الشاعر مصطفى سبيتي في السجن: هل تجرّأ حقّاً على السيدة العذراء؟

الشاعر مصطفى سبيتي
ربما اعتقد مصطفى سبيتي كونه شاعرا انه "يحق له ما لا يحق لغيره" فتناول بالسخرية المبتذلة أحد الرموز الدينية المقدسة وهي "مريم العذراء"، أو ربما نصدق ادعاء ابنته ان أحد المغرضين "قرصن" حسابه الفايسبوك، ولكن في كلتي الحالتين فانه جرى توقيف سبيتي وسجنه صباح اليوم.

بعد “البوست” الذي ظهر على حسابه في الفايسبوك وأهان فيه السيدة مريم العذراء المقدسة لدى المسيحيين والمسلمين معا، اوقفت النيابة العامة اليوم أحمد سبيتي المعروف بالشاعر “مصطفى سبيتي” في الاوساط الثقافية نتيجة نشره لهذا البوست الذي يقول فيه “انا حزين، لماذا لم يكلفني الله بمضاجعة العذراء مريم لكي أنجب السيد المسيح”!!.

“البوست” من الفايسبوك

إقرأ ايضا: الشاعر مصطفى سبيتي يعتذر ويتراجع بعد شتمه السيدة العذراء

وبعد هجوم كاسح على الشاعر “سبيتي” من قبل الناشطين المستنكرين لتجذيفه، وهو الشاعر الجنوبي الماركسي العلماني المعروف بإهداء قصائده لحزب الله وللسيد حسن نصرالله، والمعروف أيضا بإدمانه على الكحول وبنشره لعدد من التعليقات التي تزدري الأديان تحت تأثير “السكر” حسبما سرّب مصدر مقرّب منه لموقع “جنوبية”، لذلك قامت النيابة العامة بتوقيفه تحت طائلة القانون اللبناني الذي يمنع ازدراء الأديان.

المواطن جورج نحاس، وهو المنتمي الى حزب الكتائب، بالتوجه الى نقابة المحامين للتقدم بشكوى قضائية ضد سبيتي بصفته الخاصة وليس الحزبية، الا انه فوجئ بتوقيف المتهم. وقد اكد نحاس لـ”جنوبية” ان “لا لزوم لتقديم الشكوى ضدّ سبيتي لأنه تبيّن انه موقوف، وسأطلب الاستفسار من نقابة المحامين عن الأمر، خاصة ان الاعلامي مارسيل غانم تم استدعاؤه من قبل القاضية عون لاستهزائه بالسياسيين، فلماذا لم يتم استدعاء المدعو مصطفى سبيتي، عندما اهان السيدة مريم؟”

وختم نحاس جوابا على سؤالنا عن سبب عدم تدخل المرجعيتين الاسلامية والمسيحية في لبنان للإدعاء على سبيتي، فقال “لا تتدخل الكنيسة عادة بهذه الاشياء”.

وفي اتصال مع زوجة الشاعر سبيتي، وهي الشاعرة سلوى يعقوب، فقد رفضت التعليق على الموضوع، في حين ان ابنته الاعلامية لوركا سبيتي،كتبت يوم أمس، معتذرة على صفحتها الفايسبوك ان حساب الشاعر مصطفى سبيتي “مقرصن”، وان كل من اساء له نتيجة للتصديق ان والدها هو صاحب التعليق المشين الذي يزدري الدين، فإنه مُطالب بالاعتذار له!.

وفي اتصال مع الدكتور عماد شمعون، رئيس المجلس الوطني الفيدرالي، لاستطلاع رأيه حول الموضوع، قال لـ”جنوبية”، قبل توقيف سبيتي، “اولا بمجرد ان الرجل تراجع، وانه قال لستُ من كتب هذا “البوست” فهذا يعنيّ انه ليس مخطئا، واضيف لأقول ان الموضوع يمسّ المسيحيين والمسلمين معا، لان تكريم السيد العذراء في القرآن هو موضوع فوق التصور، وقد قال القرآن ببتوليتها وعذريتها “ونفخنا من روحها..”.

وتابع شمعون، قائلا “اعتقد انه من السخافة ان يتم التركيز على تعليقات المسيحيين فقط لان المسألة تهمّ المسيحيين والمسلمين، وعندما يقول الشخص المعنيّ ان الحساب مُصادر فكيف يكملون الهجوم عليه؟ والمسألة ليست مسيحية خالصة”.

ولفت شمعون، انه في حال لم يكن سبيتي بريئا، خصوصا بعد ان تم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات الأمنية، فانه يكون قد “حقق غايته، وما يريد، كونه ليس طفلا صغيرا، بل هو انسان مثقف، وقد فعل ما فعل ليثير ضجة، إدعى منها البراءة، بعد ان عرف حجم فعلته “اللاأخلاقية” فتراجع عنها“.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

في حين، اعتبر العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري، تعليقا على الموضوع، انه: “بالنسبة لهذا الرجل اولا، نعتبر ان هذا الكلام كلام غير مسؤول من الناحية الشرعية، ومن يعرف هذا الرجل من قريب او من بعيد لا يستبعد عنه هذا الكلام. ثانيا، ان التعرّض للانبياء كنبينا عيسى(عليه السلام) وللسيدة مريم(عليها السلام)، هو تعرض للديانتين دون فرق بين المسيحيين والمسلمين. لذلك نحن نعتبر ان اقل ما يجب القيام به على المستوى القانوني هو ان يُتخذ بحقه الاجراءات اللازمة. اما على المستوى الديني فيجب عليه ان يخضع للقصاص”.

 وكوننا لسنا في كنف دولة اسلامية، يستدرك سماحته شارحاً، “هناك احكام خاصة بالقصاص يحدّدها الفقيه وموجودة في كتب مراجعنا”.

إقرأ ايضا: أحبّ لهجتي الجنوبية.. وأريد دخول التلفزيون

ويختم العلامة محمد حسين الحاج، كلامه بالقول الى انه “برأينا انها حالة قد تكون شبيهة بحالة الكاتب الهندي البريطاني المسلم سلمان رشدي، عندما تعرّض للنبي محمد(ص)، حيث افتى السيد الخميني بارتداده ووجوب قتله، لان حكم المرتد هو القتل، وهذا ما قد يجب فعله مع هذا الشخص حتى لا يتجرّأ غيرُه على ذلك”.

ولاحقا، اعترف سبيتي انه قام بفعلته تحت تأثير السكر. وفي معلومات خاصة لموقع “جنوبية”، قال مصدر متابع “ان لجنة مؤلفة من 3 محامين شُكّلت لمتابعة القضية وهم النقباء ريمون شديد، وريمون عيد، وميشال خطار”.

السابق
رواية ثالثة لفارس خشّان
التالي
شارل جبور لـ«جنوبية»: نأمل من الحريري ان ينفي اتهامات الخيانة عن «القوات»‎