اسرائيل تحضر لحرب طاحنة مع إيران

يبدو أن اسرائيل تفكر بالحرب بوجه إيران وليس حزب الله. ترصد القيادة الإسرائيلية عن كثب التغيرات الإستراتيجية المتآتية عن الإنتصارات التي يحققها حزب الله في سوريا ولبنان.

وتزعم إسرائيل أن جيشها مستمرٌ في التقدم على كافة المستويات الجوية والبرية والبحرية. حجم التجهيزات العسكرية التي تتخذها القيادة العسكرية الإسرائيلية تؤشر إلى نزاع محتمل لن يكون مع حزب الله، بل كما قال قائد السلاح الجوي الإسرائيلي السابق عمير إشيل لصحيفة “هآرتس” انهم في طور التحضير لحرب ضخمة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

لقد أجرت اجهزة الإستخبارات الاسرائيلية الكثير من الأبحاث حول سلاح الجو الإيراني، وبرأيهم فإن وضعه أفضل بكثير من سلاح المشاة. يقول عمير اشيل الذي خدم خمس سنوات كقائداً أعلى للقوات المسلحة الجوية أن الضربات التي نفذها الطيران الجوي على معاقل حزب الله في سوريا، كانت رسالة مباشرة لإيران، وليس لذراعها العسكري في المنطقة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تجهّز حدودها البرية مع لبنان

ساهم أشيل بوضع خطة لضرب المعاقل والمواقع العسكرية الموالية لإيران في سوريا، بالتعاون مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو، وتشمل الخطة نقطة إضافية لتدمير مفاعل إيران النووية، ورفع جهوزية السلاح الجوي من أجل تنفيذ المهمة بعد تلقيه تدريبات قوية لخوض حروب جوية معقدة.

وقال أشيل أن الدول الذكية هي من تجنبت خوض مستنقع الحرب السورية بشكل مباشر، أما عن الإستراتيجية المتبعة في إستهدافهم لمعاقل حزب الله في سوريا، قال “في بعض الاحيان اتت غاراتنا كالمطرقة، وفي ظروف اخرى كانت كالنكز”.

عندما دخلت روسيا إلى المعلب السوري، أدركت إسرائيل أن لاعباً كبيراً جاء لخوض معركة بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن هذا لم يغير مصير حربهم على حزب الله وإيران، فعلى الرغم من إمكانية إنزلاق الأمور نحو منحى خطير، إلا أن تل أبيب تزعم ان حزب الله لا يستحق أن تخاض ضده حرباً في الوقت الراهن.

 

اقرأ أيضاً: بعد داعش «الذئاب المنفردة» تهدّد لبنان.. فمن تكون؟

ينفي اشيل ان يكونوا قد نفذوا غاراتهم السابقة فوق الأراضي السورية بعد طلب إذن مسبق من الروس. ويؤكد لهآرتس بأنه وفي حال تخطى الروس الحدود الإسرائيلية كما حصل مع الأتراك فإنهم سيردون بسرعة، فإسرائيل ليست تركيا.

لم تستطع إسرائيل حسم حرب تموز لصالحها ولا تلك التي خاضتها ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة. وبهذا الشان قال أشيل ان تطوير ادائهم في الحروب الإستباقية يعد المحطة الأبرز حالياً، على ضوء تزايد خطر المنظمات المسلحة التي تتمتع بقدرة عالية على التحكم والسيطرة. ويخلص حديثه مع هآرتس إلا ان آلاف الصواريخ التي يهدد بها حزب الله لن تعيق العمليات العسكرية التي سينفذها الطيران الإسرائيلي خلال اي حرب مرتقبة.

وفي مقلب اخر، تشكك بعض الدراسات الأمنية والعسرية بقدرة الجيش الإسرائيلي على فتح جبهة قتال واسعة مع حزب الله، فقد تحدثت يديعوت احرنوت عن إرجحية ان يكون حزب الله قد تفوق برياً على الجيش الإسرائيلي نتيجة الخبرات القتالية التي إكتسبها من معاركه في سوريا، كذلك تراقب تل ابيب معارك الحزب ضد داعش، في وقت اشارت فيه “المصدر نيوز” المقربة من الحزب إلى الحصار الخانق الذي يفرضه على مقاتلي داعش في القلمون الغربي.

 

السابق
بعد اتهامه بالإنتماء إلى تنظيم داعش هلال هلال يخرج عن صمته: اتقوا الله!
التالي
نصر الله وبقايا الصحافة