صحيفة أميركية: المناورات الإسرائيلية هدفها احتلال لبنان

ما أبعاد المناورات الإسرائيلية في ظل التلكؤ الروسي؟

تعكس المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها حالياً القوات المسلحة الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، أجواء التوتر بين حزب الله وإسرائيل. وفي مقلب اخر وداخل الأروقة الدبلوماسية الدولية، لم يعد بوسع إسرائيل إخفاء توترها من روسيا المندفعة إلى تأمين حماية حزب الله ومنع إصدار أي قرار دولي يأتي على ذكر إسمه.

وبهذا الشأن كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية بدورها عن الرسالة التي أرسلها وفد إسرائيل في الأمم المتحدة إلى وزارة الخارجية في تل ابيب، نقلوا فيها إمتعاضهم من الأجواء الدبلوماسية التي سبقت قرار مجلس الأمن الجديد والذي أفضى إلى تمديد مهمة قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان. فقد نجحت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بإضفاء مهام جديدة للقوات الدولية المنتشرة على أراضي الجنوب اللبناني، عبر السماح لها بإتخاذ التدابير اللازمة منعاً لمحاولات اي منظمة مسلحة غير حكومية من زعزعة إستقرار المنطقة وتحويلها إلى ساحة مواجهة، غير أنَّ الطرفين لم ينجحا في إصدار قرار يأتي على ذكر حزب الله، ويعود الفضل بذلك إلى السفير الروسي.

إقرأ أيضاً: مناورات اسرائيلية على الحدود: الحرب المقبلة على حزب الله ستكون مدمرة

وخلال الإجتماعات الجانبية التي جرت الأسبوع الماضي في مجلس الأمن، رفض مندوب روسيا فلاديمير سافرونكوف ذكر حزب الله في مسودة القرار، ما اجبر واشنطن وتل أبيب على تعديل الصيغة وإستبدالها باخرى لا تشير إلى الحزب بأسلوب صريح ومباشر. وقالت “هآرتس” أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يحاول من خلف كواليس مجلس الأمن تأمين غطاء كامل لتحركات حزب الله في سوريا ولبنان.

المسؤولون الإسرائيليون غير مرتاحين من سلوك روسيا الدبلوماسي خلال جلسة مجلس الأمن، مما دفع كسينيا سفيتلوفا، نائب الاتحاد الصهيوني وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، إلى أصدار بيان هاجمت فيه تفاخر بن يامين نتنياهو خلال زيارته الاخيرة إلى موسكو بعلاقة الصداقة التي تربطه ببوتين، وذلك بظل وجود خلافات خطيرة جداً في الرأي مع موسكو حول المسائل الامنية.

وبالعودة إلى الجولة الدبلوماسية التي اجراها نتنياهو إلى موسكو، فقد حصل الاخير على تطمينات أن لا يقوم حزب الله بأي عمل مسلح من الأراضي السورية عليهم، وكشفت “هآرتس” كذلك عن تململ وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف من إستمرار الإسرائيليين بإستنجاد الضمانات لمنع سيطرة الحزب وإيران على سوريا، وتحويلها إلى أرض مواجهة في المستقبل.

هذه الضمانات يبدو انها لم تقنع المسؤولين الإسرائيليين الذين يعلنون جهارة عن نيّتهم خوض حرب وقائية، وإستعادتهم روح المناورات الضخمة والتي كانوا قد إمتنعوا عن إجراءها لمدة تجاوزة عقدين من الزمن.

إقرأ أيضاً: لأول مرة مناورات بعيدة الأهداف للناتو مع إسرائيل والإمارات

إن المناورات التي تنفذها إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، لا تندرج ضمن إطار مناورات “الحرب الدفاعية” او “حرب الردع” بل إكتسبت إسم “مناورات الحروب الهجومية”، وقد وصفت مجلة “نيوز ويك” الأميركية المناورات التي إنطلقت امس (الثلثاء) بمناورات عسكرية لاحتلال لبنان، ولم يقم بها الجيش الإسرائيلي إلاّ عندما كان يجهز لإحتلال سوريا وسيناء المصرية.

قد يكون مستبعداً ان تخوض إسرائيل حرباً مع حزب الله على ضوء حديث بعض قياداتها العسكرية عن عدم  جدوى الإنجراف إلى هذا النوع من المغامرات الطاحنة، ولكن من الغباء الدبلوماسي أن يطمئن حزب الله كثيراً إلى مناورات موسكو الودية معه.

السابق
الطائرات الإسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية وأغارت على سوريا
التالي
النظام السوري يعترف بالغارة الإسرائيلية ويعلن مقتل جنديين