ترامب يستثني «العقوبات ضدّ حزب الله» من مباحثاته مع الحريري

حزب الله
لم يجد ترامب حرجا في وضع حزب الله بخانة المنظمات الارهابية مع داعش والقاعدة، في مؤتمره الصحفي بعد لقائه الحريري، وذلك في دلالة واضحة ان ملف العقوبات ضد الحزب مسألة قومية أميركية يحظر التنازل عنها للغير.

اللقاء المنشود بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري، عقد امس الثلاثاء في البيت الأبيض، وتقول مصادر قريبة من المستقبل لـ «الأنباء»، ان ثلاث ملفات عرضها الحريري والوفد المرافق مع الرئيس الاميركي وقبله مع كبار الادارة الاميركية وهي: ملف دعم الجيش اللبناني كي يتحمل وحيدا مسؤولية أمن لبنان وحدوده، وضمن هذا الملف التمني بإعادة تحريك المساعدة السعودية للجيش اللبناني، وملف العقوبات على حزب الله وأثرها السلبي على الاقتصاد اللبناني، وملف الحدود اللبنانية في الجنوب والشمال، والواقعة عمليا بيد حزب الله، وضمنها النازحون والإرهاب.

اقرأ أيضاً: بين الحريري وترامب… العقوبات والإرهاب واللاجئين!

وتقول المصادر: ان موضوع العقوبات على حزب الله، يصر الاميركيون على الاحتفاظ به لأنفسهم، اما الملفان الآخران فقابلان للنقاش.

وكان الحريري التقى عددا من النواب الاميركيين في مبنى الكابيتول، كما زار مقر البنك الدولي والتقى المديرة التنفيذية بحضور وزير الخارجية وحاكم مصرف لبنان والوفد المرافق، حيث شدد في لقاءاته على تحييد لبنان وتسليح الجيش والمساعدة الاقتصادية إسهاما في تعميم نموذج الاعتدال اللبناني حفاظا على الأقليات في المنطقة.

وقال الحريري هناك أمور سياسية قررنا ان نختلف حولها في لبنان ولا يمكن ان نتفق عليها كموضوع إيران او سورية هم معه ونحن ضد لكننا اتفقنا على ان هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي، وأعلن العمل على إقرار المشروع المتعلق بالغاز والنفط في مجلس النواب خلال الاسابيع المقبلة.

في هذه الأثناء جدد الرئيس نبيه بري، دعمه لما يقوم به حزب الله في جرود عرسال، وما يقوم به الجيش ايضا، وقال أمام زواره: إن «الثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة»، تعبر الآن عن نفسها أوسع تعبير.

جرود عرسال

تواصلت المعارك التي يخوضها «حزب الله» ضد مسلحي «جبهة النصرة» في اليوم الخامس على هجوم الحزب في جرود عرسال، وسط تأكيد الحزب رمي مسلحين اسلحتهم والفرار باتجاه مخيمات وادي حميد. وتردد ان مفاوضات جرت في الخفاء وفشلت ليل اول من امس. لكن الحديث عن وساطة جديدة تجدد امس، عبر وسيط للوصول الى تسوية يخرج بموجبها المسلحون من الجرود. ولفتت مصادر عرسالية في اتصال مع «الحياة» الى ان رجل دين من «الهيئة الشرعية في القلمون والقصير» يتولى المفاوضات (سبق للهيئة ان شاركت في مفاوضات) وتشمل ً مسلحي تنظيم «داعش» وتقضي بمغادرة المسلحين الى القلمون مقابل الكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين الذين يعتقلهم «داعش» منذ 3 سنوات.
وكان «الاعلام الحربي المركزي» التابع لـ «حزب الله» اكد امس، احراز مقاتلي الحزب «مزيداً من التقدم بجرد عرسال والسيطرة على وادي كميل، وادي حمودي، مكعبة الفرن، البيدر، شعبات النحله ووادي ضليل البراك».
وتحدث المصدر نفسه عن «ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت متجهة من البادية إلى مسلحي جبهة النصرة في القلمون الغربي». وعصراً تحدثت الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمي اللبناني) عن تقدم للحزب في «اتجاه الملاهي ووادي حميد».


وفيما ارتفعت وتيرة قصف «حزب الله» المدفعي على آخر مناطق سيطرة «جبهة النصرة» في الجرود، نظم الحزب جولة لمراسلين تلفزيونيين. وتحدثت المؤسسة اللبنانية للارسال في بث حي من الجرود، من نقطتين حتى العصر، الاولى من تلة القنزح وهي تلي تلة الرهوة. وكشفت مراسلة محطة «ام تي في» عن وجود 3 اسرى لـ «حزب الله» لدى «جبهة النصرة».
وبثت «أل بي سي» من تلة القرية وهي تقع مقابل رأس السرج التي هي تحت سيطرة الجيش اللبناني. وتلة القرية هي آخر موقع لـ «حزب الله» يسيطر عليه قبالة سيطرة الجيش اللبناني. ونقل الفريق مشاهد حية عن تأدية مقاتل التحية لراية الحزب والعلم اللبناني.

اقرأ أيضاً: العميد عبد القادر: لهذا انهارت خطوط «النصرة» عند هجوم حزب الله

وقالت مراسلة المحطة إن «أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي يرفض مبايعة داعش وما زال يقاتل في بقعة صغيرة ويُعتقد أنه في جرد عرسال وليس في المخيمات. وهناك قصف يشتد على منطقة وادي حميد التي يعتقد أن على أطرافها يوجد آخر ما تبقى من مسلحي النصرة والتلي».وأَضافت: «معركة حزب الله ضد النصرة شارفت على نهايتها، ساعات قليلة ويتواجد مسلحو النصرة في بقعة صغيرة لا تتجاوز 12 كلم مربع».
وجغرافياً يعني هذا الامر ان مسلحي «النصرة» انحصروا في بقعة لا تتجاوز العشرين في المئة من مساحة جرود عرسال، وأصبحوا محصورين بين معبر الزمراني الإستراتيجي، ومخيمي وادي حميد والملاهي. والمعروف أن المعبر المذكور يقع على تقاطع إستراتيجي في الجرود، ومنه يمكن دخول بلدة عرسال، كما يمكن دخول العمق السوري، ومن الجهة الشمالية الشرقية للمعبر تقع سيطرة «داعش».

السابق
مخلفات الحرب السورية… «مجانين»
التالي
لهذا لا يميّز ترامب بين «داعش» و«النصرة» و«حزب الله»!