الوقائع الأمنية تلغي إحتفال «يوم القدس» في الضاحية

تجزم معلومات أمنية على صلة بالتحقيقات الجارية، أن الأيام والليالي بين 27 و30 حزيران الذي كان يوم أمس الخميس آخرها، كانت مرشحة بأن تشهد سلسلة من التفجيرات الكبرى تهزّ لبنان وتقلب الوضع رأساً على عقب.

والمسألة هنا، وفقاً للمصادر عينها لا تقبل الاجتهاد أو سجالات النفي أو التأكيد بين جهاز أمني من هنا وجهاز أمني من هناك، فالوقائع أصدق أنباء من وثائق الاتصال أو بيانات المصادر التي لا تكشف عن هويتها أو حتى البيانات الرسمية.

وخارج النفي الذي حدث من خلال بيان «كازينو لبنان» والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بوصف ما تسرّب عن مخططات محددة، بأنها تهدف إلى البلبلة ولا أساس لها من الصحة، جاءت بيانات مديرية التوجيه في قيادة الجيش لتؤكد أن «مديرية المخابرات أحبطت عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم «داعش» الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما». وخارج النفي والتأكيد هذا حدثت الوقائع التالية:

1- ألغى «حزب الله» وحركة «أمل» إحتفالات ليلة القدر في إجراء وقائي غداة تفجيرات القاع الانتحارية، أي بدءاً من ليلة الثلاثاء، لكن «حزب الله» في اليوم نفسه أكد أن «احتفال القدس» لا يزال قائماً في موعده عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مجمّع سيّد الشهداء، حيث كان من المقرّر أن يطلّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، لإلقاء الخطاب الذي دأب عليه الحزب منذ 23 عاماً دون انقطاع.

2- إلا أن «حزب الله» إستبق يوم الأول من تموز موعد إحياء المناسبة التي تأتي في الجمعة الأخيرة من رمضان على ما درجت العادة سنوياً، بتنظيم إحتفال في مركز معروف سعد بالمشاركة مع الفصائل الفلسطينية للمناسبة عينها في مدينة صيدا، وكان الخطيب الأبرز في هذا الاحتفال الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، الذي شنّ حملة حادّة على «عرب الاعتدال» وعلى تركيا بعد تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، مما كان يعني إشارة إلى أن قيادة «حزب الله» إقتنعت بجدّية المخاطر، وأنه من غير الممكن التمسّك بإقامة الاحتفال المركزي في الضاحية الجنوبية.

3- في هذا الوقت، وفيما كانت قناة «المنار» تنقل وقائع الاحتفال في صيدا، صدر عن «حزب الله» بيان أعلن فيه الحزب أنه «نظراً للأوضاع الأمنية قرّر حزب الله إلغاء الاحتفال الجماهيري لمناسبة يوم القدس العالمي، والذي كان مقرراً اليوم في الرويس».

4- وفي البيان نفسه، قال الحزب أن السيّد نصر الله سيوجّه عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، الأول من تموز كلمته متلفزة.

ولم يُشر البيان إلى طبيعة الكلمة، أو ما يمكن أن تتضمّنه، لكنها، في تقدير أوساط متابعة، مرتبطة «بيوم القدس» وبالأوضاع الأمنية المستجدة، وبالظروف السياسية الناشئة في ضوء تفجيرات القاع، والمتغيّرات الإقليمية، سواء إنهاء أزمة سفينة «مرمرة» بين تركيا وإسرائيل، أو إعادة تطبيع العلاقات الروسية – التركية، والتحضيرات الجارية لعقد قمّة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيّب أردوغان.

5- وفي الوقائع أيضاً، أن إجراءات اتخذت بعيداً عن الإعلام، في الأماكن التي كانت مستهدفة، سواء في «السيتي سنتر» عند المداخل الشرقية للضاحية الجنوبية التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة، لا سيّما على أبواب عيد الفطر السعيد، وفي «كازينو لبنان» الذي يرتاده أثرياء وروّاد لبنانيون وأجانب، فضلاً عن بعض الشوارع التجارية والسياحية في منطقة الحمراء في بيروت، وهذه المراكز هي ما أشارت إليه بيانات قيادة الجيش، والتي حسمت بعضاً من النقاش حول حدود ما توصلت إليه التحقيقات في ما خصّ المجموعة الموقوفة، والتي قوامها خمسة من «داعش»، بقيادة سوري يقود المجموعة ومتحدّر من تدمر.

وعشية الكلمة المتلفزة للسيّد نصر الله، جرت مشاورات بين قيادتي «أمل» و«حزب الله»، شارك فيها المعاونان السياسيان لكل من الرئيس نبيه برّي، الذي كشف في مقابلة مع مجلة «الشراع» بأن هناك تباينات إزاء عدد من الملفات مع «حزب الله»، وهو وزير المال علي حسن خليل والحاج حسين الخليل عن حزب الله.

وتأتي مشاورات القيادتين في ضوء المستجدات الأمنية، إن على صعيد التفجيرات والتحقيقات، وما ترتّب عليها من مواقف سياسية سبقت وأعقبت جلستي مجلس الوزراء، فضلاً عن إعلان الحكومة اللبنانية، على لسان رئيسها تمام سلام والوزراء عن رفض غير قابل للنقاش في ما خصّ الأمن الذاتي، والتأكيد على أن الأمن الشرعي وحده، عبر الجيش وقوى الأمن، يحمي المواطنين ويحفظ الحدود.

(اللواء)

السابق
إحدى العملية الارهابية كانت تستهدف الضاحية أو الحمرا أو الجميزة
التالي
متى ستصدر نتائج الشهادة الثانوية…