ماذا تريد إسرائيل من حرب سوريا الكبرى؟

يسود اليوم لدى الإسرائيليين قناعة راسخة بأنهم إستطاعوا عبر حنكة مؤسساتهم العسكرية والإستخباراتية، النجاة من نيران الصراع السوري المنتشرة شرارته الفتاكة في الدول المجاورة لها، وذلك رغم تعاظم التهديد الذي يشكله حزب الله وإيران بعدما إستطاعا تحسين مواقعهما العسكرية في العراق وسوريا ولبنان.

يؤمن الاسرائيليون بأنهم نجحوا بالبقاء خارج الإنعكاسات السلبية للنزاع السوري طالما أنهم في خطوط مواجهة غير مباشرة ومتقطعة مع المتورطين فيه.

تسلط مجلة “نيوزويك” الأميركية الضوء على رواية العجوز الإسرائيلي ديفيد سبلمان الجندي السابق في الجيش الإسرائيلي، والذي سكن طيلة حياته في منزله في مرتفعات الجولان، فكان شاهداً على معارك دامية جرت في الطرف السوري بين جيش نظام بشار الأسد والمجموعات المسلحة. ويقول سلبمان أن من الأراضي الإسرائيلية يمكن مشاهدة سوريين يمعنون القتل ببعضهم يومياً، وقد أعجب العجوز بخيار حكومته في تنفيذ غارات متقطعة على معاقل حزب الله والنظام دون التورط كثيراً بالحرب.

اقرأ أيضاً: بعد إنهاء «داعش».. معركة مرتقبة بين حزب الله واسرائيل في سوريا

وتشير المجلة إلا أن الإسرائيليون على دراية بالخطورة التي يشكلها النظام السوري، الساعي لإستعادة سيطرته على أجزاء وافية من أراضيه عبر التدمير الممنهج، بينما اجندة حزب الله فتطمح إلى بناء مشروع عسكري لمواجهة اسرائيل.

لا تعول اسرائيل بحسب “نيوز ويك” على الوعود الآتية من واشنطن وموسكو لحل النزاع السوري، الأمر الذي دفعها للإقتناع برؤية إستراتيجية خاصة بصقورها الذين إختبروا الكثير من الحروب في سوريا ولبنان، فبحسب ياكوف أميدرور المستشار الامن القومي السابق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فإن الحكومة الإسرائيلية إتخذت قرارين منذ ولادة الحرب السوري، وتسعى الحكومة في تل أبيب للمحافظة على القرارين على الرغم من محاولات أطراف إقليمية تغييرها، ويقضي القرار الأول، بإبقاء إسرائيل بعيدة عن اي تدخل مباشر في الصراع الطائفي، اما القرار الثاني فقوامه عدم السماح لحزب الله بإستخدام حربه في سوريا لتعزيز حربه المستقبلية مع اسرائيل.

الإستراتيجية الإسرائيلية بحسب “نيوزويك”، تعد الأكثر وضوحاً من خيارات العواصم العالمية نحو الصراع الأكثر دموية في القرن الواحد والعشرين، ولن ينتهي في المستقبل المنظور كما يعتقد أميدرور. كذلك درست “نيوزويك” النتائج المحتملة للصراع في سوريا، وكيف يمكن أن تتصرف إسرائيل عندما يتوقف المتنازعون في سوريا عن توجيه أسلحتهم إلى بعضهم البعض. فبشار الأسد سحق المجموعات السنية، ويعترف بالفيدرالية الكردية، أما السيد حسن نصرالله فبدأ مؤخراً بإسترجاع خطاب الحرب مع إسرائيل بالتزامن مع إستعداد نتنياهو للحرب المقبلة.

اقرأ أيضاً: اسرائيل تدرس خيار تدخلها العسكري في سوريا

تنظر إسرائيل إلى الواقع السوري الحالي، على انه دخل مرحلة جمود خطيرة إنتصر بها حزب الله والأسد المستنزفين، بحيث ترتفع حظوظ بقاء هذا الجمود المميت لسنوات عدة قبل أن تسلك مجريات الحرب توجهاً مختلفاً ليس لصالح إيران وحلفاءها.

وأشار هيو لوفات، الزميل غير الدائم في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ان تل ابيب مطمئة لأن جيرانها المقسمين لن يشكلوا تهديداً حقيقياً، بل سيكون تهديدهم محصور بوجه بعضهم البعض، وبالنسبة للوفات، فإن أفضل نتيجة يمكن أن تأملها إسرائيل في سوريا هي تسوية سلمية تخلق ولايات اتحادية أو مستقلة مقسمة على أسس عرقي أو ديني. وتختم “نيوزويك” قرأتها للحدث السوري بأن السيناريو القائم حالياً في سوريا يعد أفضل هدية لإسرائيل.

السابق
أهالي العسكريين المخطوفين يحبسون انفاسهم بانتظار نتائج الDNA
التالي
الجيش إذ يوزّع نصره.. وحزب الله إذ يريدنا أن ندفع ثمنه