عن المغتصبة (بفتح الصاد) وتفاهة السياسي

ملامح الانهيار لا تقتصر على جانب في الدول والمجتمعات. الإنهيار يشمل ويجمع وتتناغم عناصره كما حال النهوض الذي لا يمكن أن يكون اقتصادياً أو معرفياً ولا يكون أخلاقياً واجتماعياً.

في لبنان يمكن أن نقول ببساطة نحن في حال انهيار شامل على كل المستويات السياسية الثقافية الإجتماعية والإقتصادية، لذا نحن أيضاً أمام حال انهيار اخلاقي، الإنهيار الأخلاقي يمكن تلمسه. إنّ ما يتقدم في مجتمعنا بشكل سافر هي التفاهة وقيم جاهلية تنتمي إلى العنصرية والتخلف.

في السياسة تتحكم التفاهة، في لبنان لم تعد قادراً على أن تصف بإطمئنان وزيراً أو نائباً أو زعيم حزب بأنّه رجل دولة، يمكن ان تصفه بأشياء كثيرة سيئة وجيدة لكن يصعب أو يستحيل أن تصفه بالدستوري أو برجل دولة، التفاهة تسيطر وتتحكم وتتغلغل في اللغة والأداء في السلطة وفي المجتمع.
أمس خرج علينا أحد نواب الأمّة ليحاضر علينا بمقولة إنّ الاغتصاب تتحمل جزءٌ من مسؤوليته المغتصبة. ممكن أن يقول إنّ العلاقات الجنسية غير الشرعية مثلاً يتحمل مسؤوليتها طرفا العلاقة سواء كان مقبولاً أو مرفوضاً، أمّا الإغتصاب فهو فعل اكراه واعتداء وبالتالي لا يمكن للضحية أن تتحمل مسؤولية.

التفاهة أيضاً وأيضاً عندما تسيطر، تُعلي من شأن الشتيمة وتبتهج بها وتتحول إلى أنموذج لقوة السياسي أو الاعلامي. هكذا تصبح شتائم هذا السياسي أو ذاك هي دليل ذكاء وقدرة وتميز ومجالاً للمدح. التفاهة لها رجالها أيضاً كما الحكمة التي غاب رجالها عن لبنان ليبقى فيه الجاهل والتافه والعنصري في مقدمة السلطة والمجتمع وتزيل ما تبقى من أخلاق وقيم المعرفة والحق والعدل.

السابق
أسدٌ على السوريين.. هرٌّ أمام فودكا لافروف
التالي
فصائل المعارضة السورية مع الإتفاق وضده: لماذا إغفال إرهاب الممانعة؟