إيران الخميني.. أفضل النماذج الإيرانية لأميركا

الامام الخميني
هناك أكثر من نموذج للمعارضة الإيرانية. عام 2009 سألت ‘الثورة الخضراء’ «أين ذهبت أصوات الإيرانيين» وذلك بعد تزوير عملية الإنتخابات الرئاسية وفرض أحمدي نجاد رئيساً لإيران، ليجهض الاسلاميون الحاكمون الثورة بعنف مفرط جداً من قبل الحرس الثوري وقوات الباسيج.

وكالعادة، اتهم النظام الإيراني ثورة عام 2009 بالعمالة لأميركا وإسرائيل، ومما قاله الإعلام الرسمي في طهران أن أحمد نجاد فاز بنسبة إقتراع فاقت 65% بينما تحدثت المعارضة الإيرانية عن حصول مير حسين موسوي منافس أحمدي نجاد على 19 مليون صوتا مقابل حصول نجاد على 5 ملايين صوت.

بحر الدماء الذي غرقت به إيران منذ حكم الشاه امتدت أمواجه إلى مرحلة تسلم الإمام الخميني الحكم وقيام مساعديه بتصفية الحلفاء الذين ساعدوهم على إنجاز الثورة. وبقي عنف الثورة مستمر في السنوات الاولى على إندلاعها وسجل الاف عمليات الاعدام ومئات من العمليات الانتقامية المقابلة التي قادها تنظيم مجاهدي خلق.

استقبل صدام مجاهدي خلق على أرضه وفتح لهم حدوده. وكان مسموح لهم إنشاء مخيمات تدريب بمحاذاة الحدود مع إيران، فشاركوا إلى جانبه في حربه التي اعلنها ضد وطنهم بدعوى تحريره من نظام الامام الخميني.

ولكن كل شيء إنتهى بعد الإحتلال الأميركي للعراق عام 2003. قصارت المنظمة بحاجة إلى حماية أميركية لردع الإعتداءات الكثيرة من قبل القوات العراقية الجديدة التي أصبحت صديقة وفية لإيران بعد زوال حكم البعث العراقي.

إن البيئة التي وُلدت من خلالها الثورة الإيرانية انتجت عقيدة «مجاهدي خلق»، وساهمت الثورة الإسلامية بخلق البنيات المناسبة لتطور أيديولوجية هذه المنظمة الإسلامية، فتقديس الزعيم يعد جزء من تركيبتها العقائدية تماماً كحالة تبعية المحافظين الإيرانيين لولي الفقيه وتقديسه.

لطالما مارس عسكر مسعود رجوي أعمال عسكرية عنيفة ضد الحرس الثوري ولم توفر الابرياء من المارة وحتى المصلين، وعلى ضوء هذه الاحداث قامت أميركا وأوروبا بتصنيفهم كمنظمة إرهابية بعد مجموعة تفجيرات دمرت مقرات الحرس الثوري وقتل في واحدة منها اول رئيس لإيران بعد الثورة الإسلامية محمد علي رجائي.

إلا أن الأنظمة المُعترف بشرعيتها دائماً ما تعاقب معارضيها بأساليب مخيفة، فتم إعدام الألاف من مجاهدي خلق عبر تعليق اجسادهم على الرافعات وهو الأسلوب الأشهر في الإعدامات لدى الحكومة الإيرانية وأجازت الحكومة الإيرانية لنفسها ممارسة الإعدامات الجماعية بحق مجاهدي خلق.

عام 2015 قرر عمدة محافظة طهران إغلاق معتقل ايفين وتحويله إلى حديقة عامة. لقد مكث عدد من معتقلي منظمة خلق في سجن ايفين لسنين طويلة، وهو المكان نفسه الذي تتواجد فيه حالياً الناشطة الإيرانية نرجس محمدي المتهمة بمحاولة قلب النظام الإيراني.

ايران

في السابق تلقى مجاهدو خلق التدريب العسكري على يد عناصر الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وكانت المنظمة قد اعلنت مرارا عن دعمها للقضية الفلسطينية، ولكن خلال المؤتمر الأخير لـ«مجاهدي خلق» أكد رئيس الكونغرس الأسبق نيوت غينغريتش على حتمية سقوط النظام الإيراني.

من الممكن أن تكون المنظمة قد نسيت تصريحاتها الموالية لفلسطين، ولكن غينغريتش مازال محافظاً على موقفه من الفلسطينيين حين إعتبرهم شعب إرهابي ومصطنع.

إقرأ أيضاً: لماذا لا يوسّط الحزب إيران لدى «الشيطان الأكبر»؟

عام 2014 أزال أوباما مجاهدو خلق عن لائحة الإرهاب ورأى بعضهم أن القرار كان وسيلة أميركية للضغط على ايران للسير قدماً في ملفها النووي. وفعلاً وقعت اميركا وإيران على الإتفاق النووي في شهر كانون الثاني من العام الحالي، وصفقت مسؤولة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني بحرارة للإتفاقية.

في اليومين الماضيين لم تحز أخبار مؤتمر مجاهدي خلق على الإهتمام الحقيقي من قبل الصحف الأميركية. واغفلت التحليلات الصحفية الأميركية كلمة زعيمة مجاهدي خلق مريم رجوي، كذلك لم تخصص صحيفة «النيويرك تايمز» الصفحات المعتادة لإستعراض النتائج التي ستترتب مستقبلاً عن المؤتمر الأشهر للمعارضة الإيرانية علماً ان رئيس الإستخبارات الأسبق للملكة العربية السعودية تركي الفيصل كانت له الكلمة الاهم فيه.

إقرأ أيضاً: ناشطون ايرانيون يسخرون: راتب حسن نصر الله أصبح باللغة الفارسية!‏

بالنسبة للأميركيين، يكفي فقط إبداء حسن نية نحو الشعب الإيراني والتصويب على سلوك القيادة الإيرانية وتصرفاتها الساعية للتضييق على الحريات حتى يرتبك الحرس الثوري بأكمله ويبدأ السيد علي الخامنئي بإصدار تهديداته المعادية ضد أميركا ونعتها مجدداً بالشيطان الأكبر.

ويرى خبراء مختصون بالشؤون الايرانية انه على الرغم من كل هذا، فإن أميركا لن تستغني عن النظام الإيراني من أجل منظمة مجاهدي خلق المعزولة، ولو عاد بها الأمر إلى العقود الماضية لما استغنت أميركا ايضاً عن نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

السابق
عقد على حرب تموز..اين اصبحت المقاومة ووجهتها؟
التالي
10 سنوات على حرب تموز: إسرائيل تريد بقاء سلاح حزب الله