هل يضع اللقاء الثلاثي حلولا للأزمات المتصاعدة بين الرؤساء ؟

في الشكل يعوَّل على الصورة الجامعة للرؤساء الثلاث اليوم أن تشيع مناخاً مريحاً يساهم في تنفيس بالونات ‏الهواء الأصفر الذي ضَرب لبنان في الآونة الأخيرة. وأمّا في المضمون، فالعنوان العريض الذي يُظلله هو ‏‏"المصالحة والمصارحة".

يعقد في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الاجتماع الرئاسي الذي يجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس ‏مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري. وليس من جدول أعمال مسبق للاجتماع الذي استدعت ‏عقده التهديدات الإسرائيلية المتمثّلة ببناء الجدار الإسمنتي على الحدود البرية وادعاء ملكية اسرائيل بلوك النفط ‏الرقم 9‏‎.‎

إقرأ ايضًا: لقاء الرؤساء في بعبدا غدا لإعادة ارساء التوازنات ومواجهة تهديدات ليبرمان

ومن المتوقع بحسب “النهار” ان يكون تقرير قيادة الجيش قد وصل عن اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية – الدولية – الاسرائيلية أمس ‏في الناقورة ليتفق الرؤساء الثلاثة على موقف موحّد من الخروقات والتهديدات، والتحرك المفترض القيام به ‏لمواجهة هذه التطورات‎.‎ وينتظر أيضاً الخوض في تفاصيل الازمة السياسية الاخيرة ومتفرعاتها وتداعياتها، بحثاً عن تفاهمات من شأنها ‏اعادة تفعيل العمل الحكومي ومعاودة جلسات مجلس الوزراء لمعالجة الملفات الحيوية ومنها مناقشة الموازنة ‏واقرارها وإحالتها على مجلس النواب في أسرع وقت لإقرار قانونها قبل انتهاء ولاية المجلس. ويأتي في هذا ‏السياق الاتفاق على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لتمكينه من التشريع في الوقت المتبقي من ولايته، مع العلم ‏ان مرسوم فتح الدورة لا يحتاج الى تشاور مع رأس السلطة التشريعية‎.

وعلمت “الجمهورية” أنّ هذا اللقاء قد يبدأ ثنائياً بين ‏عون وبري، إذ قد يتأخّر وصول رئيس الحكومة لبعض الوقت عن الموعد المحدّد لارتباطه برعاية الاحتفال ‏الخاص بإطلاق استراتيجية الرؤية الجديدة لـ‎”OGERO” ‎في السراي الحكومي‎.‎

وإذا كان يَطيب للبعض أن يُسقط على اللقاء الرئاسي وصفَ “غسل قلوب” إلى جانب المصالحة والمصارحة، ‏فإنه يكتسي أهمّية بالغة في هذه المرحلة، ويعوّل عليه أن ينجح، ليس في اللقاء لمجرّد اللقاء والتقاط صورة ‏الرؤساء الثلاثة جنباً إلى جنب، بل في بناء الأرضية الصالحة لتفكيك صواعق الاحتقان من النفوس المشحونة ‏وما رافقَها من ممارسات على الارض، وكادت تذهب بالبلد الى ما لا تُحمد عقباه على كلّ الصُعد‎.‎
وبحسب مصادر “اللواء” سياسية، فإن “لقاء بعبدا” الذي سيجمع اليوم الرؤساء الثلاثة، سيكون بمثابة لقاء مفصلي بسبب ‏تشعب الملفات التي يمكن ان تطرح خلاله، خصوصاً وأنه يجب ان يتسم بالمصارحة للوصول إلى المصالحة ‏الضرورية في هذه المرحلة، كما ان من شانه ان يرسم ايضا ملامح المرحلة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات ‏المقررة في السادس من ايار القادم بين اركان الدولة ، مع العلم ان هذا الاجتماع يعقد عشية اجتماع مجلس الدفاع ‏الاعلى غداً والذي لا يقل اهمية لا بالشكل و لا بالمضمون عن لقاء اليوم، خصوصا وان على جدول اعماله الكثير ‏من الملفات الاساسية الساخنة

إقرأ ايضًا: هذه تفاصيل التسوية بين «عون» و «برّي»

كما انه من المتوقع ايضا ان تنعكس اجواء لقاء اليوم على اجواء جلسة مجلس الوزراء التي سيدعو ‏لعقدها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري كما علمت “اللواء” بعد ان ‏غابت هذه الجلسة الاسبوع الماضي رغم تحضير جدول اعمالها، بسبب ما شهدته الساحتان السياسية والامنية من ‏تطورات دراماتيكية ساخنة كادت تطيح بالحكومة والبلد في آن معا‎.‎

لكن قبل تبلور صورة ما سيتمخّض عن خلوة الثلاثاء المنتظرة، والتي قد تُستتبع على هامش قداس مار مارون في ‏‏9 شباط، رأت “الشرق” من الصعب ان تستعيد الحكومة عافيتها التامة، ما يعني وفق المصادر، ان اي جلسة لمجلس الوزراء قد ‏لا تعقد في الايام القليلة المقبلة في انتظار تنفيس الاحتقان الذي خلقته مواقف وزير الخارجية جبران باسيل من ‏الرئيس نبيه بري، الى الحدود الدنيا، اذ يجدر الانتباه الى ان رئيس المجلس يبدو قرر الفصل بين علاقة “أمل” ‏بالرئيس عون وبين علاقة “الحركة” بالوزير باسيل‎.

السابق
السوري يدرك ان ليس هناك اسوأ من حكم الاسد
التالي
المتطرفون العائدون من سوريا.. خطر جديد يواجه لبنان