية تسريع إعلان الحكومة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن إطار سلسلة اللقاءات التي عقدها جنبلاط أخيرا مع القيادات اللبنانية، كالرئيس ميقاتي والنائب عون والرئيس بري. طارحا عليه جملة أفكار من شأنها الدفع باتجاه التسريع بتشكيل الحكومة، وقد حرص جنبلاط على إبقاء هذه الافكار طي الكتمان. وكان جنبلاط دعا اللبنانيين الى قراءة هادئة لكل التطورات السياسية والمتغيرات العربية، آملا التحلي بأعلى درجات المسؤولية، حفاظا على الاستقرار الاقليمي وعدم الانزلاق الى الفوضى. كما دعا «الذين يترقبون في لبنان تطور الاحداث في سورية الى أن يتذكروا أن أمن لبنان من أمن سورية والعكس صحيح، وهذه معادلة استراتيجية بعيدة عن ضيقي الأفق في لبنان…

فتفت: كلام قنديل كذبة ابريل

النائب أحمد فتفت عضو كتلة المستقبل، لم يستغرب امكانية اعتذار ميقاتي، «وهناك أكثر من سابقة»، لكنه تساءل عما اذا كانت لديه الجرأة كي يعتذر.

وقال ردا على سؤال حول تدخل لبنانيين بالشؤون السورية، نحن ضد أي تدخل سوري في لبنان وضد أي تدخل لبناني في شؤون سورية، ونحن نعتبر ان الشعب السوري سيد قراره.

وعن السيناريوهات التي تحدث عنها الوزير السابق ناصر قنديل المزعوم تورط تيار المستقبل فيها ضد سورية، قال فتفت: انها كذبة أول ابريل.

وقال فتفت ان العماد ميشال عون يمارس سياسة تحجيم، واعتبر ان هاجس عون هو السيطرة على الحكومة بالكامل بعد فشله في الوصول الى رئاسة الجمهورية.

نصرالله المرشد الأعلى للبنان

اما عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقد وصفه فتفت لتلفزيون المستقبل بالمرشد الأعلى للدولة اللبنانية بعدما اصبح طرفا أساسيا في تسمية الوزراء السنّة.

التلويح لميقاتي بالاعتذار

ويقول اعلام التيار الوطني الحر ان الرئيس ميقاتي تلقى اتصالا مطولا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر الخميس، حيث أقنعه الأخير بالتريث في اعلان تشكيلة حكومية كان أعدها. اما الاتصال الذي جرى بين ميقاتي والرئيس السوري بشار الأسد، فقد ظل في الإطار العام ولم يتناول الشأن الحكومي في لبنان. وفي معلومات قناة OTV ان المقترحات المتداولة تناولت عدة أفكار حول صيغ معقولة للحكومة أبرزها ان تكون حصة الرئيسين سليمان وميقاتي والنائب وليد جنبلاط 11 وزيرا، أي الثلث الضامن، وان تكون حصة الأكثرية الجديدة 19 وزيرا (منها عشرة وزراء للعماد ميشال عون) وتضيف القناة الناطقة بلسان عون انها لا تستبعد حصول تطور جذري من خلال اعتذار الرئيس ميقاتي في حال تمكنه من انجاز التشكيلة الحكومية، وبالتالي احتمال الدخول في مشاورات جديدة لتسمية رئيس مكلف جديد.

ميقاتي يستغرب

أوساط ميقاتي استغربت الكلام الصادر عن أطراف في الكتلة العونية حول تردده في حسم خياراته، وقالت ان ميقاتي مؤتمن على صلاحيات دستورية تتعلق بموقع رئاسة الحكومة ولا يمكن التفريط فيها تحت أي ظرف أو ضغط. وهو ليس في وارد التنازل عن حقوقه الدستورية، ولا دخول في سجال مع أي طرف، واذ توقفت امام انتقاد البعض لما سمي بـ «حكومة الأمر الواقع» ان هذا التعبير غير دقيق، وان ميقاتي أعد تشكيلتين متوازنتين يرى فيهما قبولا من كل الأطراف.

وتشاور بها مع رئيس الجمهورية، لكنه تريث في اعلان أي منهما استجابة لتمنيات العديد من القيادات ومنها الرئيس بري والنائب جنبلاط.

لا نية للاعتذار

ونفت أوساط ميقاتي ما تردد عبر بعض الرسائل الهاتفية حول نيته الاعتذار والتراجع عن تشكيل الحكومة. وقالت انه ماض في اتصالاته وهو متفائل، واستغربت ما يقال عنه انه متردد ومرتبك، وقالت ان الجميع يعرف الظروف التي يعمل فيها الرئيس المكلف، وهو يعطي الاتصالات المزيد من الوقت لمعالجة كل الأمور العالقة، كما استغربت ما يقال عن أزمة تمثيل سنة في المعارضة السابقة. وقالت ان هذه النقطة متفاهم عليها وستجد مخرجا مرضيا للجميع.

البعثي والقومي

مصادر 14 آذار تحدثت عن عقدة جديدة طرحت نفسها في طريق تشكيل الحكومة وهي عقدة تمثيل الأحزاب، حيث ان الرئيس ميقاتي يرفض وجود وزير قومي سوري أو بعثي في حكومته.

صحيفة «اللواء» أوردت أسماء من خارج التداول الراهن، وان كانت تنتمي الى فرقاء سياسيين، ومن بين هذه الأسماء: علي حسن خليل، انطوان بستاني (للاتصالات) قسطنطين دوماني، المعروف في الوسط التجاري وروجيه نسناس.

السابق
“الحياة”: بعض حلفاء ميقاتي يضغط عليه بالترويج للاعتذار أو تعويم الحكومة المستقيلة
التالي
مصدر قريب من 14 آذار: إذا اعتذر ميقاتي فمن يكلف بعده؟