مؤتمر لمواجهة استجداء الحمايات سعيد: في حال تعذّره في بيروت، سنتوجّه إلى أوروبا

بعد التراكم الإيجابي في اتجاه الحوار الاسلامي – المسيحي الذي قادته الكنيسة بالتعاون مع الأزهر وابوظبي والسعودية وأخيراً المغرب، يحضّر لقاء سيدة الجبل لعقد مؤتمر بمشاركة مسيحيّة لبنانية وعربيّة واطلاق “اعلان المسيحيين العرب” في وجه تحالف الأقليات واستجداء الحمايات.

رئيس “لقاء سيدة الجبل” فارس سعيد تحدّث لـ”المركزية” عن ابعاد المؤتمر، فقال: “نمرّ بمرحلة مفصلية، تحتّم على كل الجماعات اتخاذ خيارات، بغض النظر عن المواقف السياسية اليومية. واهتمامنا كمسيحيين، بالجماعة المسيحية قديم من خلال “لقاء سيدة الجبل”.

أضاف: “لاحظنا ان هناك خيارا واضحا عبّر عنه رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته الأخيرة الى موسكو – طبعاً لا أوافقه الرأي ولكنني احترم شجاعته في الاعلان عن خياره – بأنه يعتبر المسيحيين أقلية في المنطقة، وبأنهم أقلية بحاجة الى حماية، ويقدّر بأنه وجد الحماية لهم لدى إيران وروسيا”. أن هذا الخيار أولاً يعرّض المسيحيين للخطر لأنه يحوّلهم الى هدف سهل، وثانياً يجعل منهم جماعة خائفة، مطالِبة بضمانة داخلية من خلال “حزب الله” وخارجية من خلال الروس او الايرانيين”. وتساءل: “ماذا لو تبدّلت الاوضاع وانقلب السحر على الساحر؟ وما هو مصير المسيحيين اذا كان وجودهم في هذه المنطقة مرتبطا بوجود عسكري او بنفوذ اقليمي ما؟ ماذا يحل بهم اذا زال هذا النفوذ او هذه القدرة العسكرية؟” وشدّد على “أن ضمانة المسيحيين تكون من خلال العيش المشترك الاسلامي – المسيحي ومن خلال قدرة المسيحيين على ان يتحولوا الى قيمة ثقافية انسانية اخلاقية يستفيد منها جميع الناس مسيحيين ومسلمين”.

اقرأ أيضاً: خطة الكهرباء: بيروت 24 ساعة والمناطق 20 ساعة..

وتابع: “لا نعتبر بأننا أقلية باحثة عن حماية انما نحن جماعة، وتتميز الجماعة بفوارق عديدة، اولها بان الاقلية تبحث عن ضمانة داخلية او خارجية، بينما الجماعة تبحث عن عنوان مشترك مع الآخر وتسعى لتفعيل هذا العنوان. لذلك، انطلاقاً من تجربتنا الطويلة في مجال الحوار الاسلامي – المسيحي وفي مجال البحث بوضع المسيحيين نعمل اليوم على تنظيم مؤتمر ربما سيكون في بيروت اذا لم نتعرض للمنع ومحاولة الإلغاء من قبل السلطات، كما حصل معنا في السابق. واذا تعذر علينا تنظيم هذا المؤتمر في بيروت، سنتوجّه إلى احدى العواصم الاوروبية، خصوصاً، في حال تعذر وصول بعض الشخصيات السورية بسبب اوضاعها الأمنية والموجودة في الخارج او الشخصيات الفلسطينية المسيحية او غيرها، لأننا نريد دعوة شخصيات مسيحية عربية سورية وفلسطينية واردنية وعراقية تشارك في البحث حول الخيار الذي يجب ان يتخذه المسيحيون العرب في مواجهة تحالف الاقليات، الذي نعتبر انه يشكل خطرا علينا بالإضافة الى مشاركة بعض المراقبين المسلمين لأعمال هذا المؤتمر. ومن المرجح أن يعقد في نهاية نيسان او في مطلع أيار المقبل”.

وختم: “مصرون على اعطاء الطابع المدني لهذا المؤتمر وليس الكنسي، لأننا نعتبر ان الكنيسة قامت بواجباتها من خلال زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى السعودية ومن خلال وثيقة الأزهر حول المواطنة في 1 آذار 2017 ومن خلال زيارة البابا فرنسيس الى الأزهر في نيسان 2017 ومن خلال وثيقة الأخوة الانسانية في أبو ظبي في شباط 2019 وآخر نشاط للكنيسة كان زيارة البابا الى المغرب. واليوم جاء دورنا كمدنيين وانطلاقاً من أدبيات وسلوك الكنيسة التي تصرّ على دحض ومواجهة نظرية تحالف الاقليات من خلال الانفتاح المباشر على المسلمين والعرب نطلق مبادرتنا”.

السابق
خطة الكهرباء: بيروت 24 ساعة والمناطق 20 ساعة..
التالي
«إجراءات مؤلمة» سمة الموازنة… هل تطال رواتب الموظفين والـTVA؟