كاتب إسرائيلي: هكذا ترى روسيا انسحاب أمريكا من سوريا

تحدث كاتب إسرائيلي، عن الرؤية الروسية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا، معتبرا أن “الإدارة الأمريكية السابقة أجازت دخول الروس إلى سوريا والآن بعد قرار الانسحاب من الأجزاء التي لم تكن في متناول يد موسكو، ستصبح روسيا القوة العظمى الحصرية في المجال السوري”.

وقال الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم” أرئيل بولشتاين في مقال له، إن “رهان بوتين في إدخال الجيش الروسي في الحرب الأهلية السورية، والرهان بكل القوة على حفظ حكم الأسد؛ تبين صحيحا”، مؤكدا أن “المنتصر الأساسي في جولة المواجهة التي تنتهي في سوريا، هي على ما يبدو روسيا”.

وأوضح بولشتاين أن “انتصار الطاغية السوري على الثوار ما كان ليكون دون الروس، وحين تنتهي مرحلة القتال الأساسية، يمكن للكرملين أن يسجل إنجازا عظيما”، مبينا أن “موسكو حققت لنفسها دولة مرعية في المكان الأهم في الشرق الأوسط”.

وذكر أن “الخروج الأمريكي يترك الأكراد في سوريا تحت رحمة الأتراك، ويدفعهم إلى حضن روسيا”، مضيفا أنه “من الآن فصاعدا يمكن للروس أن يدخلوا إلى الفراغ الناشئ، وأن يعرضوا الرعاية على الأتراك”.

اقرأ أيضاً: باحثان إسرائيليان يعرضان رؤى إيرانية وأمريكية للانسحاب من سوريا

وتابع الكاتب الإسرائيلي قائلا: “مقابل الحماية الروسية من التهديد التركي، سيكون الأكراد مطالبين بالتخلي عن حلم السيادة والحكم الذاتي، وأن يعيدوا المناطق التي تحت سيطرتهم إلى حضن الحكم المركزي في دمشق، وسيحاول الروس اتخاذ خطوة تغيير دستورية في سوريا، بحيث يتحسن وضع الأكراد وباقي الجهات المستاءة من الأسد، ما سيعزز فقط مكانة روسيا كمقررة للمصائر في سوريا”.

واستدرك بولشتاين قائلا: “هذا لا يعني أن ليس لموسكو ما تخشاه، فإذا كانت النواة المتبقية لتنظيم الدولة ستعيد التنظيم من جديد إلى قوة قتالية حقيقية، فسيتعين على الروس العودة مرة أخرى إلى ساحة القتال بشدة أكبر”، معتقدا أن “يشكل ذلك حرجا كبيرا بعد أن أعلن بوتين نفسه مرتين على الأقل، عن استكمال أهداف القتال في سوريا”.

وشدد على أنه “رغم كل هذه المشاكل، يرى الروس في خروج الأمريكيين من سوريا انتصارا رمزيا مهما لهم”، منوها إلى أن “موسكو تأمل أن تكون الخطوة الأمريكية في سوريا هي بداية لمناطق أخرى، وخاصة في مجالات النفوذ التقليدية القريبة من الحدود الروسية”.

وختم الكاتب مقاله بالقول إن “شبكة العلاقات الحساسة التي بنيت بين إسرائيل وروسيا بقيادة نتنياهو تتلقى الأهمية”، معتبرا أن “نتنياهو يعرف كيف يتحدث مع الكرملين في الشكل الذي يحترمه الروس، وإسرائيل أوضحت للجانب الروسي بأن التسوية في سوريا ليست ممكنة، إلا إذا ضمنت المصلحة الأمنية لها، وخطوة ترامب لم تقلل من القدرات الإسرائيلية ولعلها عززت فقط مكانة إسرائيل في نظر موسكو”، على حد قول بولشتاين.

السابق
باحثان إسرائيليان يعرضان رؤى إيرانية وأمريكية للانسحاب من سوريا
التالي
السفارة الأمريكية ببغداد تتعرض لقصف صاروخي عقب زيارة ترامب السرية