عندما يحرّم «العونيون» المسّ بـ «الذات الرئاسية»!

ميشال عون
حين انتفض العونييون "خصوصا" منذ 3 سنوات بوجه الرئيس السابق ميشال سليمان على خلفية إعتقال أحد الناشطين بعد إنتقاده على وسائل التواصل. كان المسّ بـ «الذات الرئاسية» مسموح، أما الآن في عهد الرئيس ميشال عون أصبح محرما!

منذ قرابة الثلاث سنوات، حكم القضاء اللبناني على المواطن جان عاصي بالسجن شهرين على خلفية تغريدات نشرها تطال آنذاك رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بتهمة “التحقير بالقدح والذم برئيس الجمهورية ميشال سليمان وتحقير شخصه والتعرّض لكرامته عبر تويتر””.حينها قامت الدنيا ولم تقعد على وسائل التواصل نصرةً ودفاعا عن عاصي بوجه انتهاك حرية الرأي والتعبير.

اقرأ أيضاً: حسن سعد لـ«جنوبية»: لم أكن أعلم بعقوبة التعرض لرئيس الجمهورية

وكان من أبرز هؤلاء الداعمين لعاصي جمهور التيار الوطني، حيث كانوا رأس الحربة حينها بإشعال الحرب الافتراضية على مواقع التواصل، حتى أن الوزير جبران باسيل تضامن شخصيا مع حرية الناشط مدينًا القمع الذي يمارسه سليمان بوجه النشطاء. مع الاشارة إلى أنه لدى التوقف برهة عند تغريدات عاصي، نجد أنّها مليئة بالشتائم حتى وصلت إلى درك السوقية والرداءة.
ولأن التاريخ منصف وبعد ترأس ميشال عون الجمهورية اللبنانية، صودف أنه تعرض لنفس الموقف حيث تم إعتقال الناشط على وسائل التواصل حسن سعد على خلفية تغريدة أساء فيها لموقع الرئاسة الأولى بحسب المادة “384”. حيث غرّد “قررت ما يلي بعد تفكير عميق…
أن أبدأ بالصلاة والصوم والخمس والزكاة، وأداء فريضة الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة، عندما يمتنع ويتوب عن السرقة والنهب للمال العام وسياسة التجويع المتبعة من قبل كل من:
نبيه بري والحريري وعلى رأسهم ختيار بعبدا وغيرهم واللائحة تطول”.

حسن سعد
وبعد حفلات جدل واسعة وحملات تضامنية مع سعد لعدّة أيام أطلق سراحه أمس. واللافت أن من كان الداعم الأول والأكثر حرصا للدفاع عن الحريات الشخصية، يسخّر اليوم هذا المفهوم بحسب مصالحه وعلى هوائه. ومن الواضح أن الحقوق الطبيعية للانسان ينادي به البعض ويدافع عنها لغاية في نفس يعقوب. حيث تارة تصبح «الذات الرئاسية» محرّم المس بها وتارة أخرى يمكن استباحتها. ويوما يصبح الحبس هو العقاب الأعدل والأمثل في مثل هذه التهمة وتارة أخرى يصبح انتهاك للحرية الفردية! وماذا عن «الأنا الملكية»… من أين استوردها «بلد الحريات» ؟ وفي النهاية الخلاصة أن الحكومة تعطي الاولوية لهذه المسألة، في حين هناك مشاكل جمّة أكثر إلحاحاً يعاني منها لبنان منذ عقود، وبدلاً من الاهتمام باللبنانيين وقضاياهم، الرئيس مهتم بملاحقة من أهانه على موقع تويتر” فتركت ” الذات الالهية” ملفات البلد العالقة بما فيها من أمن سائب وفقر وجرائم، لـ«تفش خلقها» بمغرّد وتزج به في سجن الحريات الذي لطالما تغنينا ببعدنا عنه.

اقرأ أيضاً: عاقبوا باسل الأمين الذي هزّ عرش سيادتنا وكرامة لبنان

ولا تزال قضية، حسن سعد تتفاعل على الرغم من اطلاق سراحه على وسائل التواصل، حيث أطلق هاشتاغ ” #قدح_ذم_وتحقير “حيث يستنكر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التعرض لحرية الرأي والتعبير:

https://twitter.com/BacheerMouadad/status/827405884900855808

 

 

https://twitter.com/chadifaraj/status/827226909578756096

https://twitter.com/fnghosn/status/827227961694756865

https://twitter.com/chadifaraj/status/827252662462709761

السابق
علي هويدي لـ«جنوبية»: من يستهدف الاونروا إنما يستهدف اللاجئين
التالي
هل تتحول مخيمات اللجوء السوري في لبنان إلى مناطق آمنة؟