طهران لخصوم «حزب الله»: أنتم دمى!

احمد عياش

إقتحم المشهد الداخلي المواقف التي أعلنها قائد “الحرس الثوري” الايراني الجنرال محمد علي جعفري من سلاح “حزب الله” في لبنان والذي إعتبره “مسألة غير قابلة للتفاوض” بحسب ما أذاعه التلفزيون الايراني الرسمي. لكن هذه العبارة التي نطق بها الجعفري والتي تنطوي على “تهذيب” كما رأى عدد من المراقبين لم تكن وحيدة في تصريح المسؤول الايراني وهو ما يجب التوقف عنده مليا.
كان لافتا ان موقع “العهد” الالكتروني التابع لـ”حزب الله” لم يورد أيا من عبارات التلفزيون الايراني المتعلقة بسلاح الحزب بل إكتفى بما قاله الجعفري عن “أن الفضل يعود في الانتصارات الكبيرة في المنطقة” الى الحزب. ومثل “العهد” كان لافتا أيضا ان مواقع وكالات الانباء الايرانية باللغة العربية أوردت نصوصا مشابهة للجعفري. لكن، وفي الانتقال الى النص الانكليزي لتصريحات الجعفري على موقع وكالة أنباء فارس نقرأ ما ترجمته ” هذه المسألة (سلاح حزب الله) غير قابلة للتفاوض ,وكل اللبنانيين بإستثناء عدد قليل من مجموعات الدمى، تدعم سلاح حزب الله”!

اقرأ أيضاً: شكراً لقائد الحرس الثوري الايراني

من غير الواضح السبب الذي دفع وسائل إعلام إيران و”حزب الله” الى إغفال هذا الجانب من تصريح جعفري باللغة العربية والابقاء عليه في النص الانكليزي مع جهلنا تماما بما قاله الاخير بالفارسية التي نطق بها في مؤتمره الصحافي. وأغلب الظن ان هناك من أراد التعتيم على الجانب اللبناني من اتهامات جعفري كي لا يحرج “حزب الله” الذي لم ينته بعد من ذرف الدموع على غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان في الفترة ما بين الرابع من الشهر الجاري وبين الثاني والعشرين منه.كما ان الحزب وبلسان كتلته النيابية ثمّن تصريحات الحريري “الايجابية” بعد عودته الى لبنان ما “يبشّر بإمكانية عودة الامور الى طبيعتها”.
ما قاله جعفري وباللغة الانكليزية في “الدمى” التي لا تؤيد سلاح الحزب يشمل ضمن من يشمل الحريري وأكثر من نصف الشعب اللبناني وفق إحصاء 14 آذار عام 2005 والانتخابات النيابية عام 2009 .وعليه صارت أكثرية اللبنانيين بنظر طهران دمى. أما مؤيدو سلاح الحزب هم فقط الاحياء ويمثلون العمود الفقري لـ”جبهة المقاومة التي تمتد من طهران الى بيروت” على حد تعبير الجنرال الايراني الذي يقود جيشا يمثل فيه “حزب الله” فصيلا، والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله “جنديا”، كما أعلن نصرالله سابقا.
في المعلومات,ان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط قال في لقائه مع مرجع كبير “ان تصرفات إيران في المنطقة لم تعد تحتمل” فلم تصدر عن المرجع أي ردة فعل.كما ان المسؤول العربي إجتمع مع مرجع آخر وعرض معه أبعاد إستقالة الحريري الذي عاد وتريث في تقديمها فعلق المرجع قائلا:”أن إستقالة الحريري بسيطة مقارنة بالخطر الكبير الذي يتهدد لبنان!”هل هذا كلام دمى؟

السابق
توقيف عصابة لاستدراج الشبان وإغوائهم بممارسة الدعارة ومن ثم سرقتهم
التالي
الأقوياء يقررون مصير السوريين في قمة سوتشي