اعتراض اميركا لقافلة داعش كي لا يحدث في «البوكمال»ما حدث في «إدلب»

في وقت كانت حافلات "داعش" على بعد اميال قليلة من الوصول إلى مدينة البوكمال تنفيذا لما جاء في الصفقة التي أبرمت مع "حزب الله، تدخلت الطائرات الحربية الاميركية ونعتها من اكمال وجهتها، فما هي الأسباب؟ ولماذا لم تقصف القافلة مباشرة؟

فيما لا يزال الغموض يلف الصفقة التي أبرمها “حزب الله” مع داعش برعاية سورية، وفيما إنطلقت القافلات التي تقلّ مسلحي “داعش” نحو البوكمال عزمت أميركا الى إعتراض طريق القافلات ولم تصل إلى النهايات التي أرادها مَن خطّط لها. ولكن اللافت أن صفقة ترحيل مسلّحي “جبهة النصرة” إلى إدلب بهدوء دون تدخل يجول دون تنفيذه عكس الصفقة مع “داعش”. فما هي الأسباب الكامنة وراء تعطيل الولايات المتحدة صفقة “داعش”؟

في هذا السياق، بحسب تقرير صحفي نشر في جريدة “الجمهورية أن إدارة ترامب كانت على علم بهاتين الصفقتين لكنها إشترطت إخلاء الجانب السوري المقابل للأراضي الإسرائيلية المحتلة في الجولان بعمقٍ يمتدّ من 30 إلى 40 كلم من كلّ الميليشيات والقوى المناهضة لإسرائيل، وتحديداً حلفاء إيران. وكانت اميركا قد اكتشفت مغزى نقلِ مسلّحي “جبهة النصرة” من القلمون الى ادلب بعد هجوم شنه حزب الله عليهم، حيث وقَعت في مدينة ادلب معارك بينهم و بين مسلّحي “الجيش السوري الحر” المدعوم من الولايات المتحدة”.

لذلك فان الصفقة مع داعش اثارت شكوك اميركا بالنسبة لصفقة داعش وترحيلهم نحو البوكمال لذا عمل سلاحها الجوي على توقيف العملية ، لأن في إعتبارهم أن من شأن هذه الصفقة تعزيز قدرات “داعش” في المنطقة السوريّة المقابلة لمعبر البوكمال الحدودي والتي ستكون فيها المواجهة مع “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية، ولن تكون في مواجهة أيٍّ من أنصار النظام السوري، وهو ما يهدف إلى إلهائها عن المواجهة التي تقودها في الرقة وإدلب في إطار السباق بينها وبين النظام السوري للسيطرة على المنطقة التي يسعى إليها الجيش السوري عن طريق دير الزور.

إقرأ أيضاً: إتفاقات مسبقة بين «حزب الله» «داعش» مهدت لعملية وهمية

وفي هذا السياق، رأى العميد الركن الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة لـ “جنوبية” أن “تعطيل أميركا صفقة حزب الله – داعش كان لأنها لم تكن على علم فيها لذا إعترضت طريق القافلة لأخذ موقف وإثبات أنها ليس حرفا ناقصا في المنطقة”.

وفيما يتعلّق بنقل “جبهة النصرة” من عرسال إلى إدلب قال جابر إن النصرة هي من طلبت الإنتقال إلى هذه المنطقة ومن المعلوم أن إدلب أصبحت خزانا للنصرة لذا من الطبيعي إختيارها من قبل هؤلاء دون أخرى”. مشيرا إلى أنه معركة إدلب مؤجلة لا تتعلق بما يجري حاليا بالميدان السوري”.

أما “البوكمال” فإعتبر أنها ” هدف أساسي للنظام السوري وحلفائه وأهميتها لا تقل عن أهمية عن دير الزور، التي تعتبر خط أحمر وهو قرار اتخذ منذ 6 أشهر والروس قاسموا لأميركان بسبب وجود الحامية فيها وهناك الفوج رقم 137 والذي يسيطر عليها يمنع إقامة فكرة تأسيس شريط كردي وهو ما لا يوافق عليه أيضا الأتراك، وبما أن دير الزور أصبحت بيد الجيش السوري وبما أنها مفرق طرق فكيف ستتغذى هذه الدولة الكردية المزعومة”. لذلك دير الزور حامية سورية مهمة جدا كما لا يتركها الجيش السوري لتجنب حصول مجزرة كما حصل سابقا في الرقة منذ عامين ونظرا لأهمية دير الزور الجغرافية والسياسية والإستراتيجية والديمغرافية “.

كما ذكّر جابر بأن الأميركان منعوا الجيش السوري وحلفاءه من التقدم نحو التنف، وعلى هذا الأساس انسحبوا وتغيرت وجهتهم نحو الحدود العراقية ليصبح البوكمال معبرا أساسيا ويصبح التنف ثانويا وذلك بطلب من روسيا “. وإعتبر أن هدف أميركا من قطع الطريق على الجيش السوري للسيطرة على الحدود العراقية لمنع إقامة ما قيل في السابق عن الخط التاريخي المشترك بين الهلال الشيعي وهذا أمر غير منطقي”. وأضاف أن “الجيش السوري يتجه نحو البوكمال اما الحشد الشعبي فيتجه نحو القائم وهي المنطقة المقابلة للبوكمال مشيرا إلى أن المعركة الفاصلة ستكون في القائم ومن هنا جاء الإعتراض العراقي على نقل داعش إلى البوكمال لأنها تبعد أمتار قليلة عن مكان المعركة القادمة”.

إقرأ أيضاً: صفقة خروج داعش من الجرود تثير شبهات وراءها حزب الله

وعن القافلة التي كانت تقلّ “داعش” نحو البوكمال قال جابر إنها “تبعثرت ولم تكمل طريقها وقسم من عناصر داعش إنتقلوا إلى محافظة دير الزور بواسطة سيارات أرسلها التنظيم لنقلهم، وقسم منهم إستطاع الوصول إلى البوكمال”. وتابع “في المحصلة لم يسترد حزب الله أسراه حتى الآن لأن المرحلة الأخيرة من إتمام الصفقة لم تتم”. وأشار إلى أن “أميركا لم تقصف القافلة إنما الطريق، وهو ما يدلّ أن أميركا إعتراضها ليس على ترحيل داعش إنما لأنها لم تكن على علم بهذه الصفقة لذا أرادت توجيه رسالة”.

السابق
إهمال الحليف جورج عون لأحياء الليلكي يثير غضب الاهالي
التالي
مداهمة مسجد «أبو طاقية»