الذكرى الـ36 لحرب الخليج الأولى: هكذا حققت ايران انتصارها النهائي

في مثل هذا اليوم في 22 أيلول نشبت حرب الخليج الأولى بين العراق و إيران، إستمرت طيلة 8 سنوات من عام 1980 إلى عام 1988 أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم حرب الدفاع المقدس.

تعتبر حرب  الخليج الأولى من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، إذ أدّى الصراع العراقي – الايراني إلى مقتل زهاء مليون شخص من الطرفين وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 ترليون دولار أمريكي. وقد غيرت الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الاوسط  وكان لنتائجها أعظم الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية في 1991.
الحرب العراقية – الايرانية بدأت لعدة أسباب مع اشتداد الخلاف بين البلدين حول ترسيم الحدود خاصة في منطقة شط العرب المطلة على الخليج العربي الغني بالنفط بالإضافة إلى الاشتباكات العسكرية المتقطعة بين البلدين. وبدأت العلاقات الدبلوماسية العراقية-الايرانية بالتدهور في عام 1980 بعد صراعات حدودية متفرقة. ثم غزا العراق إيران في 22 أيلول وكان دافع الحرب الخوف من أنتقوم الثورة الايرانية (1979) بإلهام الطائفة الشيعية المضطهدة بالعراق للقيام بتمرد، مقابل رغبة العراق في اضعاف إيران كقوة ناهضة في الخليج العربي.

إقرأ ايضًا: عن مستقبل العراق في ظل هيمنة إيران!
وقام صدام حسين في 17 أيلول 1980 بتمزيق اتفاقية الجزائر لعام 1975 واستعاد العراق نصف شط العرب الذي تنازل عنه لإيران بموجب ذلك الاتفاق. واعتبر شط العرب كاملاً جزءاً من المياه الإقليمية العراقية. و مما زاد الوضع تعقيدا هو محاولة اغتيال لوزير الخارجية العراقي آنذاك طارق عزيز من قبل عناصرحزب الدعوة الاسلامية العراقية التي كانت مؤيدة للنظام الإسلامي في ايران.
ادعى نظام الرئيس السابق صدام حسين بأن القوات الإيرانية بدأت العمليات العسكرية بقصفها للمخافر الحدودية في منطقة المنذية، كما ادعى تقدم القوات الايرانية باتجاه المناطق العراقية في منطقتي سيف سعد وزين القوس وقد أرسلت وزارة الخارجية العراقية برسائل للامم المتحدة حول ما وصفته بالانتهاكات الحدودية فردت الحكومة العراقية بإرسال المقاتلات العراقية بغارة جوية في العمق الإيراني مستهدفة المطارات العسكرية اللإيرانية في عدد من المدن الإيرانية الرئيسية.

حرب الخليج الاولى

قام الجيش العراقي بالتوغل في الأراضي الإيرانية بدون مقاومة تذكر في بداية الأمر. لكن سرعان ما بدأت القوات الإيرانية برص صفوفها وتطوع ما يقارب 100,000 إيراني للذهاب إلى جبهات القتال بعد أسابيع من التوغل العراقي.

وبحلول عام 1982 تمكن الجيش الإيراني من إعادة السيطرة على كل المناطق التي كان الجيش العراقي قد احتلها مما دفع بالحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف إطلاق النار في عام 1982 ولكن هذه المبادرة لم تلق أذان صاغية لدى الحكومة الإيرانية التي كانت على ما يبدو مصممة على الإطاحة بحكومة الرئيس صدام حسين.

إقرأ ايضًا: إيران جعلت العراقيين يترحمون على صدام حسين

وقد استمرت الأعمال العدائية بين البلدين إلى 20 أغسطس 1988، رغم دعوات مجلس الأمن لوقف اطلاق النار. انتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي قبله الطرفان. في نهاية الحرب، أستغرق الأمر عدة أسابيع لإنسحاب القوات المسلحة الإيرانية من الأراضي العراقي والعودة إلى ما قبل الحرب التي حددتها اتفاقية الجزائر عام 1975و آخر أسرى الحرب تم تبادلهم في عام 2003.

انتهت حرب الخليج في الثامن من أغسطس/آب 1988، ويُقدر خبراء اقتصاديون كلفة ثماني سنوات من الحرب بأكثر من أربعمئة مليار دولار، فضلا عن كلفة بشرية أهم وهي أكثر من مليون قتيل وأضعاف ذلك من المصابين والمعوقين. كما خلَّفت دمارا واسعا في البنية التحتية للبلدين وألحقت ضررا كبيرا بالمنشآت النفطية التي هي قوام اقتصاديهما.
وقد أحيت إيران أمس (الأربعاء) ذكرى الحرب العراقية – الإيرانية بعرض أحدث سفنها وصواريخها وبتحذير الولايات المتحدة من التدخل في شؤون الخليج.
ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عرضاً عسكرياً في العاصمة طهران ظهرت فيه مجموعة كبيرة من الصواريخ البعيدة المدى والدبابات والنظام الصاروخي “اس – 300” الذي زودت روسيا إيران اياه.
إقرأ ايضًا: كيف تمكنت إيران من شيعة العراق؟

وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد حسين باقري إن “الدروس التي استخلصتها إيران من الحرب العراقية- الإيرانية بين عامي 1980 و1988 تعد دليلا يسترشد به “إخوتنا في الدين في سوريا وفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن والبحرين” حيث هناك خصوم سياسيون أو دينيون أو عسكريون لإيران.

 

وفي لقطات عرضها التلفزيون ظهرت لافتة على شاحنة عسكرية كتب فيها: “إذا ارتكب زعماء النظام الصهيوني خطأ، فإن الجمهورية الإسلامية ستسوي تل أبيب وحيفا بالأرض” في إشارة إلى إسرائيل.
أما في العراق الغارق في أزماته الداخلية والخارجية وفي حربه ضدّ داعش بعد زهاء 13 عاما من سقوط حكم صدام حسين على أيدي القوات الأميركية ومن ثم اعدامه، فقد مرت مناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لاندلاع حرب الخليج مرور الكرام، فلم يصدر أي تصريح ولا موقف رسمي في المناسبة، في ظل اجماع ان ايران هي التي انتصرت استراتيجيا، في الحرب التي خسرتها تكتيكيا، وذلك بفضل الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وتسليمه على طبق من فضة لإيران بعد انسحاب القوات الأميركية منه عام 2011.

السابق
هكذا ربط جبران باسيل موسم التفاح بمسألة النازحين!
التالي
المتمولون الشيعة ينأون بأنفسهم عن حزب الله…التعزية بعاشور مثالا