لبنان بانتظار عودة الحريري لتطويق تداعيات الاستقالة

سعد الحريري في السعودية
ساعات ويعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد فترة الغياب الثقيل، ومع عودته يبدأ البلد رحلتَه الطويلة. ولعلّ الصورة الجامعة للرؤساء الثلاثة في مقدّمة الاحتفال بالعيد الـ74 للاستقلال ستكون محطَّ أنظار داخلية وخارجية، أكثر من العرض العسكري في المناسبة، ولعلّها صورةٌ أرادها اللبنانيون أن تظهر في لحظة شعور البلد ولو بتحسّنٍ شكليّ، وليس في لحظة أزمةٍ تُنغّص عليهم فرحة العيد وتُهدّد الجسمَ اللبناني بوجعٍ في كلّ مفاصله.

رأت “النهار” أنه “ربما للمرة الاولى منذ نشوء ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، برزت ازمة موازية ومنافسة لها وان يكن سبب الازمتين واحداً. اذ ان انشغال لبنان الرسمي بتداعيات قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير الاحد الماضي في القاهرة طغى في الساعات الاخيرة على اجواء الانتظار المحفوفة بالقلق لعودة الرئيس الحريري الى بيروت في الساعات المقبلة وسط أجواء ضبابية لم يبددها أي عامل طارئ خلال اقامته في باريس منذ السبت. وزادت وتيرة الغموض مع انسداد كل ابواب التسريبات وما اليها من معطيات منسوبة الى زوار الرئيس الحريري او القريبين منه بفعل ابعاد كل الحركة الجارية لديه عن الاعلام والاضواء. ومن المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء المستقيل مساء اليوم بزيارة سريعة للقاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب عودة الاخير من قبرص بعد الظهر ويعود بعدها الى بيروت”.

إقرأ ايضًا: لبنان يدخل نفقا عربيا مظلما بعد تصنيف حزب الله «إرهابياً»

وأشارت “المستقبل ” أنه بلسان عربي مؤتمن على نقل الصورة بأبعادها الواضحة للبنانيين حيال مقررات اجتماع القاهرة أمس الأول، تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالأمس من بيروت تبديداً لأي لغط في قراءة الموقف العربي حيال لبنان وتأكيداً لاستمرارية الحرص العربي التاريخي على أمن واستقرار الساحة اللبنانية. وبهذا المعنى جاءت تصريحات أبو الغيط المتعاقبة منذ لحظة وصوله إلى مطار رفيق الحريري وصولاً إلى قصر بعبدا وعين التينة لتركّز على نقطة مركزية أساس تتمحور حول تظهير تفهّم العرب “لتركيبة لبنان وخصوصيته” وعدم رغبتهم في إلحاق “أي ضرر” به ولا جعله “مسرحاً لأي صدام عربي – إيراني”.

الموقف الداعم لاستقرار لبنان الذي أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، وردّده مراراً وتكراراً على مسامع الإعلاميين واللبنانيين، أتى بالتوازي مع تسليطه الضوء بشكل واضح وصريح على رسالة الحزم العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية تعبيراً عن “الضيق من النهج الإيراني في الإقليم العربي”، كما قال أبو الغيط في معرض توصيفه مضامين القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي أتى

وفي سياقٍ آخر، علمت “الجمهورية” أنّ فكرةً تمّ تداوُلها في الساعات الماضية بأن يقومَ عون بجولة عربية لشرحِ موقف لبنان والطلبِ الى العرب النأيَ به عن ايّ خلافات في ما بينهم، أو بينهم وبين ايّ دولة اخرى وتحديداً ايران. إلا انّ هذه الفكرة لم تكتمل ولم تجد من يتحمّس لها، لأنها لا يمكن ان تؤدي الى ايّ نتيجة في ظلّ الجو المتشنّج ولا سيّما من بعض الدول الخليجية.

وبحسبِ المعلومات فإنّ مسؤولاً كبيراً أبلغَ صاحبَ هذه الفكرة قوله: “لا أرى ايَّ فائدة أبداً في القيام بأيّ جولة رئاسية على دول عربية، أقلّه حتى الآن، الافضل لنا أن نتشاور ونتباحث في الداخل وتقرير ما يمكن أن يُجنّبنا أيّ انعكاسات، علينا أوّلاً أن نعرف ماذا يجب أن نفعل وكيف نُحصّن بيتنا”.

ومن المؤكد ان يُشارك الرئيس سعد الحريري غدا في العرض العسكري الذي سيقام في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، بحسب “اللواء” إلى جانب الرئيسين عون وبري، مثلما أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، ومن ثم ينتقل الرؤساء الثلاثة إلى قصر بعبدا لاستقبال المهنئين بعيد الاستقلال مثلما جرت العادة كل سنة.

وبحسب المعلومات، فإنه سيجري عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الأربعاء، تنظيم استقبال شعبي يتوقع ان يكون حاشدا للرئيس الحريري في باحة “بيت الوسط” من قبل تيّار “المستقبل” واتحاد جمعيات العائلات البيروتية التي وجه رئيسه محمّد عفيف يموت دعوات إلى أهل بيروت المحروسة إلى المشاركة الحاشدة والشاملة في استقبال الحريري وتجديد الثقة به والاعراب عن الوفاء لصاحب شعار “لبنان اولاً”.

وليلا نظمت مجموعة تطلق على نفسها “الاوفياء للشيخ سعد” مسيرة سيّارة في شوارع الطريق الجديدة وصولا إلى بيت الوسط، ورفع المشاركون في المسيرة اعلام تيّار “المستقبل” وصور الحريري.

وذكرت معلومات العاصمة الفرنسية، ان الرئيس الحريري، انهى مساء أمس حركة المشاورات والاجتماعات التي عقدها على مدى يومين مع فريق عمله والمستشارين، بخصوص وضع الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، والتي فهم انها ستتركز اساسا على التمسك باستقالة الحكومة، استنادا إلى الأسباب التي ذكرها في البيان الذي اذاعه من الرياض بعنوان “النأي بالنفس”، إضافة إلى البحث بظروف اجراء تسوية سياسية جديدة، يمكن من خلالها تشكيل حكومة جديدة برئاسة الحريري، في حال قبل “حزب الله” ان يكون خارجها، والا فإنه سيبقى مكلفا من دون تأليف الحكومة إلى حين اجراء الانتخابات النيابية، في المواعيد المحددة لها، بحسب ما أكّد مساء أمس وزير الخارجية جبران باسيل في خلال إعلان اقفال أبواب التسجيل للبنانيين المنتشرين في ديار الاغتراب، حيث تجاوزت التقديرات لارقام المسجلين الـ90 ألف مغترب.

 

إقرأ ايضًا: هل ستنتهي أزمة الحريري بعودته إلى لبنان؟

وكان الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله قد قال في إطلالة تلفزيونية مساء أمس: “إنّنا ننتظر جميعاً عودةَ رئيس الحكومة الذي نَعتبره غيرَ مستقيلٍ الى أن يأتيَ ونرى”. وقال: نحن منفتحون على أيِّ نقاش وحوار في البلد”.

ومن جهةٍ ثانية، نفى نصرالله اتّهامَ مجلس وزراء الخارجية العرب “حزب الله” بتوزيع الصواريخ الباليستية، ووصَفه بـ”كلام سخيف وتافِه”، وقال: أؤكّد أن لا أسلحة أو صواريخ أو حتى مسدّس، لم نرسِل أيَّ سلاح لليمن أو البحرين أو الكويت أو العراق، لم نرسِل سلاحاً لأيّ بلدٍ عربي.
وأكّد أنّ “في لبنان إرادة شعبية عارمة بعدم العودة الى أيّ شكلٍ من أشكال التقاتل، أنتم فقط لا تتدخّلوا بلبنان ونحن نضمن لكم أن يبقى الأمنُ في لبنان نموذجاً للمنطقة”.

السابق
النأي بالنفس… أو…؟؟
التالي
روحاني: الدولة الإسلامية إنتهت