غارة اسرائيل على المنشآت السورية يفضح نوايا روسيا ويعرّي قدراتها

غارة
غارة اسرائيلية في سوريا على مرأى الروس.. دون أي رد يذكر!
غارة اسرائيلية استهدفت فجر اليوم الخميس 7 ايلول موقعاً عسكرياً في مصياف -ريف حماه يبعد 70 كلم عن قاعدة حميميم الروسية، هذه الغارة  انطلقت بحسب بيان الجيش السوري من الأجواء اللبنانية. ليندد البيان نفسه بما أسماه “العدوان”، مؤكداً أنّ هذا الاعتداء يؤكد على دعم  اسرائيل للتنظيمات الإرهابية.

بيان الجيش السوري لم يأتِ على ذكر لا منشأة لإنتاج الأسلحة ولا الحظر الدولي على غرار ما أكدته وسائل إعلام اسرائيلية، إلا أنّ المرصد السوري قد كشف أنّ الموقع المستهدف هو مركز للدراسات والبحوث العلمية ويخضع للعقوبات الأميركية بوصفه الهيئة السورية للأسلحة غير التقليدية.

اقرأ أيضاً: إسرائيل وروسيا… أكثر من تفاهم… أقل من تحالف

وبالعودة إلى ما ورد في الإعلام الاسرائيلي فقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن المحلل العسكري رون بن يشار أنّ المركز يعمل على تطوير الوسائل القتالية، ويعمد إلى إنتاج أسلحة كمياوية وصواريخ تنقل إلى حزب الله من بينها صواريخ “أس 60”.
لتؤكد هذه المعلومات من حانبها صحيفة “هارتس”، إلا أنّه ومهما كانت التبريرات المساقة من الجانبين يبقى السؤال الأوّل لماذا لم تتحرك قاعدة حميميم الروسية؟

في هذ السياق أكّد الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص في حديث لـ”جنوبية” أنّ هذه الغارة يجب قراءتها في 3 محطات، موضحاً أنّ “المحطة الأولى هي قاعدة حميميم وما قيل عن أنّها أصبحت قاعدة عسكرية استراتيجية تستطيع أن تصل إلى كل أجواء البحر المتوسط حتى ما بين مضيق باب المندب ومضيق جبل طارق بمعنى أنّ هناك غطاء روسي كامل في منطقة البحر المتوسط، وبعض المحللين وصل بهم الكلام إلى أنّها تصل لتغلق المجال الجوي في مدغشقر”.
وتساءل فحص “لماذا قاعدة حميميم والتي قيل أنّها تتضمن الجيل المتطور من “اس 400 ” وهو الـ “اس 500″، لم تعمل على صد هدف حدث على بعد 70 كلم، و70 كلم في القراءة العسكرية يعني كأنّ الهدف في قلب حميميم؟!”.

ليتابع “هذا يضع علامات استفهامات كبيرة، أولها لماذا لم تستجب قاعدة حميميم ولم تطارد الصواريخ ولم تعترض الطائرات؟”. ليردف “أم أنّ هناك قراراً بعدم الاعتراض أم أنّها عسكرياً واستراتيجياً غير قادرة”.

يرى فحص أنّ كلا الخيارين هما فضيحة لروسيا العظمى وهذا الدب الورقي، معتبراً أنّ ما ورد في بيان الجيش السوري من أنّ الصواريخ ضربت من الأجواء اللبنانية وأنّه حفاظاً على قواعد الاشتباك لا تستطيع موسكو  ضربهم، كلام فيه الكثير من الكذب والتبرير غير المنطقي.

ينقل فحص عن بعض العسكريين معلومات تؤكد أنّه لضرب تلك المنطقة في صاريف بجب القدوم من خلف الحميمم، معلقاً “وكأنّ الطيران الاسرائيلي كان في مرمى حميميم”.

مصطفى فحص

أما فيما يتعلق بالمحطة الثانية فهي بحسب فحص ما أشيع عن خلاف بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيياهو و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إيران ودور حزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا، موضحاً أنّ “كثراً قد قالوا أنّ بوتين قد هدد نتيناهو بأّنّه لن يسمح بأي عمل ضد إيران أو الجيش السوري في سوريا إلا أنّ هذا حدث الآن، بعد أيام من الزيارة وما رافقها من تحليلات”.

اقرأ أيضاً: روسيا: بين روسيا المفيدة السورية ونوفا روسيا الاوكرانية والعقوبات الاميركية…

يتساءل فحص هنا، إن عاد الاتفاق فيما بينهما على ضرب إيران وعدم اعتراض روسيا، مشيراً إلى وجود تناقض في الموقف الروسي بين كلام وزير خارجيتها سيرغي لافروف الذي هدد اسرائيل وهدد حتى في استخدام الفيتو في مجلس الأمن إذ كان القرار سيضر بحزب الله والميليشيات الإيرانية، وبين هذه العملية التي نراها الآن.

لافتاً إلى أنّ “روسيا قد بدأت تدخل في المأزق هي لا تستطيع مواجهة إيران في سوريا وهي بحاجة إليها في سوريا لأجل تثبيت قدراتها السياسية على الحل في المقابل هي لا تستطيع الوقوف في وجه اسرائيل فيبدو أنّها أدخلت نفسها في مأزق طويل وكبير لا تستطيع الخروج منه سالمة إضافة إلى أنها لا تستطيع التحكم في الموقف الإيراني الميداني في سوريا ولا تستطيع أن تردع اسرائيل إذا أرادت أن تقوم بالرد على النشاط الميداني لإيران في سوريا”.

وخلص فحص إلى أنّه “سياسياً هذه المحطة هي الأهم على روسيا في المنطقة”.

السابق
إعلامي سعودي: اللبنانيون للقمار والكباريهات!
التالي
حزب الله و «الصفقة المشبوهة» مع داعش في الحساب اللبناني