الحريري سيكلّف بتشكيل الحكومة فهل سيتجاوز عقدة بري؟

بعد تخطي أزمة الاستحقاق الرئاسي، تبدأ اليوم رحلة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليفَ الحكومة التي تنتهي غداً، في ظلّ أسئلة كثيرة، وتمنيات بأن لا يكون مخاضها طويلاً.

بعد رحلة الرئاسة تبدأ اليوم، مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليفَ الحكومة التي تنتهي غداً، ليبدأ بدوره تأليفَ أولى حكومات العهد الجديد، في ظلّ توقّعات بأن يكون مخاضها طويلاً، تبدأ من مخاوفِ كتلة “المستقبل” التي رشّحت الحريري لرئاسة الحكومة من عرقلة مهمّتِه. في المقابل تشدُّد رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه من الحريري على خلفية أدائه في مرحلة الترشيح. إلى ذلك موقف حزب الله من تسمية الحريري وشروطه. وهذ بدوره يطرح مجموعة من الاسئلة، فكيف سيتجاوز الحريري “عقدة” حزب الله الذي هو أحد المكوّنات التي ستشارك في الحكومة؟ وكيف سيتجاوز “عقدة” برّي بعد امتعاض الأخير من أداء الحريري في مرحلة الترشيح؟ وماذا لو طالَ أمد التأليف وتُرجم احتمال الفشل؟ هذا ما يشير إلى أن المستقبل الحكومي مفتوح على عدة احتمالات.

اقرأ أيضاً: هل يبقى نبيه برّي في المشهد المقبل؟

إلى ذلك، أفادت مصادر رئيس المجلس أن بري طلب ان يكون في آخر المواعيد، لئلا يضطر الى زيارة القصر الجمهوري ثلاث مرات، بحكم موقعه رئيسا للمجلس، ثم رئيساً لكتلة “التنمية والتحرير”، وأخيراً ليطلعه الرئيس ميشال عون على حصيلة الاستشارات.
وأكدت المصادر المتابعة ان طلب بري عدم حضوره أول الاستشارات ثم حضوره مع كتلته في اليوم الاول، لا يعود الى مواعيد سابقة أو أسباب أمنية كما قالت مصادره، بل يدخل في سياق الموقف المعترض، ولعدم اعلان موقفه في الترشيحات باكراً، افساحاً في المجال لمزيد من الاتصالات.
في المقابل، لم تتوقع المصادر ” ان يتجه “حزب الله” الى تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة وهو لم يفعل ذلك سابقاً سواء مع الحريري الاب أو الابن منذ العام 1992، الا انها ترجح ان يمضي الرئيس بري، على رغم التباعد الحاصل، بتسمية الحريري لعدم تعميق الشرخ الحاصل معه واظهار موقف الثنائية الشيعية كأنه موجه ضد الطائفة السنية.

نبيه بري

وفيما، استعجَلت الولايات المتحدة الأميركية تأليفَ حكومة العهد. وأشار وزير خارجيتها جون كيري خلال اتّصاله هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتهنئته، إلى أنّ بلاده، كما المجتمع الدولي، يتطلّعان إلى تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقتٍ ممكن، مؤكّداً وقوفَ الولايات المتحدة إلى جانب لبنان والتزامَها دعمَ الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب وسعيه لتعزيز الاستقرار.
وكان كيري قد اتّصَل بالرئيس سعد الحريري لتهنئته بانتخاب عون وبالدور الذي لعبَه في وضعِ حدّ للشغور الرئاسي. وأكّد الحريري لكيري تفاؤله بـ”أنّ اكتمال النصاب الدستوري سيَسمح بإعادة تفعيل المؤسسات والشروع بمواجهة التحدّيات”.
إلى ذلك، رحب مجلس الامن بانتخاب عون. ودعا الى تشكيل حكومة في اسرع وقت وإجراء انتخابات نيابية في ايار المقبل. وجاء في بيان صادر عن الاعضاء الـ15 في مجلس الامن ان “تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب برلمان جديد بحلول ايار يشكلان امرين اساسيين لاستقرار لبنان وقدرته على مواجهة التحديات الاقليمية”.

إلى ذلك، أشارت المعلومات أن الأوساط القريبة من “حزب الله” وضعت جملة من الشروط لتسهيل تأليف الحكومة وعدم تأخير انطلاقتها، وفي مقدمة هذه الشروط:

 

أولها تفاهم الرئيس المكلّف مع الرئيس برّي، وإنهاء الجفاء بين الرجلين. لأنه ليس في وارد المشاركة في أية حكومة لا يُشارك فيها الرئيس برّي.
وثانيها تمثيل حلفاء “حزب الله” في 8 آذار من المسيحيين والسنّة والدروز في الحكومة العتيدة، وعدم حصر التمثيل المسيحي “بالتيار الوطني” و”القوات اللبنانية”.
وثالثها رفض الانصياع لأية ضغوطات أو “فيتوات” أميركية أو غربية على بعض الأسماء المرشحة لقيادة الجيش أو حاكمية مصرف لبنان، بما في ذلك رفض تدخل السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد.
ورابعها انتزاع تعهد من الرئيس الحريري بأن تسعى حكومته لإجراء الانتخابات النيابية وفق قانون انتخاب جديد يراعي مرتكزات النسبية، والقبول بتمديد تقني للمجلس، إذا ما اقتضت قضية إنجاز قانون الانتخاب لجهة النسبية ذلك.
وحذرت أوساط “حزب الله”، من أن عدم الأخذ بهذه الشروط سيؤخّر إقلاع التشكيلة الحكومية وإصدار مراسيمها مما ينعكس سلباً على سمعة العهد، وجهود التوافق الوطني لنقل البلد من حالة إلى حالة.

اقرأ أيضاً: هل سيقطف الحريري ثمرة دعمه لـ«عون» أم سيدفع ثمن تنازلاته؟

وقد أظهرت وزارة الخارجية الأميركية قلقا ، لناحية دعم عون من قبل “حزب الله”، واصفة الأخير بأنه “منظمة إرهابية”. وقال الناطق باسمها جون كيري: “نحن قلقون جداً إزاء ما يقوم به حزب الله في المنطقة… لكننا سنحكم على الرئيس بناء على القرارات التي سيتخذها في تشكيل الحكومة وتوجيهها”.

السابق
إرجاء موعد لقاء كتلة الوفاء للمقاومة مع الرئيس عون
التالي
أميركا على بعد أيام من الإنتخابات وكلينتون في مأزق