نادر الحريري يرفع الغطاء عن المقصرين

نادر الحريري
في إجتماعاته التنظيمية كان الرئيس الحريري يخبر مساعديه دوما" أن الإنتخابات ايا" تكن تصنع نتائجها الماكينات الإنتخابية والأجواء السياسية المرافقه لها، كان يكمل كلامه مضيفاً إليه عبارتين متممتين للمعنى الذي يصبو إليه فيقول أن أكثر من ثمانين بالمئة من النتيجة النهائية تحققها الأجواء السياسية المواكبة للإستحقاق في حين أن العشرين بالمئة المتبقية تتولى تأمينها الماكينات الإنتخابية التي يجب أن تطّلع بمهمة الإعداد والتحضير والتنسيق والتسويق والإستقبال والتقطير قبل الإستحقاق و خلاله وتعمل على تظهير النتيجة والإعلان عنها.

أحسب أن السؤال الذي ملأ عقل الرئيس الحريري اليوم وشغل قلبه أكثر من اي وقت مضى ولا ينتظر إجابة له لأنه بات يدركه بعد صدور النتيجة هو: ماذا لو لم تسمح له الظروف بزيارة المناطق ولم يلاقِ الناس ويلتقِ بهم ويستمع إلى مطالبهم ويأخذ بنصائحهم؟ ماذا لو الظروف الأمنية الموجودة أصلاً منعته من التحرك أو التنقل ولم يمضِ أيام ما قبل السادس من أيار مع أهله يستمد منهم القوة والعزم والحزم والصبر؟ ماذا لو لم يشدُد بهم أزره و يشركهم في أمره؟ ماذا لو لم يحصل أي من تلك الأمور على إعتبار أن الكل ممن معه يقوم بواجبه على أكمل وجه؟.

الرئيس الحريري وفي خطوة متوقعة منه إسترجع شريط أحداث الإستحقاق مدققاً في تفاصيله و متوقفاً عند كل مرحلة من مراحله بدءاً من مرحلة إعداد القانون و إقراره إلى الترشيحات و التحالفات و تشكيل اللوائح وطرق الإتصال والتواصل مع الناس ومع الفعاليات والشخصيات والنخب المؤثرة والمتأثرة. هو راجع بتأنٍّ وعمق ٍ أداء المنسقيات والمصالح والقطاعات و تابع بروية عمل المحيطين به المكلفين إدارة العملية المدركين لمعناها ولمعنى الكم وقوة الجذب المتممان لمعادلة إحتساب الأوزان .

إقرأ أيضاً: ما من «تكليف شرعي» في المستقبل: الجمهور يطالب بالمحاسبة.. والحريري يستجيب!

نادر الحريري كما دولة الرئيس بادر هو أيضا” بعدما واكب الحدث و نتائجه الى محاسبة النفس، هو بادر إلى تعبيد الطريق أمام الرئيس للشروع بالمساءلة بعيداً عن التعقيدات، هو رفع الغطاء عن المقصرين المستهترين المتلهين المتقاعصين الغافلين عن القيام بواجبهم بالشكل المطلوب لمهمة قال الرئيس عنها مرارا و تكرارا انها مهمة لا تقف عند حدود المشاركة في الإستحقاق بل ترتقي إلى مستوى طموح الناس و حلمهم بالعيش في وطن يليق بهم و بأبنائهم، وطن يتوق كل من عليه وفيه إلى النمو والتقدم ويسعى إلى الإزدهار والإستقرار، و هي مهمة لا تدخل فيها حسابات إرضاء الذات الفانية والأنا الزائلة والشهوة القاتلة. هي مهمة يجهد الكل الكثير من محبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأجل أن يكونوا خير من يمثلها ويمكن للناس أن ترتاح لها وتختارهم لأجلها.

إقرأ أيضاً: استقالة نادر الحريري وحل المنسقيات: تيار المستقبل نحو «مستقبل» جديد!

الفان و ثمانية عشر هي غير ما قبلها، والأحداث التي تملأ مكانها هي غير ما كان قبل زمانها، و من يريد المستقبل ويؤثر فيه عليه ان يقف بين الواقفين ليُحسب منهم و يشارك في التغيير، عليه ان يقول علانية ما يفكر فيه عليه ألا يستحي مما يقول، عليه ان يُوقف الغمغمة و التمتمة، عليه ألا يشتكي و لا يتذمر، عليه ان يقرر و لا يتردد ليعتبر عند الكثير غير القليل من اللبنانيين أنه المطلوب و انه المحترم.

السابق
الحجيري: ما يحصل في بعلبك لا يمكن السكوت عنه
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 ايار 2018