نفايات صيدا وضواحيها إلى كفرفالوس!

تحولت مشكلة النفايات في مدينة صيدا وجوارها في الايام الاخيرة، بعد توقف مكب صيدا عن "استقبال الشاحنات" لبلوغه الحدّ الاقصى في قدرته الاستيعابية، مشكلة بيئية حقيقية تتهدد حياة المواطنين وصحتهم.
ففي جولة عاجلة في شوارع مدينة عبرا باتجاه جزين، تنبعث الروائح "القاتلة" من على جانبي الطريق العامة، حيث تتكدس اطنان من النفايات المتجمعة والمتحللة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة مع بداية فصل الربيع.
لكن هذه المشكلة لم تنحصر بالمدينة وباقي قرى شرق صيدا فحسب، بل توسعت لتشمل قضاء جزين المتميز بنظافته وطبيعته الخلابة!. اضافة الى ذلك، انشغل الاهالي بمعلومات عن قيام شاحنات تابعة لشركة NTCC التي تتولى جمع النفايات من صيدا وجوارها، بنقل كميات من نفايات المدينة وضواحيها ورميها داخل "منشآت الحريري" في كفرفالوس بقضاء جزين. وبعد التأكد من المعلومات، اجريت اتصالات مع رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش كونه المعني الاول بموضوع النفايات والمحافظة على البيئة في هذه المنطقة.
وعلى الاثر، أرسل الاتحاد فريقاً من العاملين الى الموقع، حيث ضبطت احدى شاحنات الشركة المذكورة وتحمل الرقم 336770/م، تقوم بتفريغ حمولتها داخل احدى المنشآت في كفرفالوس، وتقع تحديداً تحت الطريق العامة لجهة الشمال بحيث لا يتمكن العابرون من رؤيتها او التنبه لوجودها. كذلك عثر في الموقع، على حمولة تقارب الخمس شاحنات صغيرة من النفايات سبق ان افرغت حمولتها.

"إنزال" غير متوقع

وأكد رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش لـ"النهار"، انه تلقى مساء الاحد الفائت اتصالا من رئيس بلدية كفرفالوس ألبر سرحال، اطلعه فيه على قيام شاحنات تابعة لشركة NTCC بافراغ كميات من النفايات دخل "منشآت الحريري" في كفرفالوس.
وعلى الاثر، اجرى حرفوش اتصالات بالمعنيين وتم التوصل الى منع فوري لهذا "الانزال البري"، شاكراً في هذا السياق نواب منطقة جزين الذين تدخلوا لحل هذه المشكلة الخطيرة.
كذلك أسف "ان يتم حل مشكلة النفايات في صيدا عبر افتعال مشكلة بيئية خطيرة تهدد حياة ابناء منطقة جزين وصحتهم، موضحا ان الاتحاد السابق لمنطقة جزين "وقع عقداً مع شركة NTCC لجمع نفايات المنطقة، يتضمن بنداً الزامياً بضرورة انشاء مكب للنفايات في منطقة جزين. وقد عملنا فور تسلمنا رئاسة الاتحاد في تموز الماضي، الى فض العقد مع شركة NTCC بسبب هذا البند الذي يشكل اكبر ضرر على البيئة في منطقة جزين، ووقعنا عقدا جديدا مع شركة اخرى تتعهد نقل النفايات الى خارج المنطقة الى حين انشاء معمل لتدوير النفايات في منطقة جزين، وقد اصبحنا في المراحل الاخيرة لتنفيذه مما يضمن حماية أكيدة للبيئة".
ولفت حرفوش الى اجتماع عقد في مركز الاتحاد في جزين، خصص لتنبيه رؤساء بلديات المنطقة الى حصول مثل هذه التجاوزات، مجددا دعوته ابناء المنطقة الى اليقظة والابلاغ عن أي مخالفة من هذا النوع.

المهم عدم تكرارها

وكان فريق تابع لاتحاد بلديات منطقة جزين عمل صباح الاثنين الماضي على حرق النفايات التي رميت في كفرفالوس، علما ان الاتحاد يسيّر دوريات على مدار الساعة وخصوصا في القرى الساحلية لمنطقة جزين منعا لتكرار هذا الغزو المباغت.
من جهته، اوضح رئيس بلدية كفرفالوس ألبر سرحال، انه "فور تبلغه الموضوع، اجرى عددا من الاتصالات بنواب منطقة جزين والنائبة بهية الحريري ومحافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، فضلا عن الاجهزة الامنية، للتوصل الى حل عاجل لهذه المشكلة يضمن عدم تكراره. وبالفعل حصلنا من المعنيين على وعد قاطع بوقف هذه الاعمال وضمان عدم تكرارها في المستقبل".

السابق
أعمال صيانة عند مضخّة الوزاني
التالي
الدراما في المنامة لم تعد عرضاً هامشياً