الرئاسة والطروحات الفاشلة: فرنجية يراقب ولا ينكّس سلاحه

سليمان فرنجية

كتب نبيل هيثم في “السفير”: الرئاسة والطروحات الفاشلة: فرنجية يراقب ولا ينكّس سلاحه

ما ان طَفت الليونة الحريرية على السطح الرئاسي، وظهّرت احتمال تبنّي ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى شعر رئيس التيار البرتقالي انّ سعد الحريري تخلّى عن سليمان فرنجية، وانّ مفتاح القصر الجمهوري صار في يده!سمير جعجع شارك عون فرحته، فإزاحة هذا “الخصم” من الطريق الرئاسي، هدف مشترك لكليهما، لأنّ تربّعه على عرش الرئاسة الاولى يكسر كل الاحلام والطموحات السياسية والرئاسية الممتدة من الرابية الى معراب وما بعدهما. ولكنّ الفرحة العونية لم تكتمل، وكما ارتفع منسوب التفاؤل في الرابية الى الحد الأعلى، هبط دفعة واحدة نزولاً الى ما دون الصفر، ليستبدل بخيبة امل كبرى من اصطدام تلك الليونة بالفشل. وبالتالي، فإنّ الخطوات الافتراضية التي ظنّ عون انه قطعها الى الامام نحو بعبدا، خَطا مثلها خطوات الى الخلف، وعاد الى التمركز مجدداً في غرفة الانتظار، لعلّ ظروف الفشل تتبدّل وتطرأ مستجدات تعيد فتح باب القصر الجمهوري أمامه (….). وعلى رغم كل الضجيج الذي افتعل على الخط الرئاسي في الآونة الاخيرة، فإنّ العبرة في مفهوم فرنحية، تبقى في الخواتيم، هو يقرأ المشهد الداخلي على حقيقته بواقعية، والواقعية توجِب القراءة الموضوعية والهادئة في اتجاهين: – الأول، للداخل اللبناني لعله يصبح مؤهلاً اكثر لإنضاج الملف الرئاسي وإتمامه. ولعلّ الضرورة باتت تُحَتّم الذهاب الى “لَبننة” الاستحقاق على النحو الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري، وهنا لا بدّ من لفت الانتباه الى انّ عامل الزمن شديد الدقة والحساسية. وكلما مرّ يوم تأخير، تصبح التسوية عرضة للتهديد والتصويب عليها ومحاولة نَسفها من أساسها من قبل المتربّصين بها. وأوجب الواجبات هنا هو التسريع في الانتخاب. – الثاني، للخارج الاقليمي والدولي، فلعبة الامم الاقليمية والدولية شديدة الاشتعال، واللحظة الاقليمية ما زال مَوجُها عالياً جداً، وملف الرئاسة في لبنان مرتبط باحكام بعناصر الازمة السورية ومتفرعاتها الاقليمية والدولية، وبالعلاقة السعودية الايرانية المتفجرة حتى الآن. وتِبعاً لهذين الاتجاهين، فإنّ الصورة واضحة بالنسبة الى فرنجية، ولعلّ الأكثر وضوحاً فيها هو انّ كل ما يطرح حالياً على صعيد رئاسة الجمهورية، وحتى إشعار آخر، هو أشبَه بـ”بالونات هواء” او “بالونات اختبار” او مناورات سياسية لتعبئة الفراغ.

السابق
لجنة المؤشر تبحث غلاء المعيشة وتصحيح الاجور
التالي
باسيل: لسنا متمسِّكين بترشيح عون