هذه تفاصيل التسوية بين «عون» و «برّي»..

هل سيتم تثبيت الهدنة بين الرئاستين الأولى والثانية  لتتوج بمصالحة شاملة؟ ومن هو الجندي المجهول الذي نزع فتيل التفجير؟

هدوء حذر بعد العاصفة، فقد تم نزع فتيل التفجير بعدما كاد انفلات الشارع يهدّد بإعادة أجواء الحرب الأهلية.

هو الاتصال الهاتفي الذي  قام به رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس نبيه برّي عبر هاتف الرئيس سعد الحريري وكان كفيلا بتوقيف الحملات الاعلامية المتبادلة بين الطرفين وتخفيف حدّة الإحتقان في النفوس. حيث تمّ التركيز على ضرورة حصر الاختلاف بالسياسة وضرورة معالجة مسألة المواجهة الاخيرة بطريقة تحفظ ماء الوجه للطرفين  خصوصا بعدما بلغت احداث ليل الاربعاء الخطوط الحمر، فضلا عن التهديدات الإسرائيلية التي جمعت الخصمين على نفس الموقف منها.

إتصال الليل تبعه ظهر اليوم (الجمعة) لقاءاً جامعاً في بلدية الحدث بين نواب ومسؤولين من حركة أمل” و”التيار الوطني الحرّ”  و”حزب الله” حيث تمّ التأكيد على أنّ الجميع يد واحدة في انتظار ما سيَنتج عن لقاء ثلاثي رئاسي تمّ الاتفاق على انعقاده الثلثاء المقبل في قصر بعبدا.

وفي العودة إلى حيثيات الإتصال الثلاثي تعددت الروايات، حيث تم التحدث عن دور أساسي لعبه رئيس الحكومة سعد الحريري بظرف ساعات على لملمة الموضوع فيما رواية أخرى تحدث عن دور حاسم لعبه السيد حسن نصرالله وما رافقه من مساع حثيثة للواء عباس إيراهيم أجراها بين الرئيسين.

وبين هاتين الروايتين تتحدث معلومات “جنوبية” أن “الجميع كان لهم دورا، إلّا أن جنديا مجهولا لعب دورا أساسياً  بحلحلة الأمور بين الرئيسين وهو الوزير السابق جان عبيد المقرّب من الطرفين الذي بذل جهدا كبيرا ودخل على خط التهدئة منذ يوم الثلثاء حيث زار الرئيس عون وظلّت مساعيه حتى يوم أمس (الخميس) والتي أفضت إلى الإتصال الهاتفي المعلوم بين عون وبرّي.

وأوضح مصدر متابع خاص بـ”جنوبية”  أن “صحيح أن الإتصال جرى بحضور الرئيس الحريري الّا أن علاقة رئيس الحكومة بالرئيس برّي لا تزال تشهد توترا على خلفية توقيع مرسوم الأقدميات وأن الرئيس الحريري قبل سفره إلى تركيا لم ينجح في مساعيه لدى عون.

هذا وأكّدت المعلومات أن ما جرى ليس عبارة عن مصالحة فعلية إنّما بداية لحلّ الإشكال، لكن الأسباب الحقيقية للإشكال من ملف المرسوم إلى كلام باسيل لا تزال عالقة على أن تطرح على الطاولة.

هذا بالنسبة للرئيسين لكن ماذا بالنسبة لرئيس برّي والوزير جبران باسيل، فقد علمت “جنوبية” أن في الإتصال لم يتمّ التطرق إلى كلام باسيل بل إختصر على التعبير عن المودة بين الطرفين.

وفيما تتوجه الأنظار إلى تاريخ 9 شباط واللقاء المتوقع بين برّي وباسيل في الكنيسة بمناسبة عيد مار مارون، لكنّ من يعرف شخصية الرئيس برّي جيّدا يدرك أن الرئيس برّي لن يلتقي ولن يصافح باسيل قبل أن تحل المسألة.

أما فيما يتعلّق بمرسوم الأقدمية الشهير فقد تم التوافق بحسب معلومات “جنوبية” على أن يتمّ التفاهم على حلّ يحفظ ماء الوجه للطرفين، وعلى الأغلب سيكون عبر السير بإقتراح دمج المرسومين على أن يحمل إمضاء وزير المال وهو الإقتراح الذي حمله الوزير السابق وائل أبو فاعور عبر النائب وليد جنبلاط  والتي لاقت رفض آنذاك عند الرئيس عون. هذا وتؤكّد مصادر “جنوبية” أن لا حكومة  قبل أن تحلّ الأزمة نهائيا.

إقرأ أيضاً: تدخّل «حزب الله» والحريري يثمر عن اتصال عون ببري: كرامتي من كرامتك!

وفي هذا السياق، رأى الصحافي والمحلّل السياسي جوني منيّر  أن “ما جرى هو أوّل خطوة أساسية لكسر حالة التشنج والصراع الحاصلة”. م أن هذه الخطوة صحيح أن الرئيس برّي  قدّرها  كثيرا سيّما انها كانت مبادرة من قبل رئيس الجمهورية إلّا أن هذا الأمر لا يعني أن الأمور حلت بشكل نهائي”.

هذا وأشار “إلى يوم الثلثاء حيث سينعقد لقاء الثلاثي في بعبدا سيتم الحوار فيه بين الأطراف والذي سيؤدي إلى بداية الكلام المباشر بين بعضهم البعض لكنّه لا يؤدي إلى الحلّ “.

أما بالنسبة للملفات السياسية  المطروحة “يأتي من ضمنها وضع  طريقة تعاون وعمل جديدة في المستقبل قد تنعكس إيجابا على ملف التعاون الإنتخابي إضافة إلى مرسوم الأقدمية الذي لا يزال الرئيس برّي يصرّ عليه .

إقرأ أيضاً: هذا هو «الجندي المجهول» الذي برّد الأجواء بين عون وبرّي

هذا وشدّد على أن الذي لعب دور أساسيا في الحلحلة هو السيد حسن نصرالله الذي تواصل بشكل مباشر مع الطرفين أما فيما يتعلذق بمساهمة الرئيس الحريري فه جاء متأخرا”.

هذه الهدنة الحذرة، التي أتت بعد أزمة خطيرة تدحرجت نحو الشارع. هل سيتم تثبيت هذه الهدنة لتتوج بمصالحة شاملة؟

 

السابق
عقوبات جديدة على حزب الله!
التالي
تسجيل صوتي للشيخ بسام الطرّاس: القضية سياسية بامتياز