في يوم القدس: نصرالله يطمئن: الخرق ممكن.. لكن الأمن ممسوك.. وايران تتاجر بالقضية الفلسطينية

بقيَت الحركة الداخلية مضبوطةً على الإيقاع الأمني،مع شدّ الجيشُ اللبناني، ومعه الأجهزة الأمنية القبضةَ على الأمن الداخلي بوتيرة سريعة ومكثّفة ومشدَّدة في مختلف المناطق اللبنانية. الروتين الأمني ترافق أمس مع خطاب نصرالله في يوم القدس العالمي الذي طمأن بدوره الخرق ممكن.. لكن الأمن ممسوك!

أطلَّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، للمرة الأولى، في يوم “القدس العالمي”، عبر الشاشة الصغيرة، على عكس التقليد الحزبي المتبع منذ نشوئه، بإقامة احتفال ظلّ يتخذ طابعاً عسكرياً حتى العام 2004، وتحول بعد هذا التاريخ إلى مجرد احتفال سياسي، باستثناء احتفال ما بعد “حرب تموز” الذي ألغي أيضاً. واليوم تم الاكتفاء بيوم القدس بكلمة نصرالله بسبب الاوضاع الأمنية.

اقرأ أيضاً: في رثاء «يوم القدس العالمي»

وتركزت المواقف التي عبّر عنها نصرالله على التطورات الاخيرة لتعكس توجهاً واضحاً لديه الى طمأنة أهالي البقاع الشمالي عموما والمسيحيين منهم خصوصاً. ومع ان نصرالله برر تكراراً انخراط الحزب في “الحرب الاستباقية” التي يخوضها في سوريا قائلاً انه لولاها “لكنتم ستجدون عشرات السيارات المفخخة في المدن اللبنانية”، حرص على الاشادة “بالجهود الجبارة التي قام بها الجيش والقوى الامنية والمقاومة في المواجهة الامر الذي ادى الى منع أحداث خطرة”.

كما اتسم خطاب السيد نصر الله بنبرة هادئة، معتبراً أن الوحدة الوطنية أمضى سلاح في مواجهة الإرهاب. وللمرة الأولى منذ سنوات، خاطب نصرالله الإسرائيليين بنبرة قوية المضمون، لكن هادئة الشكل، عندما شرح لهم ما يمكن أن يمتلكه “حزب الله” من معلومات و”بنك أهداف” من شأنه أن يفاجئ الإسرائيليين في أية حرب لا يجد كلا الطرفين أنهما أصحاب مصلحة في خوضها، ولو لاعتبارات إستراتيجية مختلفة.

وخاطب اللبنانيين: “لا أحد يهوّل عليكم ويقول لكم إن الوضع الأمني في لبنان خطير جداً وسوف ينهار وتوجد كارثة أمنية. كلا، هذا غير صحيح، الوضع الأمني في لبنان أفضل من أكثر دول العالم بالحد الأدنى بالرغم من كل ما يحصل في منطقتنا”.

كما أكد أن انتحاريي بلدة القاع أتوا من جرود عرسال وليس من مخيمات النازحين في مشاريع القاع. إلى ذلك ردّ على الذين يحمّلون “حزب الله” مسؤولية تمدد خطر “داعش” وجبهة “النصرة” وأخواتهما إلى لبنان، بسبب انخراطه في الأزمة السورية أو فشل “حربه الاستباقية”.

وقال إن الوقائع والأدلة من اسطنبول الى بروكسل مروراً بباريس، تشي بأن الإرهاب لن يستثني أحدا بمعزل عن هويته وطائفته ولونه وعرقه وبلده.

يوم القدس على الحدود في لبنان

كذلك لم يستثن تصرالله الهجوم على السعودية إذ دعا إلى وضع اليد على الإصبع، أي على الفكر الوهابي التكفيري في السعودية. وتعهد بالاستمرار في تحمل المسؤولية والمضي بلا تردد في خيار القتال ضد الإرهاب التكفيري.

غزل بـ”حماس”

وكان اللافت في الخطاب في البعد الفلسطيني بالتفاتة إزاء “حماس”، وذلك مع بدء العد العكسي لعودة الأمور الى طبيعتها بين الحركة وبين القيادة الايرانية، خصوصا على خلفية المشهد التركي ـ الاسرائيلي المستجد مؤخرا.

اقرأ أيضاً: لمصلحة من تهديد الاماكن السياحية في لبنان؟

تجارة إيرانية بالقضية الفلسطينية

وأمس في يوم القدس العالمي اختار “الحرس الثوري” الايراني تهديد اسرائيل بالدمار بواسطة “صواريخ جاهزة في لبنان”. التهديد جاء على لسان نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي في خطاب ناري امام المتظاهرين في طهران قائلا: “بحمد الله، القدرة على تدمير النظام الصهيوني موجودة اكثر من اي وقت مضى. ففي لبنان فقط ثمة 100 الف صاروخ جاهز للاطلاق”.

السابق
هكذا حصلت الاختلاسات في «ميكانيك» الأوزاعي
التالي
تفاهم نفطي بين بري وعون.. يختزل القوى السياسية الأخرى!