تعجيل أم تأجيل الانتخابات فجّرها بين برّي والتيار الحرّ؟

أحدث اقتراح قانون معجل مكرر قدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري لإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية السنة دويّاً كبيراً ومفاجئاً للوسط السياسي تتطور إلى أخذ وردّ بين التيار الوطني وحركة أمل. فماذا وراء إقتراح برّي ؟

عاد الملف الإنتخابي ليطغى على سائر الملفات الداخلية، وقد تجلّى أمس مع القانون المعجل المكرر الذي إقترحه رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يقضي بإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية السنة بعدما تبين عدم وجود أي مبرر للتمديد على حدّ قوله. قاطعا الطريق على السجال الحاصل حول العقد اللوجستية المتعلقّة بالبطاقة البيومترية وتلويح بعض القوى السياسية بتأجيل الإنتخابات. وبالفعل تقدمت كتلة التنمية والتحرير اليوم بإقتراح القانون إلى المجلس النيابي.

لكن، هذا الإقتراح كان كفيلا بإنطلاق حفلة جدل واسعة بطلها تيار رئيس الجمهورية “الوطني الحر” الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، فقد رفع السقف عاليا بوجه برّي متهما إياه بأنه يهدف إلى ضرب الإصلاحات بعدما بدأ يتحقيق بعض ما طالبنا به في قانون الانتخابات ومنها البطاقة البيومترية”. وتابع باسيل: “كأن هناك عملية لضرب الإصلاح، نمدد لضرب الإصلاح ونقصر الولاية لضرب الإصلاح، إلى الأمام وما بقى في حدن يشدنا لورا”.

اقرأ أيضاً: التراضي في عقد البطاقة البيومترية يثير خلافات وشكوك

ولم يطل الردّ الذي جاء سريعا على لسانعضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي فقال موجها كلامه لباسيل “كنا نخشى ان تقول انك أول من اقترحت هذا الامر أمّا وقد عارضته فهذا دليل على صحته وواقعيته وضرورته”. وأعرب قبيسي عن خشيته بان يكون هناك سعي لتمديد جديد للمجلس النيابي.

أمام هذه المشهدية وبعيدا عن الجدل الحاصل ماذا وراء إقتراح برّي؟ فهل هو زوبعة في فنجان أو محاولة لتسجيل النقاط على بعض القوى السياسية التي لمحت مؤخرا بإدخال بعض التعديلات على القانون الإنتخابي من جهة ومن جهة اخرى التمسّك بالبطاقية البيومترية على الرغم من كلفتها الباهظة وحاجتها لوقت طويل لإعدادها كذريعة لإطالة مدّة التمديد للمجلس .

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الكاتب والصحافي جوني منيّر الّذي رأى ان ما يحصل مؤخرا بين حركة أمل والتيار الوطني يدخل بإطار شد الحبال والتبريد بين بعضهم البعض وسيبقى في إطار التجاذب وليس أكثر”.

الانتخابات النيابية

وفيما يتعّلق بخطوة برّي المفاجئة رأى أنها “تأتي في إطار قبول التحدّي واتخاذ قرار المواجهة بعد تحدّي تيار الوطني الحر له والذي جاء، في مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” يوم الأربعاء الفائت، داعياً إياه إلى تقديم اقتراح قانون عبر أحد نوابه لتقصير ولاية المجلس وإجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة وهو ما أشارت إليه إحدى الصحف”. وأشار إلى أنه على الرغم من التوضيح الذي تقدّم به التيار لبرّي بأنه ما جاء في مقدمة القناة لا يمثلنا وان التيار ليس بوارد تحديه إلا أن برّي مضى بالتحدّي وكان باسيل له بالمرصاد لافتا إلى أن “المزايدات الإعلامية ستبقى في هذا الإطار ليس لع معنى فعلي إلا أنه يعكس مدى عدم إنسجام فيما بينهم ومشاكل كبرى”.

اقرأ أيضاً: «أرانب» بري.. الانتخابات قبل نهاية السنة

كما أشر منيّر إلى أن “هناك إحتمالات جدية بتأجيل الانتخابات سيما فيما يتعلّق بمسألة البطاقة البيومترية وما تحتاجه من وقت لإنجازها، عدا كلفتها الباهظة وتمسّك البعض بها وكأنها شرط أساسي لإجراء الانتخابات”. وقال “أمام مطالبة بعض القوى السياسية بتعديل القانون الإنتخابي يبدو واضحا أن البطاقة هي مجرّد ذرائع لتأجيل الإنتخابات لأن لا إمكانية لإنجاز البطاقة قبل موعد الإستحقاق”.

وتابع “أنه بعد الإتفاق على صيغة القانون النسبي يبدو أن بعض القوى رأت أنها تسرّعت بالقبول بهذا القانون بعدما وجدت فيه بعض الثغرات التي لا تتناسب مع حساباتهما الانتخابية”.

السابق
الضاحية الجنوبية بلا مياه… و«مافيات السيترنات» هي الحاكمة
التالي
كلمة نائب رئيس البعثة في السفارة الاميركية خلال الاجتماع السنوي لمجموعة الدعم الدولية