زعامة الجبل عقدت لتيمور جنبلاط… والتاريخ سيحكم!

وليد جنبلاط تيمور
لم تكن ذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم الدرزي التاريخي كمال جنبلاط كغيرها أمس، بل توّجت بحشد جماهري ضخم شهد على تسليم نجله رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط لكوفية الشهيد وإلباسها للحفيد ولي العهد تيمور في ايام السلم، بعد أن كان اعتمرها هو مضمّخة بالدم في زمن الحرب الاهلية.

أمام الحشود الكبيرة حمل تيمور أمانة جدّه الزعيم الراحل كمال جنبلاط، في حضور الرئيس سعد الحريري، والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري، ووفد من حركة “امل” برئاسة النائب علي بزي ممثلا الرئيس نبيه بري، وفاعليات سياسية ودينية، رفع جنبلاط شعار “ادفنوا موتاكم وانهضوا”، مؤكداً أنّه “على مدى أربعين عاماً خاض الحزب التقدمي الاشتراكي محطات لا خجل منها سطّرناها بالدمّ مع رفاقنا الوطنيين والسوريين لإسقاط 17 أيار والدفاع عن عروبة لبنان”.

اقرأ أيضاً: وليد جنبلاط في ذكرى استشهاد والده يُلبٍِِِِِِس نجله تيمور «الكوفية»

ووسط حشد جماهيري غير مسبوق في الجبل قدّر المنظّمون عددهم بنحو مئة ألف، وبخطاب سياسي مقتضب، أوصل جنبلاط رسالته السياسية المتعددة الاتجاهات، لمن يديرون الأذن الطرشاء بأنه “زعيم الجبل” الذي لا يمكن تجاوزه، وانه لن يقبل اقرار قانون انتخاب دون مراعاة لهواجسه وهواجس طائفته القليلة العدد والقوية الشكيمة.
وبغض النظر عن مناهضة التوريث السياسي الذي يشكّل ركنا أساسيا في النظام السياسي اللبناني، فقد حرص زعيم المختارة على توريث نجله بحياته، وها هو بعد فترة من التدرب والتأهيل إلى جواره قضي الأمر أن يتسلّم المقعد الشوف النيابي عن والده في الإنتخابات المزمع حصولها بعد أشهر قليلة.

ذكرى كمال جنبلاط
وقبل ايام قليلة من تسلمه القيادة الجنبلاطية شقّت صفحة تيمور الرسمية على موقع «فايسبوك» طريقها الى العالم الافتراضي. وهو ما يشير إلى تأخره عن مواكبة التطور الالكتروني المولع به الشباب في عمره. وعلى ما يبدو أن لديه اهتمامات أخرى تماما إذ يعرف بشغفه بالموسيقى والتاريخ والأفلام. ولتيمور عائلته الصغيرة فهو متأهل من ديانا زعيتر المسلمة الشيعية البقاعية، بعقد زواج مدني في تركيا، ولديه ولدان سابين (7 سنوات) وفؤاد (اربع سنوات).
ومنذ عام 2010 بدأ تيمور يظهر بشكل رسمي إلى جانب والده حيث عمل على إدخاله اللعبة السياسية رويدا رويدا بعد عودته من باريس فكان يحضر واجبات العزاء والافراح كما المشاركة في المصالحات، والنشاطات الاجتماعية، فضلا عن الجولات في المناطق، كما تمثيل والده في المناسبات الحزبية والمناطقية، المشاركة في المؤتمرات.
إلى ذلك عمل عندما كان طالبا في الجامعة الاميركية كموظف في معمل سبلين حيث إختبر الاحتكاك المباشر مع الناس. وينقل عن بعض المقربين من العائلة أنه لا يفرط بصرف الاموال ولا حتى يوجد مبالغة في مظاهر البذخ.
واليوم تيمور هو عضو في مجلس إدارة «سبلين»، وعضو في شركة «نت غاز»، ويتحضّر لأكبر مشاريعه، الى جانب صديق والده رياض الاسعد، لادارة شركة عصرية وحديثة تلزّم نفايات الجبل.
واللافت، حضور تيمور الخجول في وسائل الإعلام فلا يزال حتى الآن غير متآلف مع الإعلام، ربما لترك المساحة الإعلامية لوالده وليد بك زعيم المختارة الأول.

اقرأ أيضاً: مظاهرة رياض الصلح تربك الحكومة وتهدّد بخلط الأوراق

والتاريخ وحده يشهد على توريث الزعامات بين الأب والإبن، وهو سيحكم على من يستحق زعامة الأمر الواقع ومن لا يستحقها.

السابق
أصالة: لن أعتذر من جورج وسوف
التالي
مموّلو حزب الله داخل أروقة الكونغرس الأميركي