في «حزب الله» وغربته

كتب علي نون في “المستقبل”: في “حزب الله” وغربته:

ليس أغرب من محاولة “حزب الله” التملّص من عواقب مواقفه وادعاء التبرؤ منها، وخصوصاً تلك التي تفرض فرضاً واضحاً الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، سوى تفسير تلك الارتكابات وتحديداً التي تعني التطاول على الدستور وبنوده والأعراف وشروطها وصيغة العيش الوطني وأحكامها ومتطلباتها، على أنها خطوات «إيجابية» ثم مهاجمة الآخرين لأنهم يرفضونها! كتلة نواب الحزب تهاجم، في بيانها الأخير قبل يومين، الأطراف السياسية المقابلة لأنها لم “تتلقّف” الفرصة التي أتاحتها دعوة السيد نصرالله إلى إيجاد ما سماه “المعالجات للأزمة التي تعصف بالبلاد”.. أي أنها تنطلق من فرضية مفادها أن من حق هذا الحزب وحده، أن يحدد مسبقاً من هو رئيس الجمهورية ومن هو رئيس مجلس النواب وأن يظهر بعد ذلك كَرَماً إضافياً من خلال ترجيحه “احتمال” القبول في أن يكون رئيس الحكومة وليد قرار مشترك مع الآخرين! والمشكلة بالفعل عويصة وتتعلق بالمنطلقات والمفاهيم والرؤى قبل السياسات والعنتريات. بحيث أن “حزب الله” لا يجد مشكلة في كونه ينسف الدستور وبنوده، ويفرض الفراغ في أهم وأول منصب سيادي في الجمهورية. ولا يجد مشكلة في أن يختصر كل مواقف الآخرين وكل الآليات النظامية التي تحدد (ولو في الشكل الدستوري وغير الدستوري) من هو رئيس الجمهورية العتيد، ومن يكون رئيس الحكومة، ومن يُنتخب رئيساً للبرلمان. والواقع أن “المشكلة” ليست فقط في كون “حزب الله” لا يجدها! أو لا ينتبه لها! بل في كونها غير موجودة أصلاً بالنسبة إليه.. كأنه في غربة عن كل ما له علاقة بالتكوين السياسي والاجتماعي اللبناني، الشرعي القانوني والدستوري، كما ذلك المتعلق بالأعراف المألوفة وبالأسس الأهلية التي يقوم عليها بناء الكيان الوطني (…).

السابق
قلق عوني: حلم الرئاسة في خطر إذا فازت كلينتون!
التالي
17 ضابطاً متقاعدا منضوين في «التيار الوطني» إنضموا إلى المعارضة