الانفجار الكبير وقع بين«أمل» و«التيار الحر».. فهل سيدفع باسيل الثمن؟

الحركة المكوكية أمس لرأب الصدع بين الرئاستين الأولى والثانية التي ترجمت وساطة "حزب الله" والنائب وليد جنبلاط نُسفت جميعها، وذلك مع تسريب فيديو للوزير جبران باسيل يصف فيه الرئيس نبيه برّي بأنّه "بلطجي" وهذا كان كافيا لحدوث الانفجار الذي كان يخشاه الجميع في معسكر 8 آذار، فشهدت الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل سجالات ساخنة بين انصار حركة أمل والتيار الوطني الحرّ تخطى معظمها الخطوط الحمر.

في وقت سجل  أمس تطور  تمثل في وقف الهجمات المتبادلة بين محطة‎ NBN ‎و OTV ‎التي كانت ساخنة في الايام الأخيرة ‏الماضية إنتهت قبل أن تبدأ‎. قالت محطة‎ NBNالتابعة للرئيس بري: لن نعلق على ما جاء في مقدمة وتقارير نشرة ال‎ OTV ‎ونكتفي في ال‎ ‎NBN ‎وعن حسن نية بما صرح به القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق الياس بو صعب بقوله في مقابلة ‏تلفزيونية ان اللغة التي يتم التداول بها عبر ال‎ OTV ‎ليست من ادبيات التيار، لعل توضيح بو صعب يكون مفيدا للرأي ‏العام لمعرفة ما يجري على أمل أن يصل ايضا الى مسامع القائمين على الOTV.  وقالت قناة‎ OTV ‎مساء أمس: التزاما بمناقبية الرجل الجبل، وترسلا لقضيته، وتقديسا لكرامته التي منها كرامتنا، لن ‏نرد‎.‎

إقرأ ايضًا: أزمة بري – عون تتسع.. ووزير المال يهاجم رئاسة الجمهورية

هذه الهدنة  المؤقتة التي كان سببها ضابط الإيقاع من قبل “حزب الله”  الذي تدخل للتهدئة ووقف الحملات الاعلامية منعاً لتفاقم ‏الامور، وفيما بلغ هذا الخلاف الاغترابي اللبناني قبيل مؤتمر “الطاقة الاغترابية” الذي دعت اليه ‏وزارة الخارجية والمغتربين في ابيدجان (ساحل العاج) الجمعة والسبت المقبلين. مع  دعوة بري إلى مقاطعة هذا المؤتمر، فهي كانت القشة التي قسمت ظهر البعير  وقد وصل الحد بباسيل أن يصف الرئيس نبيه برّي بأنه “بلطجي” وذلك بحسب الفيديو الذي سرّب له منتص ليل أمس وهو في جلسة خاصة كان يعبر فيه عن إمتعاضه من تصرفات رئيس مجلس النواب.

 

وقد جاء الردّ سريعا مع  تغريدة لوزير المال علي حسن خليل عبر صفحته الخاصة على “تويتر”:

“إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم”.

وفي تغريدة ثانية أضاف:  “الرئيس بري أكبر من المواقع ولن يهزه في وجدان الناس كلام، لكن مع المس به سقطت كل الحدود التي كان وحده يضعها أمامنا لفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية ولنا بعد الآن كلام آخر”.

 

وقد دخل حسن خليل نجل وزير المال علي حسن خليل  على الخط مغردا : “ملعون هذا الزمن الذي قبلنا فيه بالعميل ميشال عون رئيساً للبنان المقاوم”.

كما غرّد النائب هاني قبيسي “#الغطرسة_تهزم_صاحبها ، الله يرحم إدمون نعيم أكل كفين وسكت ؟؟؟؟”.

هذا ود إنتشر على مواقع التواصل وسم ” #البطجي_جبران” كالنار في الهشيم أطلقه أنصار”حركة أمل” للردّ على باسيل.

هذه الحملة كانت كفيلة بتوضيح وإعتذار من قبل وزير الخارجية الذي  أعرب في اتصال مع صحيفة “الأخبار” عن أسفه لما سرّب من كلام له قائلا “أعرب عن أسفي لما سرّب من كلام لي في الاعلام أتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية بعيداً عن وسائل الاعلام، لا سيما انه خارج عن أدبيّاتنا وأسلوبنا في الكلام، وقد اتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء؛ مهما تعرّضنا له فاننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا”.

 

وفي سياق متصل، كان بارز أمس زيارة جنبلاط  لرئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، التي جاءت بعد ‏نحو 24 ساعة على لقائه الرئيسَ بري في عين التينة، وتبيّن انّ جنبلاط بادرَ شخصياً الى ‏تسويق مبادرة بري لحلّ أزمة المرسومين لدى الحريري، ليتحرّك الاخير بدوره في اتّجاه رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون، وهي تقضي بدمج مرسومَي الاقدمية والترقيات بمرسوم واحد يوقّعه رئيسا الجمهورية ‏والحكومة والوزراء المختصون، وفي مقدّمهم وزير المال‎.‎

وبعد اللقاء، لم يدلِ جنبلاط بأيّ تصريح، فيما ردّ الحريري في دردشة مع الصحافيين على قول بري أن لا داعي للقاء ‏بينهما: “الرئيس بري “بيمون”. وأضاف: “علينا أن نخفّف أيّ توتّر في البلد”، متسائلاً: “هل إنّ مرسوم الأقدمية ‏هو الذي يَحكم البلد؟”، وقال: “لا أظنّ أنّ هناك حكمة في الأمر. ولكن في كلّ الحالات، هناك خلاف سياسي، وأنا ‏سأعمل على أساس أن نقيمَ تسويةً ما‎”.‎

وكان قد نقل عن برّي مدى استياءه من الحريري إذ قال: “ما من داعٍ للقاء الحريري ‏فأخباره تصلني وأخباري تصله وهو كان وعد بقطع يده قبل التوقيع على مرسوم الأقدمية ثم تراجع”.

إقرأ ايضًا: ماذا يقصد باسيل بـ«إلغاء المذهبية» في بلد طائفي؟!

يبقى ان المراقبين أصبحوا يميلون الى نهاية متوقعة لأزمة بري – عون سيدفع ثمنها وزير الخارجية جبران باسيل، بسبب خطأه الفادح مع إهانته العلنية لرئيس المجلس النيابي، وهو بالتالي سيضطر الى تنازل لا بدّ منه لإعادة ترميم العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية، وكي لا يصيب الشرخ مقتلا في صفوف معسكر 8 آذار.

السابق
جميل السيد : هناك طرف ثالث يلعب بين أمل والتيار لإرباك «حزب الله»
التالي
علي حسن خليل رداً على باسيل : «الخطوط الحمر سقطت»