نصرالله لعون: شكراً

احمد عياش

ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون في نيويورك كان بمثابة أفضل تحية رد بها على تحية سابقة وجهها اليه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عندما تمسك حتى النهاية بوصول عون الى رئاسة الجمهورية فتحقق ذلك في نهاية تشرين الاول عام 2016 أي قبل أحد عشر شهرا ,وبالتالي فإن الرئيس عون سيحتفل بالذكرى السنوية الاولى بالوصول الى قصر بعبدا رئيسا وهو مرتاح الضمير بأنه رد الجميل الذي تلقاه من نصرالله والذي لا يقدر بثمن. فماذا جرى في نيويورك؟
حصيلة مشاركة رئيس الجمهورية في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة هذه السنة ,وهي الاولى من نوعها منذ الشغور الرئاسي قبل ثلاثة أعوام، كانت القيام فقط بدور المساجلة مع رئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب في موضوعيّن:اللاجئون السوريون و”حزب الله”.في الموضوع الاول,بنى عون خطابه على أساس رفض ما فهمه أنه دعوة من ترامب لتوطين اللاجئين وهو أمر لم يرد إطلاقا في النص الانكليزي أي اللغة التي تكلم بها الرئيس الاميركي بل ورد نقيض لها والذي تلخصها كلمة Resettlement .

اقرأ أيضاً: باسيل ووليد المعلم يفجّران الحكومة؟

في الموضوع الثاني المتصل بتصنيف الرئيس الاميركي “حزب الله” بـ”الارهابي” كان رد من الرئيس اللبناني لم يسبق أن إتخذه رئيس للجمهورية عندما قال لموقع “المونيتور” الاميركي أنه لا يمكن لأحد أن يطلب من “حزب الله” التخلي عن سلاحه طالما ان العدو الإسرائيلي يستفز لبنان.أضاف: “دور حزب الله مستمرّ طالما هنك تهديداتٌ للبنان”، مشدداً على أن أي حل لمسألة سلاح حزب الله يجب أن يأتي باطار حل شامل لأزمات المنطقة.وخلص الى القول:”حزب الله منظمة لبنانية تأسست عام 1985 لتحرير أراضينا من الاحتلال الإسرائيلي”، لافتاً إلى أن حزب الله بات يشكل قوة إقليمية تدخل في حل ازمات المنطقة ولا سيما في سوريا!
ما لم يتسع وقت عون للقيام به في الامم المتحدة قام به وزير الخارجية جبران باسيل الذي إلتقى وبناء على طلبه نظيره السوري وليد المعلم بحضور مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري .وذكرت قناة LBC ان الجانبيّن أكدا ان العلاقة القائمة حاليا بين البلدين طبيعية. واشارت الى انه جرى “حديث عن موافقة من الجانب السوري على عودة النازحين ولكنه يريد ترتيب بعض المسائل على الساحة الداخلية”!
كثيرون ممن رافقوا عهد الرئيس السابق أميل لحود لاحظوا تطابق سلوك الاخير مع الرئيس الحالي.ففي أيام لحود كان همّه التواصل مع رئيس بيلوروسيا.ويكاد المشهد يتكرر اليوم عندما تحاشى عون كليا الالتقاء بنظيره الاميركي.
في خطابه أمام الجمعية العامة طرح عون “ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار “. عن أي حوار يتكلم فخامته وهو يقدم الهدايا لرمزيّن بارزين على قائمة الارهاب والبطش: “حزب الله” والنظام السوري؟ بالتأكيد لن يتأخر الوقت ليعلن نصرالله قريبا: شكرا فخامة الرئيس!

السابق
رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي في لبنان: إضراب عام ابتداء من 2 تشرين أوّل
التالي
محامي الأسير: هذا إثبات جديد بالفيديو لمشاركة مقاتلي حزب الله في مواجهة عبرا