أميركا تؤفغن حلب ؟

ليس مهماً ما تقوله واشنطن عن اسقاط عبوات من غاز الكلور السام على مدينة سراقب بعد ساعات من اسقاط المعارضة السورية طائرة هليكوبتر روسية من طراز “MI – 30″، المهم ما لم تقلّه موسكو عن هذه العملية، التي قد تشكل بداية انعطاف في الحوار الأميركي – الروسي حول الأزمة السورية، يمكن ان تكون له نتائج حاسمة في مسار الحرب السورية المتمادية منذ خمسة أعوام!
وزارة الخارجية الأميركية تقول انه اذا صحت التقارير عن قصف سراقب بغاز الكلور ستكون “العواقب خطيرة”. ولكن في وسع فلاديمير بوتين وبشار الأسد ان يستلقيا من الضحك على هذه العواقب، قياساً بكل ما سبق باراك أوباما أن قاله في 21 آب من عام 2013 عن توجيه ضربة تأديبية الى الاسد، بعد قصفه الغوطتين بما هو أشد خطراً ووحشية من غاز الكلور اي غاز “CS3” الذي قتل مئات السوريين، لكن أوباما لحس تهديده عندما أوقعه بوتين في حبائل خطة ملغومة تقضي بتخلي الأسد عن ترسانته من الأسلحة الكيميائية!

 

فعلاً المهم ما لم تقله روسيا عن قصف سراقب بالغاز حيث أُسقطت الهليكوبتر، فاذا كانت هي من استعمل الغاز المحرم دولياً فتلك مصيبة، واذا كان النظام هو الذي قام بذلك من دون علمها فالمصيبة أعظم، لكن الواضح ان عملية القصف جاءت رداً فورياً على اسقاط الطوافة الروسية، ولهذا لا يمكن ان يكون الرد جاء دون معرفة الطرفين.

اقرا ايضًا: حلب تحذّر العالم…الدنيا دولاب

استعمال هذا النوع من الأسلحة المحرمة جريمة فظيعة، لكن المخيف ان يتكشف الحادث عما هو أخطر، وخصوصاً عندما تنشر وكالة “رويترز” تقريراً عن ان الطائرة أُسقطت بصواريخ أميركية وصلت أخيراً الى المعارضة السورية، في حين قالت قناة “روسيا اليوم” انها أُسقطت باستعمال أنظمة مضادة متنقلة وهو ما قد يعني صواريخ “ستينغر” الأميركية المحمولة على الكتف!
الحديث عن أزمة ديبلوماسية بين واشنطن وموسكو، تؤدي الى نسف المساعي التي بُذلت أخيراً للتوصل الى اتفاق مشترك للتعاون توصلاً الى حل سياسي في سوريا، ليس مهماً كثيراً وان يكن سيضع الفخاخ سلفاً تحت مؤتمر “جنيف – ٣”، فالأهم ألا تكون واشنطن متجهة الى أفغنة الحرب في سوريا، عبر تحييد سلاح الجو الروسي وطيران النظام، بما يعني أنها قررت انهاء امتهان بوتين لهيبتها في سوريا والمنطقة كلها!
في ٢٠ نيسان نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريراً عن تلميح مسؤولين أميركيين الى الاستعداد لتزويد “المعارضة المؤتمنة” منظومات دفاع جوي محمولة على الكتف، وقيل ان وكالة الاستخبارات المركزية أنشأت سراً برنامجاً لهذا الغرض، واذا صح هذا نكون أمام تحوّل جديد في مسار الحرب السورية يفرمل التحوّل الذي أحدثه التدخل الروسي في أيلول من العام الماضي!

(النهار)

السابق
معركة حلب لن تنقذ الأسد
التالي
«المنشطات» الروسية والقلق الإيراني