العهد بدأ بين نارين: نار الدويلة المتعسكرة ونار الإمارة المقتطعة

الجنرال عون بدأ يحلم بالجلوس على كرسي الرئاسة منذ اكثر من ثلاثين عاماً الى ان وصل منذ ثلاثة أسابيع الى قصر بعبدا ولكن وقبل ان يرتاح على الكرسي قامت دويلة حزب الله بعرض عسكري في القصير شكّل احراجاً عربياً ودولياً للعهد في أيامه الاولى وكان رسالة واضحة بأنّ وجود رئيس في بعبدا لا يعني ان القرار في بعبدا.
أكثر من ذلك تمادى المعاون السياسي لحزب الله والمكلف منه بالمفاوضات على تشكيل الحكومة نبيه بري بفرض الشروط على العهد ولَم يكتفِ بوضع الفيتوات على تفاهم عون-جعجع إنما صعّد من شروطه في المحاصصة الداخلية وصولاً الى فرض احتكار اسماء الوزراء الشيعة في الحكومة قيد التشكيل ومنع العهد من ان “يكون له وزير شيعي” اَي محاصرة العهد في طائفته.
الحزب وبري أقاما على جثمان الطائفة الشيعية إمارة محصّنة ممنوع ان تمتد يد الدولة أو نفوذ اَي جهة اليها. هي احتكار أو امتياز لهما أو بالأحرى ملكية حصرية. امارة محلية لبري أسندها اليه الحزب المتوّج بحروبه ومغامراته الإقليمية بهدف إقامة “الهلال الشيعي” المزعوم أو الموهوم.
الجنرال في الرئاسة بين نارين : نار “الناصر صلاح الدين” ونار “الامير علّاقة”.
كل عهد واستقلال وأنتم بخير وتذكروا القول المأثور “عزٌ بعد فاقة الامير علّاقة”. نأمل ان لا يكون هذا القول هو جوهر البيان الوزاري وجوهر الحياة السياسية في المرحلة القادمة.

السابق
الحريري يتجاهل السفير السوري والناشطون يعلقون: #رجل_المواقف
التالي
بالصور: «بونبون» الحريري في عيد الاستقلال