إنتفاضة 6 شباط 1984.. استخفاف للمواطن اللبناني 6 شباط 2018

لم يتقدم اللبنانيون خطوة ً واحدةً نحو التوجه او السير و الإلتفات لصوّن وحماية الوطن او الدولة ،التي يحملُ جنسيتها اكثر من خمسة ملايين من المواطنين الذين يتنازعوا ،على تقاسم وتقطيع الأشلاء مما تبقى ، والمقصود هنا اصحاب النفوذ والقرار وليس "الشعب "! وحتى الإرتماء بإحضان الدول التي لها تأثيرُ سياسي او لدور وجوار نتيجة الجغرافيا والطبيعة ،التي تركت الشعب اللبناني يسعى كما يراهُ مناسباً لتقبل او نبذ ما يُمليّ عليه .

في الأجتياح الإسرائيلي عام “١٩٨٢ “ُ وصلت قوات الإحتلال الصهيونية الى مشارف العاصمة بيروت ،واجبرت الثورة الفلسطينية على مغادرة لبنان ،وكانت المؤامرة مدبرة او شبه حتمية بالنسبة للأنظمة العربية في التوافق بإيقاف تطور عمليات الثورة الفلسطينية من بيروت ،ضد اسرائيل برغم تضامن وتظافر معظم الشعب اللبناني مع الثورة .
لكن إغتيال الرئيس بشير الجميل أدى وأسس الى تحصين الارضيّة لشقيقه الشيخ أمين الجميل الذي تم تتويجهُ رئيساً” ككبش محرقة” في نزاع طويل مع إسرائيل؟

حيث بدأت المشاورات والإتصالات العلنية ،مع العدو الصهيوني في وضع مسودة “إتفاق ١٧ايار المشؤوم “برعاية الولايات المتحدة الامريكية وكُلِّف أنذاك الموفد اللبناني الأصل الامريكي “فيليب حبيب “في تحقيق تقدم مع كل الأطراف المتصارعة على ارض لبنان من ضمنهم الرئيس حافظ الأسد ،ومناحيم بيغين.

لكن التحالف الكبير والمعارض لإتفاق الشؤم إياه قاد ثورة مضادة “في بيروت والضاحية والجبل “في ما أُطلِقت عليها أنذاك “أنتفاضة ٦شباط “وأجهاض التطبيع مع اسرائيل.وكان “الرئيس نبيه بري “والزعيم وليد جنبلاط “والأحزاب الوطنية الاخرى “! قد وقفت وتصدت بوجه” الجيش الفئوى ” وسرعان ما إنقسم الى ألوية مختلفة حسب الترتيب الطائفي والمناطقي ،ونال دعم من قوات المتعددة الجنسيات وأجبرتها الإنتفاضة على المغادرة . وأُستدعيت الأطراف المتحاربة الى سويسرا وفِي” مؤتمر لوزان” الشهير تم أعادة الأعتبار الى الوحدة الوطنية اللبنانية تحت ظل وحكم الرئيس أمين الجميل ،كورقة تمرير وأحراق للوقت ريثما يصل الشعب اللبناني الى الإستقرار والهدنة .ومن المعروف بإن النظام السوري كان لَهُ اليد الطولى أنذاك في لعب دور أمني نتيجة التدخل العسكري الكبير!؟

اما إصطفاف وتفاهم “٦ شباط ٢٠٠٦ “الذي شكل الرافعة الاساسية في الشارع المسيحي في تحالف لم يتوقعه الكثيرون ممن كانوا يروّن في العماد ميشال عون القائد المنفي والعائد بقوة الى الساحة اللبنانية بعد عملية أغتيال الشهيد رفيق الحريري قبل عام من التفاهم.

إقرأ أيضاً: بالصورة.. أبناء الشياح للجنرال: لا مكان لك في مدينة 6 شباط

لكن الظروف كانت قد مهدت الطريق امام الجنرال المغضوب عليه من النظام السوري اولاً، ومن القوات اللبنانية ثانياًً، كان يستشفُ من التفاهم مع حزب الله كورقة يستفيدُ منها في تحصين جبهتهِ داخل العمق المسيحي مستغلاً سلطة وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة والجيش وتوسع مصالح الاخير وأنتشار “سلاح المقاومة “امام تراجع الأخرون .

نحنُ اللبنانيون اليوم نتحمل مسؤولية الوقوف بوجه الطبقة السياسية الحاكمة !كسلطة اخيرة في ” ترويكا” ! تتجدد حسب الاهواء والرياح والازمات السياسية .لكنه الوحيد الاستاذ نبيه بري ما زال يلعب دور “الدوري” بالهجة المحلية اللبنانية من مقر عين التينة تارةًً او من المصيلح تارةًً اخرى.

كشاهد على كل حقبات السادس من شهر شباط؟
اما الجنرال” العجوز “الذي يسكن قصر بعبداكمراقب واباً للجميع حسب ما يدعى ،
لَهُ اطماع مزمنة في ركوب وحُب السلطة.

ويبقى الشيخ “الحبيس” سعد الدين الحريرى مقيداً ومُلزماً في تنفيذ وتقبل الإملائات الآتية من دول الجوار ولا سيما منهاالمملكة العربية السعودية التي تريدُ كتلةً نيابية نديةً في مواجهة المشروع الإيراني في لبنان!

في خِضٌم الإستعدادات الى ترتيب البيت اللبناني والدعوات الى الإنخراط وفتح باب الترشح “للمنازلة الهزيلة “في الإنتخابات النيابية التي حددت وزارة الداخلية اللبنانية ٦ ايار ٢٠١٨ المقبل يوما لموعدها ،ها هي البلد او الدولة تتنافس وتتعثر من جديد في متاهات جانبية، وخلافات وأصطفافات، حزبية وطائفية ومذهبية، يسعى الجميع فيها الى حجز مقعد، في البرلمان الذي اساساً واقع في الفساد ،إبتداءً بالتمديد والمحاصصة ولم ولن يستطيع ان يُنجز مهام لعب دور الدفاع عن الوطن والشعب.

إقرأ أيضاً: حركة «أمل» احيث ذكرى انتفاضة 6 شباط في بلدة الخرايب

والنزاع المزعوم على الثروة النفطية بين لبنان وإسرائيل سوف يُؤدي الى تهور في المواقف منها على سبيل المثال “إتفاق ثنائي” او اتصال مباشر مع شريكنا في الغاز؟

اللقاء الثلاثي بين الرؤساء عون وبري والحريري قبل ايام انعقد اثر التحديات الصبيانية لتأجيج الشوارع التي احرقت فيها الاطارات التي صحبها التجمعات والتظاهرات التي تعكس تربية زعماء دولة “المزرعة”.

إن المراحل والتواريخ المتشابهة هي نفسها تتكرر لكن السادس من شباط محفور في الذاكرة اللبنانية للحرب التي وإن توقفت أصوات مدافعها لكنها باقية في النفوس أيضاً ..

السابق
جديد ملف زياد عيتاني: تهديدٌ بالاغتصاب وابتزاز بالزوجة والابنة
التالي
والله كتّر خيركم…!