القوات ضاعفت مقاعدها في البرلمان فهل ستتحقق «الثنائية المسيحية»؟

ضاعفت كتلة "القوات اللبنانية" مقاعدها في البرلمان الجديد من 8 الى 16 مقعدا، فهل سوف تتغير موازين القوى على الساحة المسيحية؟

أتاح قانون الإنتخابات الجديد لـ “القوات اللبنانية” فرصة إظهار تمثيلها الشعبي، ونجحت في استغلال هذه الفرصة وتحقيق نتيجة تجاوزت التوقعات.

كتلة القوات اللبنانية في المجلس النيابي للعام 2018 اوصلت الى الندوة البرلمانية 16 نائباً، لتصبح بذلك واحدة من أقوى الكتل إلى جانب كل من “تيار المستقبل، حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحرَ”، وهي بذلك مرشحة لتتقاسم الساحة المسيحية مع التيار الوطني الحر.

هذا الفوز الباهر الذي خرجت به “القوات”، وضعها في مصاف الاحزاب الكبيرة التي ستحرز تأثيرا مباشرا على قرار المجلس وعلى الخارطة السياسية المسيحية.

اقرأ أيضاً: القانون النسبي يضرب «المستقبل» ونكسة التيار تنغص فرحة «حزب الله»

وفي هذا السياق أكد مصدر مطّلع على سير العملية الإنتخابية أن” النتائج قد ساهمت في التأكيد على أهمية الحضور” المسيحي- القواتي”، والذي تمكن من الحصول على 15 مقعد بمفرده”.

وأضاف المصدر أن” اعلان التيار الوطني الحرَ بأنه يملك أكبر كتلة نيابية هو غير دقيق لكون هذا الاخير قام بالعديد من التحالفات وهناك الكثير من النواب غير المنتسبين إليه”.

وفي الختام أشار المصدر إلى أن” التيار الوطني الحر قد خسر العديد من المقاعد في العديد من الدوائر والتي ذهبت لصالح القوات اللبنانية”.

ومن جهته أعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور، في حديث لـ”جنوبية” أن” ما حصل في الانتخابات النيابية هو فوز طبيعي، فهي جاءت لتعكس، وللمرة الاولى، حجم التمثيل الشعبي للقوات اللبنانية، الامر الذي لم يكن قائماً في المرحلة السابقة، نتيجة قوانين انتخابات “مجحفة”، كنا نحن نعتبرها قوانين ظالمة بحق القوات”.

مضيفاً” عندما ناضلت القوات من أجل الوصول إلى قانون انتخابي يجسد صحة التمثيل الفعلي تبيَن أن القوات “قادرة” وهذا حجمها”.

وأشار جبور إلى أن”هذا القانون جاء ليعكس الحجم الفعلي للقوات اللبنانية”.

 

وفي سؤال حول مدى تأثير القوات على قرار المجلس النيابي بعد تمكنه من الحصول على حجم اكبر، قال جبور” لا شك أن هذه الإنتخابات جاءت لتفرج ديمقراطياً عن ثنائية حزبية مسيحية”، موضحاً أن” الثنائية الشيعية قامت في اطار التفاهم والتحالف، واليوم الإنتخابات أتت لفرض ثنائية مسيحية من خلال النتائج التي أفرزتها الانتخابات”.

وأضاف” قمنا اليوم بأخذ الأرقام التي سجلت بمعزل عن الحاصل الإنتخابي لحجم الكتل النيابية، كالبترون فالوزير جبران باسيل حصل على 12000 صوت وفادي سعد (مرشح القوات) حصل على 9000 صوت، هناك شراكة حقيقية وثنائية حقيقية داخل البيئة المسيحية”، موضحاً أنه هذه الثنائية تختلف عن الثنائية الشيعية كونها متخاصمة فيما بينها ولكن دون قطيعة بالعلاقة”.

وتابع جبور “أصبحنا بالتالي أمام واقع سياسي جديد، بحيث لا يوجد فريق سياسي واحد يستطيع القول أنه هو الزعيم المسيحي حاليا، على غرار ما كان يحصل سابقاً حيث كان يدّعي التيار الوطني الحر زعامته للشارع المسيحي”.

وأشار إلى أنّ “القوات اللبنانية تخوض الإنتخابات إنطلاقاً من خطاب وموقف سياسي، بينما الآخر يخوض المعركة إنطلاقاً من موقع العهد والسلطة ووعود بوزارات وخدمات”.

لافتاً إلى أنّ “هناك اليوم مناصفة فعلية وحقيقية على مستوى القرار السياسي”.

وحول تحالفاتهم المستقبلية، أكد جبور أن القوات اللبنانية “دخلت اليوم مرحلة سياسية جديدة، والأمور مفتوحة على شتى الإحتمالات”، مضيفاً “في تقديرنا هناك مسألتين، المسألة الاولى هي مسألة سيادية ونحن نتوقع أن يكون هناك تقاطع بيننا وبين تيار المستقبل والتقدمي الإشتراكي والكتائب والمستقلين السياديين، أما المسألة الاخرى، فهي متصلة في إدارة الدولة في لبنان”.

اقرأ أيضاً: القانون النسبي يصادر ثلث كتلة المستقبل النيابية: تقصير أم تقاعس؟

وختم جبور” أعتقد أن المسألة مفتوحة الان مع كل القوى السياسية إنطلاقاً من نظرتنا لطريقة إدارة الدولة وبنائها، أي الإلتزام بالقوانين المرعية والشفافية والدستور، الامر الذي جعلنا نتقاطع مع قوى سياسية نختلف معها استراتيجياً”. واضاف “في الحكومة السابقة على سبيل المثال، كنا نختلف مع تيار المستقبل ونلتقي مع حركة أمل أو مع تيار المردة في الامور المتعلقة بملف الكهرباء”.

إذاً، يعتبر تقدم القوات اللبنانية خطوة في طريق اثبات نجاحها وتمكنها من فرض برنامجها الانتخابي يسجّل لها تأثيرا لا يستهان به في القرار السياسي ضمن مشروع “الثنائية المسيحية” الجديدة، كما عرّفها الاعلامي القواتي شارل جبور.

السابق
وقعت الواقعة بين حزب الله والتيار في جبيل ففاز مصطفى الحسيني
التالي
الأحدب: سأطعن بالإنتخابات برمتها وما جرى ليس عملية ديموقراطية بل اغتصاب للسلطة