فؤاد مخزومي يبحث عن تكتّل ويبايع سعد الحريري

هل يدخل النائب عن العاصمة بيروت فؤاد مخزومي، نادي رؤساء الحكومات؟ كيف يُحلل كل من المحللين السياسيين ابراهيم عوض وطارق ابراهيم الخطوة التالية؟

رغم الحملة الشعواء التي تعرّض لها خلال فترة الانتخابات النيابية، فاز رجل الاعمال فؤاد مخزومي عن مقعد بيروت السني في الدائرة الثانية لدورة عام 2018، وكانت قد فتحت له ملفات تجارة السلاح والتعرّض لكرامات الجمهورالسنيّ من خلال “بانويات” له وزعها على الطرقات كدعاية انتخابية له.

إقرأ أيضا: دائرة بيروت الثانية: المستقبل في الصدارة والمخزومي في «التفضيلي»

اليوم، وبعد دخول الحكومة اللبنانية مرحلة تصريف الاعمال، بانتظار تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، يتساءل المراقبون عن أسماء أخرى لتوليّ رئاسة الحكومة اللبنانية من ابناء بيروت.

ابراهيم عوض

وفي اتصال مع المحلل السياسي ابراهيم عوض، حول تسميّة النائب المنتخب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، يقول: “إن فؤاد مخزومي، وقبل ان يخوض المعركة الانتخابية، كان مطلعا على الجو السياسي، وكان يقوم بزيارات للقيادات السنية وفي مقدمتها الرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام وغيرهم. اضافة الى مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان”.

و”لكن في سياق المعركة الانتخابية، فرض الواقع ان يكون مخزومي على رأس لائحة أدت في النهاية الى فوزه رغم الحملة الشرسة التي نشأت ضده. وبعد ظهور النتائج بادر المخزومي الى الاتصال بكل من الرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام وهنأهما بالفوز انه لا بد ان نطوي صفحة المعركة الانتخابية من اجل مصلحة بيروت وأهلها”.

ويضيف رئيس تحرير موقع الانتشار، الزميل ابراهيم عوض، بالقول “رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي يدرك تماما ان المرشح الابرز لتشكيل الحكومة هو الرئيس الحريري، وهو يتعامل بواقعية تامة مع هذا الموضوع”.

و”يرى، وانسجاما مع موقفه السابق، فأنه يؤيد الرئيس الحريري لمنصب رئاسة الحكومة مجددا”.

وحول نيته الدخول في تكتل سياسي بيروتي، يقول عوض “النائب مخزومي لم يدخل حتى الساعة في أي تكتل، ولكن هناك مساع واتصالات كثيرة من قبل الوزيرالسابق سليمان فرنجية والوزيرفيصل كرامي لضّمه الى تكتل، يعملان على تأسيسه بهدف الحفاظ على استقلالية كل عضو، وحتى الان لم تحسم كل الخيارات، على ان يحصل ذلك بعد إلتئام جلسة مجلس النواب”.

في حين، يرى المحلل السياسي، طارق ابراهيم، ان “كل شخص يحق له ان يترّشح الى رئاسة مجلس الوزراء، ولأن مخزومي يقدّر بشكل صحيح ان الخطوة التالية ليست له، لذا لن يكون هناك خطوة ثانية أي أن يطرح نفسه كرئيس يقدر جيدا انه لا خطوة ثانية مرتبطة برئاسة الحكومة، لسبب انه لن يترشح بمواجهة سعد الحريري. وهو الذي أتى من خارج الندوة السياسية اولا والبيروتية ثانيا”. و”هو حتى الان لم يقدّم نفسه كمرشح لرئاسة الحكومة، بل اعلن انه سيعمل على مكافحة الفساد، وبالتحالفات السياسية العامة، لا مع جهة سياسية”.

و”المخزومي ليس من خارج الدائرة السعودية، كما كافة النواب السنّة المنتخبين- عدا أسامة سعد وعدنان طرابلسي- هم في المرمح السعودي، وليسوا بعيدين عن السعودية، وهم بشكل او بآخر يصّبون في المياه السعودية، وهناك ضبط خفيّ لحركة المرشحين السنّة لرئاسة الحكومة”.

ويتابع “هذا الضبط متعلق بتقدير المحللين للدور السعودي في هذه المرحلة، اضافة الى ان رجل مثل مخزومي معروف بعلاقاته المالية بمؤسسات دولية لدعم مشاريع تفرض عليه ان يكون خارج المواجهة مع سعد الحريري”.

إقرأ ايضا: مخزومي: الحريري في موقف لا يُحسد عليه

ويختم طارق ابراهيم، بالقول “النائب فؤاد مخزومي لا يريد ان يعطي صبغة سياسية في الشارع السنّي عن نفسه، وهو يدرك ان المرحلة ليست لصالحه، وان المرحلة الحالية ليست ضمن تحقيق كل طموحاته السياسية، عمل في الجانب الاجتماعي ليؤكد انه رمزا سنيّا في العاصمة”.

السابق
«أثر الإحراج السفسطي في فلسفة أفلاطون»… لوداد الحاج حسن
التالي
الرئيس الحريري: قررنا في تيار المستقبل فصل الوزارة عن النيابة